من بائع ملابس إلى مليونير.. أسوان تقضي على إمبراطورية «تاجر آثار»
حصل موقع «النبأ» على معلومات من العيار الثقيل وخطيرة، عن صاحب السيارة «الجيب شيروكي» الذي لقى مصرعه في العملية الإجرامية الأخيرة لبيع «قطعة أثرية» داخل مركز إدفو شمال محافظة أسوان، والتي فجرتها أصوات الأعيرة النارية، التي أنتهت برحيله.
وكشف مصدر خاص، عن أن صاحب «الجيب شيروكي» هو واحدًا من أهم رجال الأعمال داخل محافظة الغربية بمركز «بسيون» ويتراوح السن ما بين «45 حتى 47» سنة، وجميع الأنشطة والمجالات التي يعمل بها تنوعت ما بين أجهزة منزلية وعقارات وهيبرات وملابس، وكان دائم السفر إلى دبي والغردقة والعديد من الزيارات خارج مصر.
من بائع ملابس إلي مليونير
وأضاف المصدر خلال حديثه لـ«النبأ»، أن الضحية لم يكن من أبناء طبقة الأثرياء أو كما يقال أنه مولود في فمة «معلقة ذهب»، لكن كانت بداياته داخل محل بسيط لـ«بيع الملابس» وحاله لا يختلف عن حال الكثير من الشباب الذي يحاول مقاومة صخرة الديون تارة وتارة أخرى أنياب المعيشة، لكن فجأة «لمع» اسمه بقوة، وأصبح شخصًا يحتوي على أجندة علاقات ومعارف «على أعلى مستوى» وبمثابة اقتصاد موازي من شدة الممتلكات التي أصبحت معه كما هو مشار سلفًا، لدرجة أن سلسلة مشروعاته كانت «خط أحمر» وممنوع الاقتراب منها أو الرقابة عليها من أي جهة حكومية.
السائق الخاص به أصبح يمتلك أبراج سكنية
وتابع المصدر، بعد ذلك بدأت تظهر شخصيات غريبة في حياة الضحية، غير الشخصيات الأولى التي ولد وقضى معها سنوات من المعاناة، وكان أبرزهم نجل «وزير سابق»، وآخرين من قيادات في مناصب أمنية حساسة ورجال أعمال، وكان كريمًا مع جميع من حوله ولم يقترب منه أحد إلا وتظهر عليه ملامح «النعمة»، لدرجة أن السائق الخاص به أصبح يمتلك أكثر من «برج» سكني، مشيرًا إلى أن شخصيته كانت تتسم بالطيبة والجدعنة والذكاء، وكان محبوبًا بين أبناء بلده ولم يدخر جهدًا أو خدمة لصالحهم.
لقبوه بـ«الدكتور» وهو في الأساس «دبلوم صنايع»
وأشار المصدر، إلى أنه بعدما أصبح من رجال المال والأعمال، بدأ يتم الاستعانة به للكشف الأماكن العائمة على «الكنز المدفون» من الفراعنة حتى أصبح لقبة الجديد بـ«الدكتور» باعتبار أنه ينطبق عليه المثل الدارج «اسأل مجرب أحسن ما تسأل طبيب»، وهو في الأساس حاصل على تعليم متوسط «دبلوم صنايع»، والسفينة وجهت بوصلتها وابتسمت له إلى مجرى السعادة دون خشية من الرياح وأتربة الحياة.
وكشف المصدر، عن «مفاجأة»، أن الترتيبات الأخيرة لتنفيذ الصفقة المشؤومة داخل مركز «إدفو» لتخليص «قطعة أثرية» والتي لم تنجح بسبب «الخيانة» وانتهت برحيله متأثرًا بطلقات نارية، كان مرافقًا معه «5» أشخاص في السيارات التي شاركت في المهمة الإجرامية، والغريب والمدهش أن جميعهم لم يتم القبض عليهم أو يتم محاسبتهم وكانوا حاضرين في مراسم «العزاء» وكأنه شئ لم يكن.
وأكد المصدر، أن الكلام المنتشر داخل مسقط رأس الضحية أنه راح نتيجة «حادث»، لكن الأهالي ليس لهم حديث سوى معرفة «الصندوق الأسود» وراء مجاملة رفقاء السوء الذين كانوا معه في عملية مشبوهة لبيع «الآثار»، بقصد أخذ حقه وعدم طمس الحقيقة أو فرارهم من العدالة، بالإضافة إلي الكشف «السر» وراء الثراء السريع الذي حققه الضحية في «غمضة عين».
وناشد المصدر من خلال «النبأ»، المستشار حمادة الصاوي، النائب العام المصري، واللواء محمود توفيق وزير الداخلية، بضرورة فتح تحقيق موسع حول الجريمة الأخيرة داخل مركز «إدفو» لبيع «قطعة أثرية» واستدعاء جميع «ولاد الأكابر» وإزاحة الستار عنهم من «خلف الكواليس» للوقوف أمام العدالة.