الفريق مالك عقار إير.. أسرار نائب رئيس مجلس السيادة السوداني الجديد
شهدت السودان عدد كبير من المتغيرات على الساحة السياسية، خاصة بعد معارك الجيش السوداني والدعم السريع، ومن تلك التغيرات الهامة هو إعفاء نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو حميدتي من منصبه وتعيين الفريق مالك عقار إير.
يعد مالك عقار أير، أحد أبناء ولاية النيل الأزرق وينحدر من قبيلة الأنقسنا، وهو أحد قيادات الحركة الشعبية، بقيادة جون قرنق، وشغل وقتها قائد القطاع العسكري للحركة على الحدود الإثيوبية السودانية في وقت المعارك المشتعلة ما بين الحركة والحكومة السودانية.
بعد توقيع السلام بين الحركة الشعبية بقيادة جون قرنق والحكومة السودانية في عصر عمر البشير وهو الاتفاق الذي انفصلت بموجبه دولة جنوب السودان، تم تعيين لفريق مالك عقار إير حاكم منتخب لولاية النيل الأزرق.
أصبح الفريق مالك عقار إير، رئيس للحركة الشعبية قطاع الشمال وهي الحركة التي ضمت كوادر الحركة الشعبية في شمال السودان بعد إنفصال دولة جنوب السودان،
لم تستمر ولاية الفريق مالك عقار إير كثيرًا لولاية النيل الأزرق، حيث اندلعت الحرب بين قواته في الولاية وما بين القوات الحكومية، وقام الرئيس المخلوع عمر البشير باتخاذ قرار بعزل مالك عقار عن الولاية، ولكن استمرت الحرب بين الجانبين.
انضمت الحركة الشعبية قطاع الشمال لإعلان باريس بقيادة الصادق المهدي، وكونت الجبهة الثورية إلى جانب بعض الحركات الدارفورية مثل حركة العدل والمساواة وجيش تحرير السودان جبهة مني أركو مناوي وجيش تحرير السودان جبهة عبد الواحد محمد النور وحركة تحرير السودان المجلس الإنتقالي بقيادة الهادي إدريس آدم.
قادت الجبهة الثورية العديد من المعارك الناجحة ضد الحكومة السودانية والتي كان من بينها السيطرة على مدينة أبو روابة، والعديد من المعارك التي كبدت القوات الحكومية وميليشيات الدعم السريع الموالية لها العديد من الخسائر.
شاركت الحركة في العديد من المفاوضات مع الحكومة السودانية حول المنطقتين النيل الأزرق وجبال النوبة، وأصيبت الحركة في أواخر عصر البشير بالإنقسام ما بين القائد الميداني للحركة عبد العزيز الحلو والذي سيطر على منطقة جبال النوبة، وما بين كل من الفريق مالك عقار إير وياسر عرمان والذين سيطروا على مناطق نفوذ الحركة في النيل الأزرق.
انضم الفريق مالك عقار إير والحركة الثورية للحراك الشعبي السودان في المظاهرات التي أطاحت بنظام البشير، وانضمت لإعلان قوى الحرية والتغيير، وتفاوضت ضمن أجسام الجبهة الثورية مع الحكومة السودانية بقيادة عبد الله حمدوك، والتي ترتب عليها حكم ذاتي للحركة الشعبية في النيل الأزرق، وإختيار الفريق مالك عقار إير عضو في مجلس السيادة السوداني.
بعد الاشتباكات والمعارك بين الجيش السوداني والدعم السريع، أطلق الفريق مالك عقار مبادرة للحوار بين الطرفين، وعلى أثر إقالة حميدتي كنائب لرئيس مجلس السيادة تم تعيين الفريق مالك عقار بدلًا عنه ليصبح الرجل الثاني في السودان.