بالأرقام.. أزمات خطيرة تهدد بوقف أكثر من 600 مؤسسة خيرية عن خدمة الغلابة
أزمة خطيرة تواجه عددا كبيرا من المنظمات والمؤسسات الخيرية، والتي يصل إلى 600 مؤسسة بتوقفها بسبب تداعيات الحالة الاقتصادية الصعبة، والتي بدورها شكلت خطورة على شريان وجودها المتمثل في التبرعات، بخلاف ارتفاع أسعار المستلزمات والمواد الغذائية.
الأزمة الاقتصادية
وتعيش مصر حالة اقتصادية صعبة، بسبب تداعيات الحرب الروسية والأوكرانية، وما سبقها من انتشار وباء كورونا، والذي بدوره تسبب في ارتفاع سعر الدولار أمام قيمة الجنيه وما تبعه من ارتفاع مستوى التضخم الأمر الذي أثر على انخفاض مستوى دخل الأفراد.
إنذار خطير
وشهدت خلال الفترة الماضية، إعلان أكثر من مؤسسة عن أوضاعها المالية الصعبة، آخرهم مستشفى 57357 لعلاج سرطان الأطفال، والذي نزل كالصاعقة على آذان المصريين، وجعل اسم المستشفى؛ يتصدر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، من خلال نشر آلاف البوستات والمنشورات الداعمة لها، والتي تحث الناس على التبرع للمستشفى، لدعم علاج الأطفال من مرضى السرطان، كما تفاعل معها عدد من الفنانين، وعلى رأسهم عمرو يوسف، إضافة إلى «شيكابالا» لاعب الزمالك الذي رفع قميصًا كُتب عليه «أنقذوا مستشفى 57357».
أوضاع مستشفى 57357
وكشفت تصريحات القائمين على مستشفى 57357، أن التبرعات في الأشهر الـ6 الماضية انخفضت بنسبة تراوحت بين 80 و88% مقارنة بها في الفترة نفسها من الأعوام السابقة، وهو ما دعا المستشفى إلى اتخاذ قرار بفكّ آخر وديعة يملكها من أجل الإنفاق على علاج المرضى، وهذا التدبير لا يكفي سوى عام واحد فقط.
الحكومة تتدخل
ودخلت الحكومة على خط الأزمة التي يعاني منها مستشفى سرطان الأطفال 57357، وتعهدت وزيرة التضامن الاجتماعي نيفين القباج بمساندة المستشفى بكل قوة، عن طريق توقيع بروتوكول لدعمه بمبلغ 75 مليون جنيه.
جمعية مرسال
ولم تكن واقعة مستشفى سرطان الأطفال، هي الأولى، التي تشير إلى حجم الخطر الذي تعيشه تلك المؤسسات، ولكن سبقتها مؤسسة أخرى، تعد من أشهر المؤسسات الخيرية التي تعمل في المجال الطبي والصحي حيث توفر الخدمات الطبية للمواطنين بالمجان وهي «مرسال».
ففى نوفمبر الماضي، ناشدت مؤسسة مرسال للأعمال الخيرية المتبرعين لضرورة إرسال تبرعات فورية وذلك لعدم إيقاف أي أدوية أو علاجات أو خلافه من الأمور الطبية، لتطلق بعدها وسيلة إعلامية شهيرة حملات لجمع التبرعات.
وأشارت مؤسسة ومديرة جمعية مرسال هبة راشد، إلى أن هناك أكثر من 2000 مريض بأمراض مستعصية وحالات حرجة يحصلون على علاجهم الشهري من مرسال.
وفي هذا السياق، قال على عبد العزيز، رئيس فرع الجمعية الشرعية بالشرابية، إن كل الجمعيات الخيرية التي تعتمد على التمويلات الذاتية والتبرعات تأثرت بالأزمة، مشيرا إلى أن عدد المتبرعين لديه قل بنسبة 25%.
وأضاف في تصريح خاص لـ«النبأ» أن الأزمة لا ترتبط فقط بقلة التبرعات، ولكن في ازدياد عدد الأسر المحتاجة، مشيرا إلى أن الجمعية تضطر في هذه الحالة للعمل على الأولويات الملحة، كالأسر المعدومة، ومن لا يملكون أي معاش، أو ما يقل معاشهم عن 500 جنيه، بعدما كان يتم ضم من يصل دخلهم لـ1500جنيه.
وقال اللواء ممدوح شعبان، رئيس جمعية الأورمان، إنه بشكل عام بسبب الحالة العامة من الممكن أن تكون التبرعات ليست على القدر الأمثل وخاصة أن المجتمع المدني مطلوب منه القيام بأدوار كثيرة، ولكن في الوقت ذاته ستكون مجرد أزمة وستمر.
وأضاف في تصريح خاص لـ«النبأ» أن التبرعات قلت عن المتوقع رغم زيادة المهام والنشاط بسبب الوضع الاقتصادي، مشيرا إلى أن الأورمان حققت من 80 لـ85% من مستهدفاتها المخططة لها خلال هذا العام على الرغم أن الاعوام الماضية كانت تزيد عن 110% أحيانًا.
من جانبه يرى النائب طلعت عبد القوى، عضو الاتحاد الاقليمي للجمعيات الأهلية، أن كل الجمعيات منها المشهورة تأثرت بالتغيرات العالمية، بشكل أو بآخر الأمر الذي أثر بالسلب على التمويل داخليًا وخارجيا، وليس مستشفى 57357 فقط، خاصة في ظل ارتفاع الخامات والدولار.
وأضاف في تصريح خاص لـ«النبأ» أن مصر بها حوالي 36 ألف جمعية، مشيرًا إلى أن ما يحصلون عن التبرعات ليس بالكثير وهم لا يزيد عددهم عن 1000 جمعية.
وتابع: «الحل سيكون في البحث عن مصادر أخرى كصندوق دعم الجمعيات، أو زيادة الاشتراكات»، معقبًا: «الصندوق موجود في الوزارة ومن الممكن أن يدعم مشروعات الجمعيات الأهلية، بالإضافة إلى رجال الأعمال والمجتمع المدني».
في المقابل، رفض الدكتور وليد جاب الله، الخبير الاقتصادي، الربط بين الوضع الاقتصادي، وتراجع التبرعات في الجمعيات الخيرية.
وقال، إن حجم الودائع في البنوك المصرية يتجاوز 6 تريليونات جنيه، وهو ما يستحق معه أموال زكاة ضخمة بخلاف الصدقات.