صديق نجل وزير سابق.. أسرار المعركة المسلحة لبيع «قطعة أثرية» في أسوان
روايات وحكايات مثيرة لم تنته بين المواطنين في الشارع الأسواني، للبحث عن الحقيقة، بعد وقوع معركة مسلحة بمركز «إدفو»، أسفرت عن وفاة شخص بطلق ناري.
بدأت الحكاية بعدما فوجئ أهالي مركز إدفو بتحويل شارع «عاطف عبد العزيز» أو كما يعرف بـ«السعداب» إلى مسرح لتبادل إطلاق الأعيرة النارية بين مجموعة من أبناء البلد وآخرين من محافظات وجه بحري يقودون «3» سيارات من ماركات فارهة، لدرجة أن دوي الرصاص أصاب الجميع بحالة من الرعب والذعر.
وأسفرت المواجهات بين الطرفين عن إصابة شخص بطلق ناري، وهو من أصحاب السيارات القادمة من وجه بحري، وجرى نقله إلى المستشفى الجامعي في أسوان، لكنه لم يمض سوى ساعات ثم توفي، وآخرين تم القبض عليهم واقتيادهم إلى ديوان مركز إدفو والتحفظ على السيارات.
المشهد كان غريبًا وغير مألوف أن يحدث ذلك في قلب واحد من أهم الشوارع البارزة في «إدفو»، حيث يتم التعامل بالسلاح الناري «عيني عينك»، وربما من المعتاد أن يحدث ذلك في محيط المناطق الجبلية أو أطراف المركز، مما جعل المواطنين في دهشة وخوف.
وكشف مصدر عن تفاصيل الواقعة، مشيرًا إلى أنها لم تكن وليدة الصدفة أو نتاج خلاف لحظي بين طرفين، لكن سبق وحدثت بينهما مقابلات داخل أحد الكافيهات الشهيرة وتقع من الناحية الجنوبية على مرسي إدفو، وكان دائم الظهور معهم مواطن من مركز إدفو وهو يلعب دور«السمسار».
وأضاف المصدر، خلال حديثه لـ«النبأ»، أن اللقاء كان لتخليص «قطعة أثرية» كانت مع شخص مقيم في قرية «الغنيمية» عن طريق الأشخاص «شخصيات تقيلة» من وجه بحري بالتنسيق مع «السمسار».
وتم الاتفاق بصورة أولية على المبلغ وكافة التفاصيل وتحديد الموعد، لكن يبدو أن «طمع الإنسان يهزم الشيطان» وهو بالفعل ما تحقق حين اختلفت النوايا بين الأطراف وكل منهما أخلف الوعد والاتفاق «سرًا» وتسللت الأفكار الشيطانية المخربة إلى كل فريق منهما حول من يفوز بـ«نصيب الأسد» دون خسائر.
«القفلة»
وتابع: بالفعل جاء يوم التنفيذ المحدد فيما بينهما فكان الأمر يسير في ضوء «القفلة» وهي تعني «الغدر» ومخالفة الوعد وينتشر هذا المسمى دائمًا بين «العصابات المشبوهة» من مافيا الآثار ولصوص العملات الأجنبية، والمقصود هنا أن أصحاب الأموال القادمين من وجه بحري سوف يتم إطلاق النيران عليهم لأخذ «الدولارات» وعدم تسليمهم «القطعة الأثرية».
وأضاف المصدر، وحين حدثت المواجهة لتنفيذ «الصفقة المشبوهة» قام السمسار بـ«قلب الترابيزة» لاستفزاز «رجال الجهة»، وعليه تم تبادل إطلاق النيران من أحدهم وقام الطرف الأخر بالرد عليهم ولم يتم إسكات الرصاص إلا بعد سقوط شخص على الأرض غارقا في دمائه، لكن نجا صاحب القطعة الأثرية في الفرار حين وجد الأمور تطورت لمشهد دموي.
وأوضح، أن المفاجأة والصدمة المدوية أن السيارة التابعة لـ«شخصيات تقيلة» من وجه بحري، كان بداخلها مبلغ مالي يقترب من «3» ملايين دولار.
صديق مقرب لنجل «وزير سابق»
وأكد المصدر، أن المشهد زاد تعقيدًا بعد وفاة صاحب السيارة الـ«جيب شروكي» وهو ما تبين أنه رجل أعمال شهير من رموز بسيون في محافظة الغربية، ويعد الصديق المقرب لنجل «وزير سابق» ويعمل في الأجهزة المنزلية والعقارات وصاحب هيبر ضخم، وظهر ذلك بقوة في مراسم الدفن له داخل مسقط رأسه من حضور شخصيات تقيلة، متسائلًا حول القادمين في السيارات الفارهة «ولاد مين في مصر» ومن يقف خلفهم لمحاولة طمس الحقيقة.