وسط شكاوى من تغيير الطعم..
أسرار انتشار «بن» مغشوش فى الأسواق
اشتكت شريحة كبيرة من المواطنين، خلال الأيام الماضية، من اختلاف طعم البن والقهوة، المعتاد عليها في السابق، وهو الأمر الذي أثار حالة من الغضب في الشارع المصري.
وبرر البعض اختلاف الطعم؛ إلى انخفاض حجم الواردات المصرية من البن نتيجة وقف الاستيراد وتكدس البضائع بالموانئ، ما اضطر إلى لجوء التجار إلى الغش واستخدام مدخلات أخرى لصناعة القهوة، موضحين أن الإحساس بطعم القهوة مختلف، بجانب تغيير شكل «الوش».
وطالب آخرون، بعدم شراء البن المصنع محليًا واللجوء إلى المعبأ والمستورد من الخارج؛ نظرًا لجودة القهوة في مصر وعدم إضافة إلى مدخلات تغير الطعم الحقيقي للقهوة.
فيما أكد تجار، أن هناك البعض يغش البن في الأسواق، لافتين إلى أنه يتم استخدام 10 حبات قهوة فقط مع حبوب وبذور من أنواع مختلفة من البقوليات وحبوب الشجر الزينة، ويتم تحميصها، بالإضافة إلى نواة التمر وقشر فول سوداني، بجانب وضع مكسبات طعم مثل أى منتج مع بودرة لصنع وش القهوة.
وأشار التجار، إلى أن صناعة القهوة في مصر، تعاني بسبب ارتفاع الأسعار العالمية، وانخفاض قيمة العملة محليا، بجانب تأثر القهوة بالأزمة المناخية والتصدير الذي أدى إلى خسارة شجر القهوة في البرازيل ولكى تعود البرازيل إلى السوق العالمى تحتاج من 3 إلى 5 سنين أخرى.
وحول التفرقة بين البن المغشوش والأصلي، هناك ثلاث طرق، والطريقة الأولى هي: «يمكن أخذ القليل من القهوة بين الأصابع وعصره، وإذا حدث وتشكلت على شكل كتلة متماسكة تشبه الكعكة، فهذا يعنى أنها مغشوشة، لأن حبوب القهوة صلبة وكبيرة، لا تلتصق ببعضها، وحبات الهندباء صغيرة وناعمة، وتميل إلى الإلتصاق ببعضها، وإذا كانت حبيبات القهوة تلصق ببعض فهذا يعنى أنها ليست قهوة».
والطريقة الثانية هي: «يمكن وضع رشة من مسحوق القهوة على طبق، ثم يتم وضع قطرة من الماء عليها، وإذا كان المسحوق يمتص الماء بسهولة ويصبح طرى الملمس، فهذا يعنى أنه يحتوى على الهندباء (نبات معمر يتم زراعته في وسط زراعة البرسيم)، وإذا أخذ وقت طويل حتى يتم امتصاص الماء بشكل طويل، فهذا يعنى أنه قهوة أصلية».
أما الطريقة الثالثة هي: «أن يتم أخذ كوب شفاف ملئ بالماء، يتم وضع القليل من مسحوق القهوة عليه برفق شديد، ونرى ما يحدث، إذا طاف المسحوق على وجه الماء لبعض الوقت قبل أن يغرق بداخل الماء فهذا يعنى أنه قهوة، وإذا نزل للقاع فور وضعه على وجه الماء بسرعة، فهذا يدل أنه هندباء، أو أي بذور أخرى، وإذا انتشر المسحوق بسرعة وله لون بنى أو يميل للون الأصفر، فهذا يحتوى على الكراميل أو الهندباء».
وفي هذا السياق، قال حسن فوزي، رئيس شعبة البن بغرفة القاهرة التجارية، إنه مع ارتفاع أسعار القهوة في مصر اتجه المواطنون لشراء الأنواع الرديئة، لافتًا إلى أن ذلك السبب الأساسي في انتشار شكاوى تغيير الطعم.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن هناك بعض الأشخاص ضعاف النفوس الذين يستغلون أزمة الاستيراد في غش البن، قائلًا: «معظم الأسماء المتداولة في السوق وتردد عليها الغش، معروفة ولها سمعتها، ولا يمكن أن يتغير طعمها، ولكن من المتوقع أنه تم استخدم أسمائهم للترويج للسلع المغشوشة».
وأشار «فوزي»، إلى أن أي سلعة ترتفع أسعارها، تفتح باب للغش، موضحًا أن أسعار البن ارتفعت بقيمة 10% منذ بداية العام الجاري حتى الآن.
وأوضح أن مصانع البن لا تزال تواجه أزمة في الاستيراد وتدبير العملة الأجنبية، بسبب اعتبارها من السلع الترفيهية بالرغم من اعتماد أكثر من 90% من المصريين على القهوة.
وأكد رئيس شعبة البن بغرفة القاهرة التجارية، أن البضائع في الموانئ لا يتم الإفراج عنها ويتم دفع أرضيات وغرامات، وما يتسبب في ارتفاع السلعة ونقصها في السوق.
وتابع: «مصر تعتمد على 100% في صناعة القهوة على الاستيراد من الخارج ويتم استيراد ما يقرب من 70 ألف طن سنويًا بين (بن معبأ ومطحون وسايب وأخضر)، ويتم استهلاك 63 ألف طن سنويًا و7 آلاف طن يتم تصديره».
وفي المقابل، نفى حازم المنوفي رئيس شعبة المواد الغذائية والبقالة والعطارة بالغرفة التجارية بالإسكندرية، وعضو الشعبة العامة للمواد الغذائية باتحاد العام للغرف التجارية، ما يتردد حول انتشار بن مغشوش في الأسواق.
وقال في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، إن الفترة الحالية تشهد شائعات ليس لها أساس من الصحة تهدف إلى إثارة الرأي العام، لافتًا إلى أن الأمر بدأ عندما انتشرت شكاوى بسبب النسكافية يوجد فيه بودرة سراميك، والذي لا يذوب في الماء وهذا غير منطقي.
وأشار «المنوفي»، إلى أن كل شركات البن لها مذاق معين يختلف عن الآخر ولها اسمها وسمعتها، متابعًا: «ولم تتلق الغرفة التجارية أي شكاوى حول تغيير الطعم الخاص بالقهوة».
وأوضح رئيس شعبة المواد الغذائية والبقالة والعطارة، أن مبيعات شركات البن منتظمة ولا تشهد أي تراجع، قائلًا: «هذا دليل على عدم وجود أي غش في القهوة».