المهندس أكمل قرطام لـ«النبأ»:«مبارك» كان يخطط لتولى رشيد محمد رشيد الرئاسة.. و«جمال» كسب 700 مليون دولار من البورصة (حوار شامل)
تعد الانتخابات الرئاسية المرتقبة حديث الأحزاب السياسية في الوقت الراهن، خاصة بعدما أعلن أحمد طنطاوي اعتزامه الترشح للرئاسة وعقده جلسة خاصة مع أعضاء الحركة المدنية داخل مقر حزب المحافظين، ما دفع هيئة مكتب المجلس التنفيذي للحزب مطالبة المهندس أكمل قرطام، رئيس الحزب، بالترشح للانتخابات الرئاسية القادمة، لأنها ترى أنه الأجدر على أن يكون المنافس الأقوى في هذه الانتخابات أمام مرشح الدولة -على حد قولهم-.
وعليه أجرت «النبأ» مقابلة مع المهندس أكمل قرطام في حوار مطول للحديث حول ما يدور داخل أروقة الحزب حول مطالبته بالترشح للانتخابات الرئاسية وموقفه من دعم أحمد طنطاوي، ومدى رغبته للترشح في الانتخابات الرئاسية، وموقف الحركة المدنية من قرار حزب المحافظين.
وفجر «قرطام» مفاجأة حول نظام مبارك وموقف الرئيس الأسبق من التوريث، ومدى صحة الأقاويل حول ثروة نجله جمال وترشحه في الانتخابات القادمة، وإلى نص الحوار..
بداية.. ما حقيقة ما تم تداوله أنك تنوي الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة؟
الحقيقة أن هذا الأمر مستبعد بالنسبة لي، لأن رئيس الجمهورية ما هو إلا موظف مهما سمت الوظيفة، وأنا متعودتش أكون موظف واتعودت أن أكون حر نفسي، ولكن إذا وجدت أن من على الساحة من المرشحين ليس لديهم رؤية جيدة سيصبح الأمر فرض عين، ولكن من داخلي لن أريد الترشح نهائيًا للانتخابات الرئاسية.
ولكن الحزب أصدر بيانا أنه أجرى استفتاء يطالبك بالترشح للرئاسة؟
دار حديث داخل الحزب لمحاولة إقناعي بالنزول في الانتخابات، ومعرفة أسباب رفضي، وأجروا استفتاء فيما بينهم لمطالبتي بالترشح، وبيحاولوا يقنعوني بهذا الأمر، ولم أطلب منهم إجراء استفتاء على ترشحي، ولكن لو ملقتش حد موجود على الساحة سنحاول الدفع بشاب من الحزب يكون لديه برنامج الحزب.
بالنسبة للحركة المدنية.. هل تم طرح اسمك عليها؟
لا نهائيًا ولم يتم طرح أية أسماء على الحركة المدنية، ولا أحمد طنطاوي ولا غيره ولم يتم التطرق إلى هذا الملف إلى الآن.
هل تم عقد اجتماعات مع أحمد طنطاوي بعد عودته إلى مصر؟
تم عقد لقاء مع طنطاوي داخل الحزب بناء على طلبه ودار حديث أخوي بينه وبين قيادات الحركة، ولم يتم طرح برنامجه، كما أننا لم نعط له أية وعود بالدعم من عدمه.
هل تدعم أن يكون على منصب رئيس الجمهورية شاب؟
أه بالطبع يكون أقل من 60 عاما ولكن لا بد أن يكون لديه القدرة.
هل معنى ذلك أنك ستدعم ترشح أحمد طنطاوى لأنه يعد شابا؟
لا.. إحنا لما ننتخب حد بيكون انتخبنا بالعقل والقلب، وجايز أنا أحب أحمد طنطاوي على المستوى الشخصي، وهو رجل محترم وشريف ولديه وجهة نظر للإصلاح، ولكن أنا بنتخب بعقلي، ولازم أكون شايف التوجهات الفكرية الخاصة به، بخصوص الدولة، وكذلك الإصلاحات الحقيقية التى سيقوم بها، والمقاربة بين اللى بيقوله وبين توجهاتنا فى الحزب.
