الأزهر يكشف تخاريف مسلسل "المداح 3" وحقيقة علاقة الإنسان بالجن
يتناول مسلسل المداح 3 «أسطورة العشق» قضية زواج الجن من الإنس وحوث الحمل وإنجاب الأطفال،ونستعرض في التقرير التالي موقف الأزهر من تلك المسائل الجدلية ردًا على ما يتناولة المسلسل
مس الجن للإنسان
قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن ما يتردد حول مس الجن للإنسان غير صحيح، وبعض الذين يحاولون أن يثبتوا مسألة المس يستدلوا بقول الله سبحانه وتعالى: «الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ»، مؤكدًا أن هذه الآية تصوير شنيع لأكل الربا يوم القيامة، فالغرب وإسرائيل يأكلوا الربا ولم نجد منهم من يرقص من مس الشياطين.
وأضاف «الطيب»، خلال حواره ببرنامج «الإمام الطيب»، أن دور الجن هو وسوسة وغواية فقط، وإخراج الجن من الإنسان تجارة، والقائمون على ذلك مرتزقة ومضللون.
وشدد على أن زواج الجن من الإنسان كذب وتضليل، ومن يدعى معالجته أفاك ومرتزق، مؤكدًا أن الجن لا يعلمون الغيب بنص القرآن الكريم، مستدلًا على ذلك بقول الله سبحانه وتعالى: «وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الأرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا»، بأن الإنسان المؤمن بالله المفروض أن لا يخشى الجن، وإنما يقهره.
كما كشف الدكتور محمد أبو بكر، من علماء الأزهر الشريف، عن حقيقة زواج الجن من الإنس، قائلًا: إن الله سبحانه وتعالى قال «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» صدق الله العظيم، من أنفسنا أي من جنس ما يُألف، كذلك قال الله تعالى «قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيم» صدق الله العظيم، أي رسول من نفس جنس البشر.
وأضاف «أبو بكر» خلال برنامج «إني قريب» أن الحديث بزواج الجن من الإنس لا يجوز شرعًا، ومن الناحية العقلية فقال تعالى «وخلق الجان من مارج من نار فبأي آلاء ربكما تكذبان» صدق الله العظيم، والإنسان خُلق من طين، فكيف تلمس النار الطين، وكيف يمارس يومه العادي ونشاطاته، منوهًا بأن هذا الشعور هو حلم يضبطه الشيطان وليس حقيقة
ورفض الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، ما يشاع بين بعض الناس عن زواج الإنس من الجن أو العكس، أو أن الشياطين تسرق الأموال والذهب من المنزل.
وقال «الجندي» خلال تقديمه برنامج «لعلهم يفقهون»: «فور انتهاء كلامي ستجد من يقول إن هذا الكلام الوارد بها كله خطأ، ويبدأ فى حكى تجاربه الشخصية ستجد من يقول إن فانلة سرقت رغم أنه يوجد قميص وكرافتة مثل مسرحية فؤاد المهندس، ومن يقول عن النار اشتعلت فى منزله وكل هذه الأحداث ناتجة عن تغفيله أو أحد ضحك عليه من داخل منزله وجاى يرمى جهله وبلاه علينا ويقولنا الجن ويفتح الباب لكل حرامى ومرتشى».
وتابع: «فى ناس عندها هوس وضلالات ويقولك متزوج من جنية واللى يقولك متزوج من تحت الأرض، هذا الكلام يحصل نتيجة رعونة بعض الشيوخ فى تبيين الحقائق بشكل علمى ومنهجى وتزييف العقل وتزييف البحث العلمى، فبقينا أضحوكة لدرجة أن واحد مثل الإمام أبو حنيفة والذى قال لا أفتى بهذا أبدًا».
وأشار إلى أن الإمام أبو حنيفة رفض الإفتاء بذلك، وقال من الممكن أن تأتى امراة حاملًا من الزنا وتقول من الجن، متسائلًا: «حتى متى ستصبح الأمة منكوبة بفتاواها؟».
وتعجب الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، من اتهام الجن بالسرقة، قائلًا: «إن اتهام الجن بالسرقة مُصيبة وكارثة وليلة سوداء، لأن كلام من أفتى بذلك خاطئ، لأنه يتعارض مع قدرة الله تعالى لحفظ الإنس من الجن، حاشا لله تعالى، مُتسائلًا: «طيب ليه إحنا مش بنسرق الجن، طب ليه مكتوب علينا إحنا اللي نتركب منهم، الشيخ محمد الغزالي -رحمه الله- عندما قال له شخص أنه مركوب من الجن، فقال له الشيخ محمد الغزالي أراك طويلًا عريضًا لماذا لم تركبه أنت.. مضيفًا: هل إحنا مكتوب علينا نكون ملطشة!».
وشدد على أن حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- الذي أمسك الجن الذي كان يسرق من بيت الزكاة، صحيح ورواه البخاري ومسلم، ولكن يفسره البعض خطأ أن الذي أمسكه أبوهريرة «شيطان» من الجن وليس الإنس، موضحًا: فيحتمل أن يكون الشيطان الذي أمسكه أبو هريرة -رضي الله عنه- من شياطين الإنس وليس الجن، أو أن يكون شخص أصابه مس من الجن، ولذلك قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لأبي هريرة -رضي الله عنه- أن اللص شيطان أي ممسوس من شياطين الجن، مؤكدًا أن المس من الشيطان ورد في القرآن الكريم، كقوله تعالى: «لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الذي يَتَخَبَّطُهُ الشيطان مِنَ المس».
وتابع: المس قد يحدث للإنسان أكثر من 20 مرة يوميًا مثل النسيان غير المبرر والعصيبة غير المبررة والملل والخوف، مضيفًا: فمس الشيطان لا يحول الإنسان إلى غزالة أو قرد مثلًا!، بل هو حالة من حالات التغيّر النفسي».
واستدل على وجود شياطين من الإنس، بقول الله تعالى: «وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ»، فهم شياطين من الإنس والجن، وقدم ذكر الإنس لعظم شرهم وعظم خطرهم على بني آدم، لأنهم يتصلون بهم، ويشرحون لهم أهدافهم الخبيثة، ويدعون إليها، فخطرهم عظيم، وبلاء كبير، وكيدهم شديد.
وتساءل الشيخ خالد الجندي: «هل لازم يكون الشيطان المذكور في الحديث من الجن، ممكن أن يكون من الإنسان، وآية الكرسي تحفظ الإنسان من الإنسان المؤذي وتحفظه أيضًا من الجن.
وأكد أن الله تعالى أمر أن تكون الشياطين مخفيّة لانراها قال تعالى: «إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ»، فكيف يمسك أبو هريرة -رضي الله عنه- بالجن، إذن هو من شياطين الإنس وليس الجن، موجهًا رسالة قائلًا: لماذا تصرون أنكم تفسروا حديث أبي هريرة أن الحرامي من الجن، وليس من الإنس لكي تفتحوا الباب لكل حرامي أن يسرق!».