مستشار الرئيس السنغالي للشئون الاقتصادية لـ«النبأ»: مصر يمكنها أن تلعب دور الصين وتركيا بالقارة.. (حوار)
يجب إنشاء طرق تربط مختلف أجزاء القارة.. وجئت للتعاقد مع شركات مصرية للعمل على هذا
السنغاليون يعرفون عن مصر الأزهر والأهرام.. ولا يعلمون شيئا عن الفرص الاستثمارية
لا يوجد طيران مباشر بين مصر والسنغال.. ومستقبل القارة يبدأ من القاهرة
الرئيس السيسى اتخذ إجراءات اقتصادية هامة وأنشأ بنية تحتية للأجيال القادمة
أسعى لربط القارة تكنولوجيا عبر «وان أفريكا»..ويوجد لدينا عملة مشتركة
قال على الحسين مبا، مستشار الرئيس السنغالي للشئون الاقتصادية والتكنولوجية، وصاحب منصة «وان أفريكا» -وهي شبكة التواصل الاجتماعي الإفريقية التي تربط القارة- إن مصر يمكنها أن تجمع الأفارقة جميعًا على أرضها.
وأضاف مستشار الرئيس السنغالي للشئون الاقتصادية والتكنولوجية، في حواره لـ«النبأ»، أن السنغاليين يجهلون عن مصر الفرص الاستثمارية في مختلف المجالات، مطالبًا مصر بلعب الدور الذي تقوم به الصين وتركيا في القارة الإفريقية، متابعًا: «مصر يمكنها أن تربط بين العالم كله ولذلك يجب أن نكتشف الفرص الموجودة في مصر»، وإلى نص الحوار..
كيف ترى الدور السنغالي حاليًا في العالم وإفريقيا ودورها في حل النزاعات الدولية؟
السنغال دولة هامة في الغرب الإفريقي بل وقدمت خدمات عديدة للأمم المتحدة حيث أرسلت قوات للبنان والكونغو.
كيف ترى العلاقات المصرية الإفريقية؟
تعود العلاقات المصرية السنغالية إلى الأزهر الشريف والذي تخرج منه آلاف الطلاب السنغاليين، وفي عهد الرئيس عبد الناصر كانت تجمع البلدين علاقات اقتصادية وسياسية قوية، مصر يمكنها أن تجمع الأفارقة جميعًا على أرضها.
هل ترى أن العلاقات التاريخية بين البلدين ترتقي للعلاقات الحالية؟
يأتي مئات السنغاليين إلى مصر لتعلم اللغة العربية والإسلام ولكن مصر أيضًا تمتلك اقتصادا قويا وتمتلك جيشا قويا، ولكن حتى الآن نريد أن تصل العلاقات المصرية السنغالية إلى مستوى علاقات السنغال مع بعض الدول الإفريقية الأخرى مثل غينيا ونيجيريا، ولكن حتى الآن لم تصل العلاقة بين مصر والسنغال للمستوى المتوقع.
هل التركيبة السكانية للسنغال تتشابه مع مصر؟
تتشابه السنغال مع مصر في وجود مسلمين ومسيحيين متعايشين وتوجد روابط قوية، فيوجد في السنغال نفس الحالة ورغم أن 95% من السنغاليين مسلمين، إلا أن أول رئيس سنغالي كان مسيحي، لأن لديهم علاقات قوية ببعض.
هل الإعلام يلعب دورا سلبيا في عدم وجود جسور بين السنغال ومصر؟
السنغاليون يعرفون أشياء كثيرة جدًا عن مصر مثل الإسلام والأزهر والأهرامات، ولكن يجهلون عن مصر الفرص الاستثمارية في الزراعة والصناعة وغيرها من المجالات، فهي مجهولة بالنسبة لمعظم الأفارقة القادمين إلى مصر، مستقبل إفريقيا يمكن أن يبدأ من مصر ويمكن أن تكون مصر القائد وتجمع جميع الأفارقة.
هل الدور المصري في إفريقيا لا يزال غائبًا؟
مصر يجب أن تلعب الدور الذي تلعبه الصين وتركيا في إفريقيا ولا ينبغي أن تترك مصر إفريقيا لكل من تركيا والصين اقتصاديا، مصر تربط بين إفريقيا وآسيا لأن مصر بها عرب أفارقة ومصر تربط بين البحر المتوسط وأوروبا وإفريقيا، بل إن مصر يمكنها أن تربط بين العالم كله ولذلك يجب أن نكتشف الفرص الموجودة في مصر.
هل هذه الروابط بين مصر وإفريقيا يجب تطويرها على مستوى الدولة الرسمية أم على مستوى الأشخاص ورجال الأعمال المصريين والأفارقة؟
يمكن أن تكون العلاقات على الجانبين الرسمي والشعبي، فأنا جئت إلى مصر لأول مرة وارتحت كثيرًا بها ولذلك هذه المرة جئت مع أسرتي وأطفالي، وأصبح لدي عائلة في مصر لأن الناس في مصر ممتازين، ولذلك نحن سواء السنغاليين أو الأفارقة يجب أن نبني علاقات مع المصريين أنفسهم ولا نكتفي بالعلاقات الرسمية، لأن العلاقات الرسمية والحكومة لا يمكنها أن ترى العلاقات الإنسانية بيننا وبين بعض، ولذلك أرى أن الحكومة يمكن أن تساعد في العلاقات الشعبية ربط رجال الأعمال ببعضهم وليس العكس.