أحمد طنطاوى من ضمن الداعمين للحركة المدنية وكان رئيس حزب الكرامة فما موقفك منه؟
الحركة المدنية حركة متسعة لها وثيقة على مساحة محددة إصلاحات سياسية ضرورية من أجل إيجاد مناخ سياسي مناسب، أما توجهاتنا في الاقتصاد وتوجهاتنا الاجتماعية والثقافية مختلفة مع أحزاب الحركة، فأحنا مشتركين في حتة واحدة حتى لو عملنا رؤية مشتركة، فهذه الرؤية تشمل الحد الأدني في الاقتصاد مثل الإصلاحات الهيكلية، أما أزاى تعالج المشكلة الاقتصادية في مصر هتلاقي طرح الحزب مختلف مع أحزاب الحركة، فأحنا على قاعدة واحدة فقط ومتفقين عليها وهي الإصلاح السياسي وبناء دولة مدنية ديمقراطية، أما إزاي تمشي الدولة دى فكل منا له رؤية مختلفة عن الآخر.
كما أنه ليس معنى أن أحمد طنطاوي من ضمن أحزاب الحركة المدنية أن نكون متفقين معه في توجهاته الاقتصادية والفكرية والاجتماعية، كما أن طنطاوي لم يطرح أي رؤية حتى الآن، كما أنني لم أناقشه من قبل في أية لقاءات بيننا عن وجهات نظره، ولكن هو رجل يحب البلد وأمين وده اللى أعرفه عنه، أما سياسيا لم نتناقش نهائيا.
من وجهة نظرك هل يصلح أحمد طنطاوي أن يكون رئيسا للجمهورية؟
العقل هو الأساس، أشوف هو بيقول أيه ورؤيته أيه، ولدينا من الخبرات أننا نقدر أن نحكم على أن كلامه مرسل أو ورائه خطط والتزامات.
هناك تخوفات لدى البعض أن يدخلنا أحمد طنطاوي في مشاكل مع إسرائيل وخاصة أنه ناصري هل لديك أية تخوفات؟
الحقيقة مش عندي أي تخوف لأني متأكد أن طنطاوى سيراعي هذا الكلام لأنه ناضج سياسيا ولكن أنا عايز أشوف تفاصيل برنامجه الانتخابي لأننا نحتاج إلى إصلاح إداري وبرلماني دستوري وتشريعي وإصلاح فى التعليم والصحة.
معنى ذلك إذا تقدم برؤية واضحة تتفق مع رؤية الحزب هل ستدعمه؟
بالطبع، لأن مفيش ما يمنع وثانيا أنا لا أعرف من سيترشح أمامه وجايز جدًا أن يكون المرشح أمامه أحسن ولذلك لن أعلن رأى إلا بعد أن نعرف من هم المرشحين ونحن نختار بالعقل ولازم أعمل مقارنات بين المرشحين بعضهم البعض لأن دى شهادة عند ربنا -سبحانه وتعالى-.
البعض يردد أن أحمد طنطاوي اتفق مع الدولة على الترشح للانتخابات.. كيف ترى ذلك؟
أساسا الدولة لا يحق لها أن تتحيز لأحد ويجب أن تكون على مسافة متساوية من الجميع، وهذه المشكلة نعاني منها الآن تتدخل الدولة في شئون الأحزاب السياسية والمرشحين من أخطر الأشياء، ويجب التنبه لهذا.
أما عن أن طنطاوى أجرى اتصالات مع الدولة، لا أعتقد ذلك لأن أحمد مش من الممكن يعمل كده لأنه لا يرضى لنفسه أنه يستخدم في الانتخابات، ولكن يمكن الدولة بتحيزها تدفعه إلى هذا دون أن يشعر أو يعلم، واستبعد تمامًا عن شخصية أحمد أنه يكون عقد اتفاق أن يكون ترشحه للانتخابات كمحلل، وبصراحة هو مش هيعمل كده.
هل كان هناك تواصل بينك وبين أحمد طنطاوى أثناء وجوده في الخارج أو استشارك في بعض القرارات خاصة حال اعتزامه الترشح للرئاسة؟
ربما يتصل بحمدين صباحي وأصدقائه، إنما أنا مكنتش صديق مقرب له ولم يتواصل معي نهائيًا.
