رئيس قسم الزلازل بمعهد البحوث الفلكية لـ«النبأ»: لدينا 5 مناطق زلزالية نشطة.. (حوار)
قال الدكتور شريف الهادي، رئيس قسم الزلازل بمعهد البحوث الفلكية، إن معدلات الهزات التي يسجلها معهد الفلك تدور حول معدلاتها الطبيعية، مشيرًا إلى أن مصر بعيدة التأثير عن زلزال تركيا بسبب نظام طبيعة الفوالق، وكذلك بُعد المسافة.
وأضاف في حواره لـ«النبأ»، أن مصر بها عدد من المناطق النشطة زلزاليًا، مطالبًا بتفعيل كود البناء المصري لضمان عدم وقوع أي خسائر حال حدوث زلازل، وإلى نص الحوار..
كم هزة أرضية يسجلها معهد الفلك في مصر؟
الهزات الأرضية في الطبيعي، ليس لها معدل ثابت قد تمر علينا أيام لا نسجل فيها أي نشاط زلزالي، وأيام نسجل 3 أو 4 زلازل، وهذا أيضًا لأن مصر ليست واقعة تحت حزام الزلازل، فحتى هذا الوقت سجلت تركيا منذ الزلزال المدمر حوالي 12 ألف هزة أرضية، وفي كل الحالات يجب الحذر والسماع لتعليمات الحكومة بشأن كل ما يتعلق بهذا الأمر حال وقوع الزلزال، وهناك بعض الفرقعات الإعلامية التي ليس لها أي أساس من الصحة.
هل يعني ذلك أنه مازالت معدلات الزلازل في مصر في الحدود الآمنة؟
نعم.. بالنسبة لدينا، فإنها مازالت في المعدلات الطبيعية من السنة، ولم تتغير عما سبق، ولكن في العادة عند حدوث زلزال كبير كالذي حدث في تركيا وسوريا فإنه يكون هناك توابع، قد تستمر لأيام وأسابيع وشهور حسب قوة الزلزال وطبيعة المنطقة.
ولكن هناك مخاوف من امتداد هذه التأثيرات لنا؟
لن تمتد آثاره لنا، لأنه بالنسبة لمصر، طبيعة نظام الفوالق تختلف طبيعته عن تركيا، فلا يوجد مقارنة بينهما، كما أن الموجودة بالأناضول لا يمكنها التأثير علينا بسبب بُعد المسافة الكبير، ففي المرة الأولى التي وقع بها الزلزال المدمر، كان على بعد حوالي 900 كيلو من القاهرة، والمرة الأخرى كانت على بُعد 820 كيلو، وكلها مسافات آمنة وبعيدة التأثير عن مصر.
هل من الممكن التنبؤ بأماكن الزلازل وموعدها؟
في الوقت الحالي مستحيل التنبؤ بوقوع هزة أرضية، نعم نقدر أن هناك حالة من الخوف بسبب حجم الخسائر والدمار الذي شهده العالم في تركيا، والتي بدورها أثرت بالسلب على بعض المواطنين، وأصبح لديهم هاجس وتضخم الشعور بذلك، ولكنه حتى الآن رغم الدراسات الكثيرة التي يتم إجراؤها بشأن محاولات التنبؤ إلا أنه لم يأت بنتائجه المتوقعة، ولم يستطع أحد معرفة أماكن حدوث الزلزال في منطقة ما، قبل حدوثه، ومعظم علماء الزلزال يجتهدون فيما هو أهم من التنبؤ وهو الحد من المخاطر الزلزالية، والاستعداد لها، خاصة أن الزلزال قادم لا محالة ولا يمكن منعه خاصة في المناطق التي بها نشاط وداخل الحزام الزلزالي.
كيف يمكن الحد من مخاطر النشاط الزلزالي؟
العلماء نجحوا في كثير من العالم في تقليل الخطر الناتج عن النشاط الزالزالي عن طريق دراسة طبيعة التربة، ونشاط التربة، وطبيعة الأماكن السكانية، والتي تتم ترجمتها لأكواد بناء، وتقسيم المناطق من حيث الخطورة من عدمها، وهو ما ظهر في دولة اليابان، والتي تشعر بالزلزال ولكنه عندما يأتي يكون دون تأثير على البنية التحتية.
ما هي أكثر الأماكن النشطة زلزاليا في مصر؟
قمنا بعمل دليل استرشادي بالتعاون مع مركز اتخاذ ودعم القرار بمجلس الوزراء بشأن المناطق النشطة زلزاليا في مصر، ورصدنا فيه هذه المناطق، ولكن بشكل عام لا يوجد لدينا أحزمة زلزالية بداخل مصر، وأما عن النشطة زلزاليًا ففي حدود مصر من الشمال على بُعد 350 إلى 400 كيلو، شرق البحر الأحمر المتوسط يحدث بعض الأنشطة الزلزالية من المتوسط لفوق المتوسطة في العادة، قد تؤدي لبعض الضرر لا يتجاوز الشعور بالهزة القوية، وأيضًا بمناطق خليج العقبة وخليج السويس، وهذه المناطق معظم الزلازل تكون فيها ضعيفة، نتيجة الطبيعة التي حبى بها مصر حيث وجود سيناء التي تمتص معظم الهزات والصدمات القوية التي تأتي من خليج العقبة، وبالتالي يكون تأثير القوة ضعيف أو أقل من المتوسط داخل مصر، نتيجة امتصاص سيناء له، وهو ما حدث في زلزال 1995 عندما وقع زلزال قوته 7.2 ريختر، بخليج العقبة، وكان الإحساس به ضعيف، بالإضافة إلى أن هناك منطقة داخل البحر الأحمر والتي يحدث فيها بعض الزلازل ونتيجة لبُعد المسافة يكون تأثيرها ليس قويا، وبذلك تبقى فقط منطقة دهشور وهو ما ظهر في زلزال 1992 وخسائر،ه ولكنها في كل الحالات لا تقارن بما حدث في تركيا، وذلك لأن الزلزال في مصر حينها كان أقل، وخسائره معظمها كانت بسبب البيوت القديمة والأحياء العشوائية.
