نفط السعودية يعزّز أمن الطاقة في كوريا الجنوبية
زار مسؤولون بارزون في كوريا الجنوبية، العاصمة السعودية الرياض، لاستئناف مفاوضات إمدادات النفط الخليجي إلى بلادهم، ضمن اتفاقية التجارة الحرة مع ممثلي دول مجلس التعاون الخليجي.
وجاءت زيارة مسؤولي وزارة التجارة والصناعة والطاقة ووزارة الاقتصاد والمالية الكوريين الجنوبيين، في المدة من 14 إلى 16 فبراير الجاري (2023)، بمناسبة انعقاد الجولة السابعة من الاجتماع الرسمي لمناقشة اتفاقية التجارة الحرة بين الطرفين، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وتهدف اتفاقية التجارة الحرة بين كوريا الجنوبية ومجلس التعاون الخليجي إلى تحسين اقتصادات استيراد النفط الخليجي والشرق أوسطي، حسب مصادر صناعة التكرير في سول وأولسان خلال المدة من 17 إلى 22 فبراير.
النفط السعودي إلى كوريا الجنوبية
أفادت وزارة التجارة والصناعة والطاقة الكورية الجنوبية، في بيان، بأن الاجتماع والمناقشة الأخيرين شملا القضايا المتعلقة بقواعد التجارة ومجالات التعاون، وفتح الأسواق للمنتجات والخدمات، وتحسين شروط البيئة التجارية، وحقوق الملكية الفكرية.
وأشار محللو الصناعة ومصافي التكرير الكورية الجنوبية الرئيسة -بما في ذلك شركة إس-أويل الكورية، المملوكة بالكامل لشركة أرامكو السعودية- إلى أن اتفاقية التجارة الحرة مع كبار منتجي النفط الخليجي ستمهّد الطريق لحصول كوريا الجنوبية على ميزة تنافسية.
تُجدر الإشارة إلى أن كوريا الجنوبية تُعدّ اقتصادًا كثيف التوجه للتصدير وذا تقنية عالية، حسبما نشرت منصة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس (S&P Global Commodity Insights) في 22 فبراير الجاري.
وأضاف محللون في الصناعة أن انخفاض تكاليف مصادر الطاقة الصناعية والمواد الخام من شأنه أن يجعل الرقائق والإلكترونيات والمنتجات النفطية عالية الجودة والكيماويات في البلاد أكثر قدرة على المنافسة.
وقالت رئيسة وفد كوريا الجنوبية لمفاوضات اتفاقية التجارة الحرة، كوون هيه-جين: "إن النجاح الأخير لاجتماعات قمة كوريا الجنوبية مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة يشمل منطقة الشرق الأوسط بأكملها".
وتوقعت كوون هيه-جين، المزيد من نتائج التعاون في مجالات مختلفة مثل الطاقة والبنية التحتية والصناعات الجديدة، لا سيما النفط الخليجي.
تُجدر الإشارة إلى أن كوريا الجنوبية تفرض -حاليًا- تعرفة بنسبة 3% على النفط المستورد، التي يجري إلغاؤها أو خفضها للكميات الآتية من الموردين الذين لديهم اتفاقيات تجارة حرة مع الدولة الآسيوية.
وسمحت اتفاقية التجارة الحرة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة لمصافي التكرير بشراء درجات نفط خام أخف وأكثر حلاوة، التي عادة ما تفرض علاوة على النفط الخام الثقيل في الشرق الأوسط، الذي يحتوي على نسبة عالية من الكبريت، وبتكلفة أقل.
جاء ذلك وفقًا لما قاله مديرو المواد الأولية في شركتين رئيستين للتكرير في كوريا الجنوبية لمنصة إس آند بي جلوبال كوموديتي إنسايتس.
الخام الأميركي مقابل النفط الإماراتي
دفعت شركات التكرير في المتوسط 102 دولار للبرميل مقابل استيراد الخام الأميركي في عام 2022، أي أقل من 107 دولارات للبرميل التي دفعت في المتوسط لشحنات النفط الخليجي، خاصة الخام عالي الكبريت من الإمارات، العام الماضي.
يأتي هذا على قدم المساواة مع سعر 102 دولار للبرميل المدفوع مقابل الخام السعودي، وفقًا لأحدث البيانات من المؤسسات الكورية الجنوبية التي تديرها الدولة.
وأظهرت شركة النفط الوطنية الكورية الجنوبية (كنوك) في عام 2021، أن تكلفة الشحنات من الولايات المتحدة بلغت في المتوسط 70.48 دولارًا للبرميل، أي أقل من تكلفة استيراد النفط السعودي، البالغة 72.03 دولارًا للبرميل.
وفي المقابل، تشمل تكاليف استيراد شركة النفط الوطنية الكورية الجنوبية (كنوك) الشحن والتأمين والضرائب والرسوم الإدارية ورسوم الموانئ الأخرى، وفق التصريحات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وفي فبراير 2022، قال مسؤول من وزارة التجارة والصناعة والطاقة إنه سيجري التفاوض بشأن تفاصيل الرسوم الجمركية والعوائق التجارية الأخرى مع دول مجلس التعاون الخليجي واتخاذ قرار بشأنها لاحقًا.
زيادة الاعتماد على نفط الشرق الأوسط
ستعتمد كوريا الجنوبية حتمًا بصورة أكبر على المنتجين في الشرق الأوسط، وفقًا لأحد كبار محللي أبحاث السوق في جمعية النفط الكورية، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
ويعود السبب في ذلك لأن مصافي التكرير في كوريا الجنوبية لا تعتمد كثيرًا على النفط الخام الروسي الخاضع للعقوبات، في حين كان العديد من موردي الخام الأفارقة يركزون أكثر على المبيعات والتسويق للمستهلكين النهائيين الأوروبيين.
وأضاف المحلل لدى جمعية النفط الكورية الجنوبية أن اتفاقًا اقتصاديًا كبيرًا مثل اتفاقية التجارة الحرة مع دول مجلس التعاون الخليجي من شأنه أن يزيد من تحسين أمن إمدادات النفط الخليجي في كوريا الجنوبية ويساعد في خفض التكاليف الإجمالية لاستيراد الطاقة.
أظهرت بيانات شركة النفط الوطنية الكورية الجنوبية (كنوك) بشأن شحنات النفط الخليجي، أن كوريا الجنوبية استوردت 353.5 مليون برميل من الخام من السعودية في 2022 ارتفاعا من 290.2 مليون برميل في 2021.