ما حقيقة ما تم تداوله أنه تم ترشيح عدد من الأسماء داخل الحركة المدنية للمفاضلة بينهم مثل محمد أنور السادات وجميلة إسماعيل ونبيل العربي؟
لا لم يتم ترشيح نهائيا أسماء داخل الحركة المدنية، لأنه لم يتم الحديث مع أشخاص بعينها على الترشح للرئاسة، ولكن ممكن نتحدث مع بعضنا كلام عادي يعني فى الحزب، تحدثنا عن نزول السفير العربي وأنه قيمة محترمة وشخصية لها علاقات دولية وأنه لو فيه انتخابات نتمنى أنه ينزل، ولكن لم نتواصل معه ولم نكلمه، فكل ما دار مجرد أحاديث، ولم يتم طرح اسم جميلة إسماعيل على الحركة ولا محمد أنور السادات، جميلة إسماعيل شخصية محترمة وأنا بقدرها جدًا، إنما العقل هو اللى يحكمني.
محمد أنور السادات تحدث عن أن هناك شخصية مفاجأة سترشح نفسها.. هل تحدث عنها معك؟
لم أسأل السادات عن حقيقة هذا الشخص الذي تحدث عنه، وأنا مش فضولي، ولا شغلت بالي وما أعرفش من هو الشخصية، ولم يعرض على اسمه حتى الآن، وقد تكون محاولة من السادات لأنه سياسي مخضرم.
فكرة ترشيح سامي عنان كيف تراها وما حقيقة أنه كان من ضمن الأسماء التى رشحت داخل الحركة؟
والله لم يتم تداول اسم سامي عنان داخل الحركة المدنية، وأنا ضد فكرة ترشح سامي عنان.
وكيف ترى الحديث عن عودة جمال مبارك؟
جمال مبارك لن ينزل الانتخابات الرئاسية القادمة، ومش عارف الناس بتفكر إزاى، وعندى معلومات أن من كان يُعد أيام مبارك لأن يكون رئيسًا للجمهورية رشيد محمد رشيد وليس جمال مبارك، ومعلومات الناس عن ثروات جمال كلها مغلوطة، وهو أخذ حكم بالبراءة، وأكبر مكسب كسبه جمال كان من البورصة الأمريكية، والـ700 مليون دولار اللى عندهم دول كان من المكسب في البورصة السهم كان بـ2 دولار ووصل فجأة لـ10 دولار.
الدنيا ما زالت غامضة وستتضح في الأيام القادمة، وما افهمه أن عهد مبارك كان مليئ بالفساد السياسي والمالي لرجال الأعمال، ولكن لا أعتقد أن يسرق مبارك أبدًا.
وفي حالة طرح اسمه على الحركة المدنية هل سيتم رفضه؟
قراءتي للمشهد أن جمال مبارك لن ينزل الانتخابات، والحركة بتأخذ قراراتها بالعقل، أما القلب فهو يرفض ترشح جمال.
بالحديث عن رشيد محمد رشيد.. خرجت تكهنات على الساحة بأنه مرشح لرئاسة الوزراء خلال الفترة القادمة.. هل هذا معناه أن الدولة العميقة لمبارك ما زالت تحكم؟
أه كوارد دولة مبارك مازالت تحكم، وكلمة الحق هما كوادر جامدة، لأن معظم رجال مبارك انضموا لحزب مستقبل وطن، موجودين على الساحة، أيام مبارك كان يتم أخذ النخبة العقلية داخل الحزب الوطني.
ولكن لا يهمني أن يأتي رشيد أو غيره لرئاسة الوزراء ولكن ما يهمني النظام والاستراتيجية التى يضعها مجموعة أحزاب مع بعضها وتستمر وتنفذ، وما يهمني أن يأتي رئيس وزراء سياسي يعرف مدى التغيير الذي يتحمله الشعب دون أن يتمرد ويبدأ يتخذ القرار من الخبراء المتخصصين، فنحن نحتاج إلى إصلاح إداري أولا قبل كل شيء، لأن لو جبنا أفلاطون ومفيش نظام مش هيعرف يدير، وهذا النظام لا بد أن يكون دستورى يحقق التوازن، والشعب يأخذ دوره في المشاركة في القرارات ليتقبلها.
