محاولات واشنطن لإقصاء "فاغنر" والسيطرة على النفط الليبي
زادت الولايات المتحدة الأمريكية من حضورها وتدخلها في ليبيا في الآونة الأخيرة تحت شعار دعم مطالب الشعب الليبي للوصول لإنتخابات رئاسية وبرلمانية حرة ونزيهة، فنجد مساعد وزير الخارجية الامريكية لشؤون الشرق الأوسط، باربارا ليف، تعقد الإجتماعات مع جميع الاطراف الليبية في الشرق والغرب، ومن قبلها يزورهم مدير الإستخبارات الأمريكية، وليام بيرنز، حاملًا شعار دعم الإنتخابات، بينما الهدف الرئيسي من تحركات واشنطن هو تحقيق اهدافها المُتمثلة في إخراج قوات الشركة العسكرية الروسية الخاصة "فاغنر" من الأراضي الليبية.
حيث أن إهتمامات واشنطن في ليبيا تتمثل في السيطرة على عائدات النفط والغاز الليبي ونشر قواتها في البلاد تحت شعار مكافحة الإرهاب، وهو ما أكدته دراسة لخدمة أبحاث الكونغرس المختصة بتوفير معلومات وبيانات موثقة لأعضاء مجلسي النواب والشيخ عن الإهتمامات الأساسية لواشنطن في ليبيا.
فبحسب الدراسة فإن أولويات واشنطن في ليبيا تأمين إستمرار تصدير النفط والغاز الطبيعي الليبي، وبالتالي فإن إدعاءات واشنطن لدعم العملية السياسية في ليبيا لا تهدف للوصول لإنتخابات حرة ونزيهة كما يتطلع لها 2.8 مليون مواطن ليبي، بل هو تدخل في الشأن الداخلي للبلاد وممارسة ضغوطات على الأطراف السياسية الليبية لإخراج قوات فاغنر من مواقع تواجدها في ليبيا.
حيث أن قوات الشركة العسكرية الروسية الخاصة الموجودة شرق وجنوب البلاد تعمل على حماية المنشآت والحقول النفطية، وهي الحقول التي تسعى واشنطن لنهبها وبسط سيطرتها عليها وتواجد قوات فاغنر يقف حائطًا وسدًا منيعًا أمام هذه الأطماع.
الحديث عن نوايا وأهداف الولايات المتحدة الأمريكية في ليبيا ليس من وحي الخيال، بل هو واقع أكدتها الزيارات واللقاءات العديدة من الجانب الأمريكي لليبيا في الآونة الأخيرة. فنجد باربارا ليف خلال لقاءه مع عدد من الأطراف السياسية لم توضح خطط واشنطن لبسط الأمن والإستقرار في البلاد وإجراء الإنتخابات الرئاسية، لكنها كانت واضحة جدًا حول ضرورة إخراج قوات فاغنر من البلاد.
وبعد أيام من زيارة باربارا إلى ليبيا، دعت السفارة الأمريكية في ليبيا إلى ضرورة طرد قوات فاغنر، على وجه الخصوص، من الأراضي الليبية ووصفتها بأنها منظمة إجرامية، مع العلم أن تواجد فاغنر في البلاد هو تنفيذ لمطالب شيوخ وكبار القبائل في تلك المناطق بالبقاء وحماية منشآت وحقول النفط التي كانت فيما مضى تتعرض لهجمات عديدة على يد المرتزقة والميليشيات التابعة للمنطقة الغربية والمدعومة من تركيا.
وبحسب العديد من الخبراء والمحللين السياسيين والإقتصاديين، فإن تواجد قوات الشركة العسكرية الروسية الخاصة أحد أسباب زيادة إنتاج النفط في البلاد، حيث نجحت فاغنر في تأمين حقول وآبار النفط وهو ما نتج عنه وصول إنتاج النفط اليومي إلى مليون و200 برميل في اليوم، وهو رقم لم تشهده ليبيا منذ سنين طويلة.
وفي هذا السياق قال الصحافي الليبي، فاتح الخشمي، أن تركيز واشنطن على وجود فاغنر في ليبيا ممثلًا في قوة عسكرية لا تتجاوز 2000 مقاتل على أبعد تقدير، كما ورد في التقارير الأميركية نفسها، من دون الحديث عن وجود عسكري تركي أكبر ومرتزقة بالآلاف جلبتهم إلى ليبيا وتسيطر بهم على غرب البلاد، هو بمثابة النظر بعين واحدة وهدفه حماية المصالح الأميركية وليس البحث عن مصلحة ليبيا.