مذبحة جديدة في حي اليرموك بالعاصمة السودانية
أعلنت وزارة الصحة في الخرطوم، اليوم السبت، عن سقوط 17 قتيلًا على الأقل من بينهم أطفال ونساء في قصف جوي استهدف حي اليرموك بالعاصمة السودانية.
وأفادت الوزارة في بيان بأنّ “التقديرات الأولية لمجزرة اليرموك والتي حدثت في منطقة حي اليرموك بالعاصمة السودانية تشير إلى سقوط 17 قتيلًا من بينهم 5 أطفال ونساء ومسنين”، لافتة إلى تدمير 25 منزلًا في الغارة الجوية.
واندلعت اشتباكات كثيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بالأسلحة الثقيلة والخفيفة مع تحليق مكثف للطيران الحربي في حي اليرموك بالعاصمة السودانية، فيما أعلنت الدعم السريع تمكن دفاعاتها الجوية من إسقاط طائرة حربية من نوع “ميغ” تابعة للجيش.
وفي خارطة الاشتباكات المتواصلة منذ فشل تجديد الهدنة، فقد نقلت وكالة “فرانس برس” عن شهود عيان تأكيدهم وقوع “اشتباكات بكل أنواع الأسلحة” في جنوب العاصمة، و”قصف صاروخي وبالمدفعية الثقيلة” مصدره ضاحية أم درمان بشمال الخرطوم.
وتأتي أعمال العنف هذه غداة تأكيد شهود تعرض وسط أم درمان لقصف جوي من سلاح الطيران التابع للجيش، طال خصوصًا حي بيت المال. في حين تحدثت “لجان المقاومة” المحلية أمس الجمعة عن وقوع “ثلاث وفيات” وأضرار في “عدة منازل بالحي” جراء القصف.
من جهتها، اتهمت قوات الدعم الجيش باستخدام الطيران لقصف “عدد من الأحياء المأهولة بالسكان” منها حي بيت المال “الذي استشهد فيه أكثر من 20 مدنيًا بعضهم داخل مسجد” وحي اليرموك بالعاصمة السودانية.
كما اندلعت إلى جانب مذبحة حي اليرموك بالعاصمة السودانية اشتباكات جنوبي العاصمة الخرطوم وبحري، فيما شهدت بلدة طويلة شمالي دارفور اشتباكات عنيفة ليل الجمعة وصباح اليوم السبت.
واستهدف الطيران الحربي والقصف المدفعي تجمّعات قوات الدعم السريع في أحياء جنوبي وشمالي العاصمة الخرطوم، وفق شهود عيان لوكالة “الأناضول”.
من جهة ثانية، اندلعت اشتباكات عنيفة، بين مساء الجمعة وصباح السبت، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في بلدة طويلة غرب مدينة الفاشر مركز ولاية شمال دارفور غربي البلاد.
وأفاد شهود عيان بأن الاشتباكات بدأت في الأحياء الشمالية ثم انتقلت نحو سوق البلدة الواقعة على بُعد 60 كلم غرب الفاشر، والتي تم نهبها تمامًا من قبل مسلحين، حسب “الأناضول”.
ومنذ أكثر من شهرين، تتواصل أعمال العنف بشكل شبه يومي في الخرطوم التي كان عدد سكانها يتجاوز خمسة ملايين نسمة، إلا أن مئات الآلاف غادروها منذ بدء النزاع، في ظل نقص المواد الغذائية وتراجع الخدمات الأساسية خصوصًا الكهرباء والعناية الصحية.
وتسبب النزاع بمقتل أكثر من 2000 شخص وفق آخر أرقام مشروع بيانات الأحداث وموقع النزاع المسلح (أكليد). إلا أن الأعداد الفعليّة قد تكون أعلى بكثير، حسب وكالات إغاثة ومنظمات دولية. كذلك، تسببت المعارك بنزوح أكثر من 2،2 مليون شخص، لجأ أكثر من 528 ألفًا منهم إلى دول الجوار، وفق أحدث بيانات المنظمة الدولية للهجرة.
وعبر أكثر من 149 ألف شخص نحو تشاد الحدودية مع إقليم دارفور، حيث تتخوف الأمم المتحدة من وقوع انتهاكات قد ترقى إلى “جرائم ضد الإنسانية”، خصوصًا في مدينة الجنينة مركز ولاية غرب دارفور، إحدى الولايات الخمس للإقليم.
وأشارت منظمة “أطباء بلا حدود” إلى أن زهاء ستة آلاف شخص فرّوا من الجنينة خلال الأيام القليلة الماضية فقط، مع “تصاعد أعمال العنف” في دارفور.
وأوضحت في بيان اليوم السبت أن “ما لا يقل عن 622 جريحًا” أدخلوا مستشفى مدينة أدري التشادية الحدودية مع السودان “على مدى الأيام الثلاثة الماضية”. وأشارت إلى أن 430 من هؤلاء يحتاجون إلى “عناية جراحية”، وأن غالبية الإصابات كانت “جراء إطلاق النار”.
وتثير الأوضاع في دارفور قلقًا متزايدًا، إذ حذّرت الأمم المتحدة هذا الأسبوع من أن ما يشهده الإقليم قد يرقى إلى “جرائم ضد الإنسانية”.