وكيف ترى الحوار الوطني الذي دعا له الرئيس السيسي؟
قمت بالتصويت داخل اجتماع الحركة المدنية برفض المشاركة في الحوار الوطني، ولكن استجبت للأغلبية داخل الحركة بعدما تم إجراء التصويت منعًا لشق صف الحركة، وهذا تجنبا لمنع الضرر.
هل تقدم الحزب برؤية للأمانة الفنية بالحوار الوطني أم امتنع؟
تقدمنا برؤية من خلال الحركة والتى تمثل الحد الأدني لما توافقنا عليه، ولكن الحزب لما يتكلم ممكن يضيف سقف أعلى لحاجات دون أن يتعارض مع ما تم التوافق عليه، فمثلا في تعديل قانون الأحزاب طالبنا أن يمنع أي شخص حال استقالته من حزب أن ينضم لحزب آخر قبل مرور 3 سنوات، ودا موجود في إيطاليا لحماية الحياة السياسية من الانتهازيين، بالإضافة إلى أن من يكره الأحزاب يكره الديمقراطية، فالديمقراطية هى التى تأتي بمن يحكم.
وما السبب الذى دفعك إلى التصويت بعدم المشاركة في الحوار الوطني؟
أول دافع أن الرئيس عندما دعا إليه كان حوار سياسي، وتم تحويله إلى حوار وطني، فهناك فرق بين الحوار الوطني والحوار السياسي، لأن الحوار السياسي بين الناس اللي في أيديهم السلطة مع المعارضة لطرح المواقف والمناخ السياسي.
أما عندما أقول حوار وطني فهذا معناه أن هناك أزمة وبجيب الفعاليات المجتمعية ممثلة في أشخاص للنقاش، كما أن الحوار الوطني توصياته واجبة النفاذ، ولكن الحوار السياسي لا لأن الرئيس الذي يمثل الأغلبية في هذه الحالة هو الذي يوافق أو يرفض التوصيات، وما يحدث ليس حوار وطني ولكنه «مكلمة»، ولن يكون هناك إصلاح اقتصادي أو ثقافي إلا إذا حدث في بداية الأمر إصلاح سياسي، فلا يوجد مناخ سياسي صالح ولا يوجد رقابة ولا محاسبة، ولا يوجد مشاركة للشعب وسرعان ما يتحول إلى فساد.
وبعد انعقاد الجلسات هل مازلت متمسك برأيك أنه «مكلمة» وضياع للوقت؟
ليس ضياعا للوقت الناس بتسمع بعضها، وده شيء جيد، ولكن حقيقة الأمر أن هذا الحوار لن يكون حلا لأزمة مصر، قد يبنى عليه حل جزء من الأزمة، وعندي توجسات من اللي هيطلعوا من الحوار، ولا ننسى أن الرئيس عمل حوار اقتصادي بحضور النخبة وخرج بتوصيات وشغالين في تنفيذها وهو دا المطلوب، مثل وثيقة ملكية الدولة والتعويم وغيرها من الإصلاحات التي سعى إلى تنفيذها.
كما ما هو دور مجلس الشيوخ الذي يصرف عليه مبالغ مالية دون أن يفعل شيئا، وافتقد دوره لأنه هو الذي يمثل الأمة في مستقبلها، ولم يقدم شيئا لمستقبل مصر.
وما تقييمك لمجلس النواب الحالي؟
مجلس النواب الذي يأتي بقائمة مغلقة وموافقة النظام يعتبر جزء من السلطة التنفيذية، بس بيفكر معاها وخلاص.
