بالأرقام.. إهدار 90 مليون جنيه بسبب توقف برنامج أطفال وكبار بلا مأوى
حالة من الجدل، أثارتها وزارة التضامن الاجتماعي، بسبب التطورات الأخيرة لملف برنامج بلا مأوى، وقرارها بشأن وقفه بعد 4 سنوات من الإنجازات، الملموسة على أرض الواقع، في هذا الملف المهم، من خلال الوحدات المتنقلة التي كانت تنشرها الوزارة على الأرض بشكل مستمر للتعامل مع الحالات بلا مأوى.
دخل البرلمان على خط الأزمة، كاشفًا عن رفضه تلك التطورات، مشيرًا إلى أن الأزمة الاقتصادية، وازدياد معدلات الفقر، ومن ثم انتشار ممن هم بلا مأوى بشكل كبير، يفرض على الحكومة استمرار البرنامج بنفس آلية عمله السابقة.
وتقدمت النائبة سميرة الجزار، عضو مجلس النواب، وعضو لجنة القيم بالبرلمان، بطلب إحاطة إلى المستشار الدكتور حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب، لتوجيهه إلى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، ونيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، بشأن توقف برنامج أطفال وكبار بلا مأوى وتأثيرات ذلك على معاناة أطفال الشوارع والمشردين في ظل الشتاء.
وقالت سميرة الجزار، إنه في ظل شتاء قارص وأمطار قد تصل حد السيول على بعض أنحاء الجمهورية يفترش عشرات الآلاف من الأطفال والكبار الأرصفة لا يحول بينهم وبين برودة الطقس سوى قطع من الأقمشة البالية المرقعة برقع.
وأشارت إلى أن كل هذا وأكثر يحدث في وطن لطالما تباهى بكونه ملاذا للأشقاء العرب والأفارقة الذين أتوا هربا من جدب الحياة وعسرتها في ظل مبادرة «حياة كريمة» لا يمكن أن تتحقق دون النظر إلى حياة هؤلاء المشردين الذين لا مأوى لهم سوى الشوارع والطرقات.
وأكدت النائبة، أن هؤلاء المواطنين المصريين الذين يواجهون صعابا ومشكلات مزمنة في حياتهم اليومية لا يمثلون فقط حالة إنسانية يرثى لها إلا أنهم يمثلون خطرا على صحة المجتمع ككل حيث إنه ومع حلول فصل الشتاء يزداد خطر انتشار الفيروسات ما بين فيروس كورونا والأنفلونزا الموسمية وغيرها من الفيروسات المعدية.
وأشارت إلى أن هؤلاء يمثلون بؤرا لنشر العدوى بين المارة في الطرقات والشوارع العامة والتي يأوى إليها هؤلاء المشردون حيث لا يخضعون للفحوصات الطبية غير أن أغلبهم لا يجد مكانا للاستحمام والنظافة الشخصية ما يصيبهم بالأمراض الجلدية المعدية وهو ما يكلف الدولة الملايين زيادة في الإنفاق على الرعاية الصحية لمواجهة هذه الأمراض.
وقالت النائبة سميرة الجزار إنه فى ظل سعى الدولة لزيادة نسب السائحين كمصدر للدخل من العملة الصعبة بكل تأكيد سيضر تواجد هؤلاء المشردين بالشوارع وجهة مصر الحضارية حيث أنهم فى تزايد واصبحوا منتشرين فى أرقى أحياء ومناطق العاصمة والمدن الرئيسية حتى أنهم متواجدون على جانبى شارع القصر العينى وحول الوزارات والمؤسسات الحكومية،
وأكدت أن البرنامج توقف فى 30 من يونيو 2022 هذا على الرغم وجود اعتماد مالى من الرئيس عبد الفتاح السيسى، وعلى الرغم من إنفاق 90 مليون جنيه لتطوير 6 دور رعاية وشراء 17 وحدة متنقلة متوقفة الآن فى إهدار للمال العام.
وطالبت «الجزار» بضرورة فتح تحقيق عاجل فى هذا الشأن والوقوف على أسباب توقف برنامج أطفال وكبار بلا مأوى ومحاسبة المقصرين وسرعة إعادة البرنامج للعمل حتى نتمكن من القضاء على ظاهرة المشردين وأطفال الشوارع.
اللافت للأمر، أن الحديث عن غلق البرنامج جاء رغم تأكيد وزيرة التضامن أن برنامج «بلا مأوى» لم يتوقف، خلال اجتماع لها مع ممثلي 22 جمعية ومؤسسة أهلية، يستهدف بحث سبل التعاون في تطبيق منهجية أطفال وكبار «بلا مأوى» وإسناد الوحدات المتنقلة لبرنامج حماية الأطفال والكبار بلا مأوى لها، وذلك في إطار السعي لاستمرار البرنامج داخل هيكلة وزارة التضامن الاجتماعي.
وأكدت وزيرة التضامن في تصريحات لها، أن الإدعاءات بشأن وقف برنامج «بلا مأوى» غير حقيقية لأن البرنامج جزء لا يتجزأ من برنامج الدفاع الاجتماعي والذي يندرج تحت قطاع الرعاية الاجتماعية بالوزارة.
واستدركت نيفين القباج: «الذي انتهي بالفعل هو المشروع التجريبي الذي كان من المخطط أن تكون مدة عمله من 3 لـ4 سنوات فقط، ثم ينتقل المشروع إلى إدارة الدفاع الاجتماعي داخل الوزارة ويكون مسئولية تنفيذ أنشطته والمساءلة على نتائجه واقعة على العاملين بالوزارة».
وعن تطورات، طلب الإحاطة، قالت النائبة، سميرة الجزار، إن الوزارة لم ترد عليها بشأن الوزارة، مشيرة إلى أنها تقدمت بالطلب بناءً على المتضررين من توقف البرنامج.
وأضافت سميرة الجزار، في تصريح خاص لـ«النبأ» أن البرنامج كان بمحافظات كبيرة بمصر، وكان يقوم بدور ملحوظ، متابعة وإذا كانت الوزارة تتحدث عن أنه بلا مأوى كان إطلاقا تجربيًا فلماذا أصبح هناك انتشار لظاهرة المشردين في الوقت الحالي.
وتساءلت: «أين السيارات التي كانت منتشرة في الشوارع، وإذا كانت الوزارة تتحدث عن أنه تم إدراج هذا البرنامج ضمن التدخل السريع فهذا غير كاف، لأننا بحاجة لبرنامج مخصص لهذه الفكرة لمن ليس لهم مأوى فقط كما كان في السابق».