المقتول وحيد أبوه وأمه.. أسرار العالم المخيف لـ«الدهابة» في أسوان
كست جبال منجم «أم غزال» الواقعة في منطقة وادي العلاقي جنوب مدينة أسوان، رائحة «الدم والنار» بعد الاشتباكات الأخيرة التي شهدتها بين مجموعتين من «الدهابة»، ونتج عنها رحيل شاب وحيد أبوه وأمه متأثرًا بطلق ناري.
بداية الحكاية
مشهد مخيف ومرعب يشير إلي أن الأوضاع في جبال «الدهابة» مليئة بالفوضي والإنفلات الأمني وبعيدة تمامًا عن عيون «القانون»، وكل فصيل ومجموعة بين أحضان الجبال شغلهم الشاغل كيفية لستخراج أكبر كمية من «الكنز المدفون» لتحقيق الثراء والمكسب السريع، دون خشية من الخسائر التي تؤدي إلي القتل.
وبالتالي رحيل الشاب الذي يقيم في نجع العرب بمركز دراو، وهو وحيد أبوه وأمه، وهو كان العائل الوحيد لوالديه، يعد واحدًا من ضحايا لا حصر لهم في سلسال «الدم والنار» في العالم الخفي للبحث عن الذهب، والصادم والخطير أن صراعات الكبار بين «الدهابة» والتي تشتعل سواء بين المستفيدين من «البير» وبين أطراف أخري من دخلاء سواء «هليبة» أو عصابات مسلحة تريد نزع «البير» وطمعًا في الذهب الخام، دائمًا ما يدفع ثمنها الصغار من العاملين باليومية والهاربين من قطار البطالة.
ثم بعد ذلك لا يوجد غطاء أو تكافل حقيقي لأسرة الضحية من العمال، والسبب لأن صاحب «البير» ليس مؤسسة رسمية أو جهاز حكومي يراعي البعد الإجتماعي والمعيشي والاقتصادي، من خلال توفير تكافل وعيش كريمة لأسر الضحايا، لكن هو شخص أو مجموعة هدفهم «التكويش» علي الخير في بطونهم دون شعور بآخرين من العمال ينهش في أجسادهم الجوع ويطاردهم شبح المستقبل المظلم، وما يجري من أوضاع حزينة وأكفان موت للشباب بالمجان.
تجدر الإشارة إلي أن منطقة «أم غزال» من المقاصد اللامعة في عيون «الدهابة» نظرًا لأنها عائمة على عروق الذهب في باطن الأرض، وهو ما يؤدي إلى حدوث نزاع مستمر بين المستفيدين طمعًا في الحصول على نصيب منها، وبسبب ما جري تراجع عدد كبير من العمال عن الصعود للجبال لحين تهدئة الأوضاع المشتعلة بين الأطراف المتنازعة ووقف نزيف الدم.