وكيف ترى الرؤية الاقتصادية للنظام الحالي من ناحية المشروعات التي يتم تنفيذها؟
إحنا شغالين اليوم بيومه، لا توجد استراتيجية واضحة، فهناك 3 حاجات لعمل اقتصاد قوي، أولا يكون أقر استراتيجية طويلة توازن بين المطالب العاجلة والآجلة وتراعي حجم التغيير الذي يتحمله الشعب، وثانيا الطبقة المتوسطة إن لم يتم وضع رؤية لنجاح الطبقة المتوسطة باعتبارها منبع المفكرين والأدباء والعلماء والقيادات والسياسين مش هنقدر نعمل اقتصاد قوي، ثالثا التنظيم أن يكون لدينا مؤسسات دولة ومؤسسات وسيطة قوية تشتغل بلوائح وليس على هوى الأفراد الذين يعملون بها، فإذا اكتملت هذه الأمور الثلاثة أقدر أن أتحدث عن وجود اقتصاد قوي لدينا.
تردد أنك طلبت من تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين سحب بعض الأسماء المحسوبين على الحزب واستبدالها بأسماء أخرى؟
لا لم يحدث ذلك ولم نتقدم بأي طلبات، اللي أنا أعرفه أن الهدف من التنسيقية أن نقوم بتعليم شباب الأحزاب معنى كلمة الدولة وكأن الانضمام لها برنامج تدريبي ولا بد من استبدال الأسماء بين الحين والآخر وإلا ستصبح وظيفة، وكل عام من المفترض أن نقوم بتغيير شباب وكوارد الحزب الموجودين بالتنسيقية.
البعض تحدث أن المعارضة ترى أن الحوار الوطني مسألة شكلية ولكن أحزاب الحركة المدنية تستمر فيه لعقد صفقة مع السلطة تتعلق بالانتخابات القادمة؟
هذا الكلام غير وارد، اللهم إلا إذا كان أحزاب الحركة بتخفي شيء غير وارد ولم أسمعه، اللي كنا عاوزينه كحد أدنى الانتخابات بالقائمة النسبية والضوابط التي تحقق انتخابات حرة وعادلة ونزيهة وقانون الحبس الاحتياطي وتعديل الفترة كحد أقصى 3 أشهر واستحداث قاضي الحريات في قانون الإجراءات الجنائية، وكف يد مؤسسات الدولة عن التدخل في الحياة الحزبية، ولو وصلنا لها في نهاية الحوار يكون أمر جيد جدًا.
قيادات الحركة طالبت بتوفير ضمانات لوجود انتخابات حقيقية.. في حالة عدم تحقيق ذلك هل ستتخذ قرار بالمقاطعة؟
بالنسبة للحزب نعم سنقاطع، أما بالنسبة للحركة لا أعلم موقفها وقد يفكر البعض منهم في مصالحه الشخصية الضيقة.
وهل ترى أن استجابة الرئيس لتجديد الإشراف القضائي على الانتخابات القادمة أمر كافي؟
لا بالمرة نعتبر تدخل القضاء نقطة ضعف، حال دخول القضاء الناس تتحرج أن تقدم طعن، ولا أرى أزمة في رقابة جهات دولية على العملية الانتخابية، والأهم أن يكون الإعلان والفرز داخل اللجان الفرعية وليست في لجنة عامة.
ما هي الأيديولوجية الفكرية والسياسية لحزب المحافظين؟
مثلنا كحزب المحافظين الإنجليزي والحزب الجمهوري الأمريكي وهم أحزاب ليبرالية، والليبرالية في الأدبيات السياسية واسعة، وبالنسبة لنا هي العقد الاجتماعي والمساواة في الفرص في كل الملفات كالصحة والتعليم، بالإضافة إلى الحفاظ على منظومة الأسرة لأنها هي التي تنتج الفرد، ونقوم بتجهيز كتيب لتفنيد أيديولوجياتنا بشكل واضح.