هل يمكن لمصر أن تنافس اقتصاديًا تركيا والصين في القارة؟
أنا أرى أن مصر لديها قدرات للمنافسة مع الصين وتركيا، ومصر إذا بدأت الآن يمكنها أن تفعل ذلك لأن تلك الدول تأتي لأخذ المعادن والموارد الطبيعية والخامات، وعندما نريد أن ناكل نأخذ منهم أكلنا ومستلزماتنا ومواردنا، ولكن مصر تستطيع أن تعود لإفريقيا، وتبدأ من الآن.
كيف يمكن لمصر أن تصل لذلك؟
نريد أن نرى أشياء كثيرة مصنوعة في مصر، أن تكون صناعة مصرية في كل شيء من الملابس إلى الأدوات الكهربائية إلى الكمبيوتر، لأن مصر لديها التاريخ والحضارة والرئيس السيسي لديه إجراءات اقتصادية جيدة في مصر، لأنه يبني طرقا وبنية تحتية كثيرة في مصر، ولذلك مصر للأجيال القادمة ستكون أفضل.
هل توجد معوقات للتبادل الاقتصادي بين مصر والسنغال؟
مصر يجب أن تكون أسهل لكي يأتي الأفارقة إلى مصر، من المفترض أنني كإفريقي عندما أقرر المجيء إلى مصر لا آخذ وقتا طويلا ولكن الحقيقة سواء سنغالي أو غيني أو نيجيري أو غيرها من الجنسيات الإفريقية عندما تأتي إلى مصر تأخذ وقتا طويلا سواء في القدوم إلى مصر أو في إنهاء الإجراءات، لكن أي شخص من أمريكا أو أوروبا يريد أن يأتي إلى مصر يأتي بسهولة، ولكن مفترض أن تكون العلاقات أفضل بين مصر والأفارقة وليس بين مصر والأمريكان أو الأوروبيين.
ما هي مشكلة ربط القارة بالطرق؟ وما هو الدور الذي يمكن أن تلعبه مصر في حلها؟
يجب أن نربط القارة بشبكة طرق بينها وبين بعض وهذا أحد الأسباب التي جعلتني أقوم بزيارة مصر، فأنا قادم لأخذ بعض الشركات المصرية لتبني طرقا تصل بين السنغال وبعض الدول المحيطة مثل نيجيريا، ولذلك سنستعين بشركات مثل أوراسكوم المملوكة لرجل الأعمال نجيب ساويرس، وشركة المقاولون العرب، ويوجد طريق بين نيجيريا والسنغال الآن نشرع في تنفيذه ومن أجله جاءت بالشركات المصرية للذهاب إلى السنغال والدول الإفريقية لرؤية الطرق التي يمكن أن تصمم لربط مختلف أجزاء إفريقيا ببعضها البعض هذا مفيد للشركات المصرية.
ماذا نحتاج لوجود صناعات إفريقية مشتركة وشراكات صناعية؟
إفريقيا يجب أن تبدأ الصناعة الخاصة بها الآن ويمكن أن يكون لها صناعة قوية جدًا، والحقيقة أن إفريقيا هي المصدر الأول للصناعة في أوروبا وأمريكا وهي أيضًا المستهلك الأول للصناعات الأوروبية والأمريكية لأننا سنصبح 2 مليار ولكن المشكلة أن هذه الدول لا يوجد بينها وبين بعضها رابط، فمثلا لا توجد طائرة بين داكار والقاهرة ولكن توجد طائرة بين داكار وباريس وداكار ونيويورك، ونفس الحالة لا يوجد طيران بين أبوجا والقاهرة أو أبيدجان والقاهرة، فقليل ما نجد طائرات بين الدول الإفريقية بعضها البعض، فيجب أن نربط الدول الإفريقية ببعض.
وكيف تعلق على احتكار دول أوروبية بعينها على المواد الخام؟
هل يوجد دولتين جاءوا وقرروا عمل تبادل تجاري فيما بينهم وقام أحد بمنعهم؟، لو دول مثل مغرب وليبيا والسنغال قرروا إنشاء تكتل اقتصادي هل توجد دولة تستطيع منعهم.
هل يمكن للاتحاد الإفريقي أن يقوم بهذا الدور؟
يعد هذا من الأسباب التي جعلتني أن أنشئ وان أفريكا، لكي يجمع الأفارقة مع بعض ويكون بينهم وبين بعض تواصل.
كيف أنشئت منصة وان أفريكا؟
يجب في البداية أن يعلم الناس الهدف من إنشاء وان أفريكا وهو أن تتجمع الدول الإفريقية، والتطبيق يتيح معلومات عن كل الدول الإفريقية، فمثلا إذا يوجد شخص في السنغال أو غانا يريد أن يعرف معلومات عن مصر ممكن أن يجدها على التطبيق والمنصة، في أي دولة يمكن أن تعطيك معلومات كاملة عنها.
في الختام ما هي رسالتك للقارة الإفريقية؟
يجب أن تساعد إفريقيا نفسها وأن تقوم بإطعام نفسها ولا تنتظر أحدا أن يطعمها، وأمنيتي أن أربط إفريقيا كلها عبر التكنولوجيا.