ولكن العالم الهولندي يخرج بين الحين والآخر عن تنبؤات بوقوع زلزال؟
معهد بحوث الفلك متخصص، ويضم الكثير من العلماء المتمرسين في الفلك وغيرهم، جميعهم أكدوا أنه لا يوجد أي تنبؤات وتم نفي هذا الكلام وذكرنا أنه ليس قريبًا من الواقع، ولا يضم أي أدلة علمية، كما أن الطريقة التي يتكلم بها هذا الشخص ليس بأسلوب عالم أو منضبط، لأنه لا يجوز أن يقول إنه سيحدث زلزال غدا وأن لم يحدث سيكون الشهر المقبل، خاصة أنه يتحدث بالفعل عن عدد من المناطق المعروفة لدى الجميع أنها ذات نشاط زلزالي بسبب وقوعها بالأحزمة، وأرعب الناس وخلاص عشان يجمع لايكات، وما حدث في تركيا كان متوقعا، وذكرت الحكومة التركية أنها خاطبت المواطنين قبل حدوث الزلزال بـ3 سنوات بضرورة ترك مساكنهم والناس رفعت دعاوى وكسبتها لعدم الخروج.
هناك حالة ذعر بشأن حدوث انحسار لبعض البحار وحديث البعض عن وجود تسونامي؟
لا علاقة للزلازل بموضوع انحسار البحر وهناك بيانات رسمية صدرت من المعهد القومي للبحوث الفلكية وبيان رسمي من معهد علوم البحار تحدثوا فيه أن هذه الظاهرة طبيعية وهناك دراسات كثيرة أظهرت أن في الفترة من شهر يناير لشهر أبريل يحدث انحسار لمياه البحار، وكما ذكرت هناك حالة من الترقب الشديد بسبب مشاهد الرعب للزلزال الأخير التي صدرت حالة من القلق لدى المواطنين وأن أمر انحسار البحر في هذا التوقيت أمر طبيعي تمامًا لا يدعو للقلق.
وماذا عن الحديث عن مخاطر تسونامي؟
حدوث تسونامي لا يأتي نتيجة انحسار البحر وأن هذا شيء مختلف تمامًا، وحدوث تسونامي ينتج عن زلزال داخل البحر وليس خارج البحر، ويجب أن يحدث صدع رأسي وليس أفقي، ولكي يحدث التسونامي لا يكون الزلزال أقل من 6.5 ريختر، وهذه الحالة غير موجودة بالمرة وهناك فارق رهيب بين انحسار البحر وحدوث تسونامي.
ولكن هناك انتقادات توجه للمعهد بشأن إعلانه عن الزلزال وأنها لا تكون عادة على مستوى الحدث.. تعليقك؟
الموجات الزلزالية تختلف تمامًا عن أي موجات أخرى، «لما نقول مافيش زلزال يبقى مافيش زلزال فعلًا»، خاصة أن الزلازل فاضحة، تتعدى حدود الدول، ولو قولنا لا يوجد زلازل وآخرون أكدوا ذلك ستكون هناك مشكلة، ولا بد أن يكون لدى المواطن علم أنه قد يكون هناك اهتزازات ناتجة عن أعمال إنشائية، ولا بد من التفرقة بينهم، كما أن الشبكة القومية للزلازل تعمل من خلال 70 محطة تم اختيار أماكنهم بدقة فى ضوء التاريخ الزلزالى لمصر كلها، وأصبح مستحيل حدوث أى زلزال دون تسجيله ورصده مهما كانت قوته حتى لو كان أقل من الصفر، والشبكة القومية للزلازل من أحدث الشبكات الموجودة فى العالم ومصر من أوائل الدول على مستوى العالم وشمال إفريقيا والشرق الأوسط فى هذا المجال.
وماذا عن خطة الدولة لتقليل مخاطر الزلزال حال وقوعها؟
هناك خطة من الدولة، وتم عمل دليل استرشادي عن الزلزال ودرجات خطورته، ينقصنا أن تكون هناك آلية تضمن التزام المهندسين بقواعد البناء وكود البناء المصري، فنحن نشارك فيه مع مركز بحوث البناء وقدمنا جميع الدراسات والحسابات الدقيقة لكل شكل مبنى والتي تساعد في حدوث أمان أثناء حدوث الزلازل، ووجدنا هناك حالة وعي كبيرة من المواطنين ولكن في الآخرين تحول لديها ذعر.