بصفتك أحد أهم أحزاب المعارضة.. ما هي المكاسب التي يحصل عليها أكمل قرطام من المعارضة؟ وما ردك على الأقاويل بأن المعارضة تحصل على تمويلات مقابل مواقفها.. وهل دفعت ثمنًا لمواقفك السياسية؟
طبعا دفعنا فواتير كثيرة، والحقيقة أن المعارضة في هذه البلد تدفع ثمنًا باهظًا على مواقفها ولولا أن القيادات الحزبية عندنا تعضد على نواجذه لانفرطوا، وسبب وجود قطاع عريض من الشعب تعجبه مبادئنا ولا ينضم بوضوح هو خوفه من دفع الضريبة ونحن نتحمل الكثير ولكن بالنسبة للتمويل الخارجي فالأحزاب السياسية تحت رقابة الدولة واللجان الإلكترونية هي من تروج تلك الأقاويل عنا، وما أعلمه أن المؤسسات الحقوقية هي من تحصل على تمويل خارجي ويتم ذلك بشكل شرعي وبموافقة الدولة، والخلاصة أنهم «مش لاقيين في الورد عيب بيقولوا يا أحمر الخدين».
هل أنت مع فكرة دمج الأحزاب وما تقييمك لتعدد الأحزاب السياسية في مصر؟
الإفراط في الأحزاب السياسية مضر جدًا والإقلال منها مضر أيضًا، في كل دول العالم توجد توجهات أساسية مختلفة كاليسار واليمين والاشتراكي، أجمل شيء أن تكون الأحزاب مركزة على هذه التيارات، بحيث حزب أو اثنين يمثلون تلك التيارات السياسية المختلفة، إنما اندماج الأحزاب لا يوجد هذا ولكن توجد شراكات بين الأحزاب وتكوين تحالفات حزبية، والاندماج يتم عن طريق حل حزب وانضمامه لحزب آخر، حزب المحافظين ما يميزه أنه به مجلس رؤساء بحيث كل رئيس يشرف على قطاع من قطاعات الحزب، وإذا اختلفوا في الرأي يذهب القرار إلى المكتب السياسي وله أن يلزم المجلس الرئاسي بتنفيذ قراره، وأنا لست مع دمج الأحزاب ولكني أرى أن الأمثل تكوين التحالفات الحزبية.
وإلى أين وصلت تحركاتك لتأسيس التيار المصري الحر الذي أعلنت عنه من قبل؟
التحالف مبني على انضمام عدد من الشخصيات العامة أصحاب الفكر الليبرالي وهو تيار فكري ويقوم بتنفيذ أفكاره أحزاب التيار الليبرالي، وهو «لوبي» لدعم الأحزاب الليبرالية أثناء الدخول في الانتخابات، وبالفعل توصلت التحركات لوجود بعض الشخصيات على رأس التيار منها محمد أنور السادات وجميلة إسماعيل والمهندس محمود طاهر، وهشام قاسم، وعمرو حمزاوي، والمهندس أحمد سعيد، وعماد جاد.
تعرضت من فترة قصيرة للضبط والتحفظ عليك ثم أخلي سبيلك بإدعاء تشابه الأسماء.. هل كانت مراوغة سياسية من السلطة أم خطأ إجرائي؟
كانت قرصة ودن، لأن في نفس الوقت تم التحفظ على زوجتي وأم أولادي وحجزها يوم في قضايا وأمور غير موجودة إطلاقًا.
هل سبق لك التواصل مع أجهزة ومؤسسات الدولة المختلفة كما يحدث داخل بعض الأحزاب السياسية؟
أنا لم أتواصل من قبل، فأنا لا أحب التواصل مع أجهزة ومؤسسات الدولة، لأنها إذا كانت حيادية سأتواصل معها بالطبع، ولكنها ليست على الحياد بين المعارضة الأقلية والإدارة فهم منحازين للإدارة، هم سعوا للتواصل وحضرت جلستين من جلسات مطولة تمت بين أجهزة الدولة والحركة المدنية وطالبت وقتها أن تكون الأجهزة على مسافة واحدة بوضوح ولم أحضر بقية الاجتماعات.
انتقد البعض فكرة وجود حزب النور على طاولة الحوار الوطني لتأسيسه على أساس ديني بالمخالفة للدستور.. كيف ترى ذلك؟
الحزب ما دام دستوري يتم دعوته بشكل طبيعي لأني دائمًا أقف مع كل ما هو دستوري، مع أن أخطر حاجة في رأي هي الأحزاب التي يتم تأسيسها على أساس ديني لأنها تقوم بفرض مواقفها الدينية على مؤسسات الدولة وهذا قد يتسبب في إحداث فتن.