أسرار مخطط «حميدتى» لتهديد الأمن القومى المصرى
تستمر الاشتباكات في السودان بين كل من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع داخل العاصمة الخرطوم، والتي تحولت لمعارك دامية بين الطرفين فشلت كل محاولات الوساطة والتهدئة الإقليمية بينهما في وقف إطلاق النار أو عمل هدنة ناجحة، حيث شهدت كل محاولات الهدنة خروقا من الطرفين، والسؤال الأهم كيف يمكن لنار تلك المعارك أن تؤثر على مصر والأمن القومي لها؟، في ظل الانفلات الأمني والسيولة التي شهدتها الساحة السودانية على أثر تلك الحرب الطاحنة، وفرار آلاف السودانيين صوب الحدود المصرية.
مصر والشرارة الأولى للأحداث
كشف محمود إبراهيم، مدير مكتب القاهرة للحركة الشعبية قطاع الشمال، أن تهديد المصالح المصرية بدأ حتى من قبل المعارك الأخيرة حيث اشترط محمد حمدان دلقو من أجل ضم قوات الدعم السريع في الجيش السوداني إلغاء الاتفاقية الأمنية بين الجيش المصري والسوداني.
وأكد «إبراهيم» في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أنه كانت من شروط «حميدتي» في الورشة الأمنية المنبثقة عن الاتفاق الإطاري في السودان والتي سبقت الاشتباكات بين الطرفين هو إلغاء استغلال والتدريب المشترك المصري السوداني في قاعدة مروي العسكري، ولذلك بدأ فتيل الأزمة عندما تحركت قوات «حميدتي» تجاه مدينة وقاعدة مروي التي تتواجد فيها القوات المصرية.
وأضاف مدير مكتب القاهرة للحركة الشعبية قطاع الشمال -جناح مالك عقار-، أن إطالة مدة الحرب وعدم وقف إطلاق النار هي مشكلة لكل دول الجوار، ويجب على كل أصدقاء السودان بذل جهودهم من أجل إقرار السلام بين الجانبين.
تدهور الوضع في السودان
من جانبه كشف صلاح زولفو، الإعلامي والرائد السابق في الجيش السوداني، أن استمرار المعارك في الخرطوم سيؤثر بشكل مباشر على الأمن القومي المصري وذلك بسبب أن السودان هي العمق الاستراتيجي للأمن القومي المصري، وما سيترتب على مصر من فوضى انتشار السلاح الذي سيصاحب معارك الجيش السوداني والدعم السريع.
وأكد «زولفو» في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أنه قد يترتب على المعارك أن تتحول السودان إلى بؤرة لتصدير الإرهابيين لدول الجوار ومنها مصر.
وأضاف الضابط المتقاعد بالجيش السوداني، أن المعارك في الخرطوم توفر غطاء مناسبا لعملية الملء الرابع لسد النهضة في إثيوبيا دون اعتراضات من السودان ضد ما يحدث.
تهديد الأمن المائي المصري
بينما أوضح العميد رضوان أبو قرون، القائد الميداني لقوات درع السودان والمشاركة مع الجيش السوداني في المعارك الدائرة حاليًا، أن مصر هي المستهدف الأول من معارك الجيش السوداني والدعم السريع، وأن هناك مخططا كبيرا جرى ترتيبه ضد مصر مُعدا منذ فترة طويلة بتمكين الدعم السريع في السودان لضرب الأمن القومي المصري وإنشاء عدد من السدود على مجرى نهر النيل.
وأكد «أبو قرون» في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن هناك محاولة لاستخدام السودان لضرب المصالح المصرية من قبل بعض الدول مثل إثيوبيا وبعض دول الخليج، خاصة مع ارتباط حميدتي بمصالح واستثمارات مع أديس أبابا.
فتح السجون السودانية
بينما لا يمكن إغفال كارثة أخرى تلقي بظلالها على مصر وهو فتح السجون السودانية وخروج المئات من المجرمين والإرهابيين من أبوابها، حيث فتحت أبواب سجون الهدى وسوبا وكوبر، وخرج منها العديد من رموز نظام البشير وحزب المؤتمر الوطني الحاكم في عهده وبعض المفرج عنهم مطلوبون لدى محكمة الجنايات الدولية على خلفية الإبادة الجماعية وجرائم الحرب في إقليم دارفور.
ويعد الكثير من قيادات نظام الإنقاذ السابق وأعوان عمر البشير متورطين في عمليات ضد مصر ولزعزعة الأمن القومي المصري، ومن الخارجين من سجن كوبر كل من علي عثمان محمد طه، ونافع علي نافع مساعدي الرئيس المعزول عمر البشير واللذين اتهمهما مؤسس الحركة الإسلامية الدكتور حسن الترابي بأنهما مسئولان عن عملية محاولة اغتيال الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك في أديس أبابا.
وكشف آدم أحمد رئيس مكتب بلجيكا للحركة الشعبية قطاع الشمال جناح عبد العزيز الحلو، أنه ظهر على الساحة السياسية أثناء اشتباكات الدعم السريع والجيش السوداني جماعات الإخوان والحركة الإسلامية وقيادات المؤتمر الوطني المحلول مثل غندور وزير الخارجية الأسبق، ولواء الأمن الإسلامي المتطرف أنس عمر إضافة إلى أحمد هارون الهارب من السجن والمطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية بتهم جرائم حرب.
وأضاف رئيس مكتب بلجيكا للحركة الشعبية، أن احتمال عودة الهاربين من سجن كوبر إلى العمل السياسي احتمال ضعيف جدًا إلا في حالة نجاح الانقلاب الحالي وسيطرة الإخوان المسلمين على السلطة -على حد قوله-، مبينًا أن هذا مستبعد وفق المعادلة الحالية من قبل جماهير الشعب السوداني والمجتمع الدولي وبالتالي لا إثر لهم مهما تجملوا.
وبين «أحمد»، أن فلول نظام البشير والهاربين من سجن كوبر يمكنهم أن يخلقوا مشاكل لكن في النهاية سيتم وضعهم في أحجامهم الطبيعية.