الولايات المتحدة الأمريكية تتدخل في الشأن الليبي بشكل سافر
تستمر الولايات المتحدة الأمريكية في ممارسة تدخلها السافر في الشأن الداخلي الليبي عن طريق الترويج ودعم مبادرة مبعوث الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، عبد الله باثيلي، والتي جاءت تحت شعار دعم الإنتخابات بينما في حقيقتها تسعى لبسط السيطرة الامريكية على عائدات النفط الليبي وإطالة امد الأزمة والإنقسام في البلاد.
هذا وبعدما قدم باثيلي إحاطته امام مجلس الأمن الدولي وتحدث بصورة سطحية حول سبل بسط الإستقرار في البلاد مع التأكيد على ان مبادرته هي الحل الوحيد لإجراء الإنتخابات، على الرغم من توافق مجلس النواب الليبي والمجلس الأعلى للدولة على التعديل الدستوري الثالث عشر للمضي نحو إجراء الإنتخابات وفق ما يتماشى مع مطالب الشعب الليبي، جددت واشنطن دعمها لمبادرة باثيلي مُتناسية مجلسي النواب والدولة.
حيث أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية الأربعاء، تأييدها بشكل قاطع لجهود المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باثيلي، للتوصل إلى توافق الآراء السياسية اللازمة لكي يتمكّن الليبيون من إجراء الانتخابات في أقرب وقت ممكن.
مبادرة باثيلي التي تدعمها واشنطن ركزت وبشكل واضح على ضرورة إيجاد آلية واضحة لإدارة عائدات النفط الليبي وفق مايتماشى مع قرارات مجلس الامن الدولي، ودعت في هامشها إلى إجراء الإنتخابات في القريب العاجل دون إيضاح سبل تحقيق ذلك في ظل وجود حكومتين احداهما في سرت بتكليف من مجلس النواب برئاسة فتحي باشاغا، واخرى في طرابلس منتهية الشرعية وفق إتفاق جنيف برئاسة عبد الحميد الدبيبة.
إلى جانب التدخل في الشأن السياسي، تعمل واشنطن على إستهداف عقول الشباب الليبي عن طريق حثهم على ترك الدين الإسلامي وإعتناق المسيحية أو الإلحاد تحت شعار حق الشعب في عبادة ما يشاؤون، تدخل رفضه جميع أبناء الشعب الليبي كونه يمس العقيدة الإسلامية في ليبيا والعالم أجمع.
وقد سبق وأن أعلن جهاز الأمن الداخلي في طرابلس إلقاء القبض على عدد من المواطنين الليبيين الذين إرتدوا عن الإسلام وإعتنقوا المسيحية على يد مواطن أمريكي وزوجته. ووفقًا لإعترافات المواطن الأمريكي فإنه يتبع لمنظمة "الله" الخمسينية الأمريكية، الأمر الذي يجعل واشنطن متورطة بصورة مباشرة في حملة التلاعب بعقول أبناء الشعب الليبي.
والأمر الذي أثار غضب في الداخل الليبي هو طريقة تعامل حكومة الوحدة الوطنية مع الحادثة، فبدلًا من محاكمة المواطن الأمريكي على يد القضاء الليبي وجعلها عبرة لمن يعتبر، قررت إلتزام الصمت بل وتسليم المُتهمين إلى السلطات الأمريكية وإرسالهم إلى واشنطن على متن طائرة خاصة من مطار معيتيقة.
الكاتب والصحفي الليبي، محمد فرحات، إنتقد وبشدة تدخلات واشنطن في الشأن الليبي دون أي وجه حق، وقال أن ليبيا بعد قصف حلف الناتو لها بتوجيه أمريكي عام 2011 تحولت فقدت هيبتها وسيادتها، والسبب إنبطاح رؤساء الحكومات المؤقتة في البلاد لأوامر دول الغرب ومحاولاتهم المستمرة لبسط سيطرتهم على الأراضي الليبية مقابل البقاء في السلطة، حتى وصل الأمر إلى تغيير معتقدات الشعب الليبي وحثهم على ترك الإسلام وإعتناق المسيحية، وهو امر مرفوض رفضًا تامًا ويجب محاسبة كل من له يد في ذلك.