كواليس إنضمام زعماء 7 قبائل عربية بإقليم دارفور السوداني للدعم السريع
تشكل دعوة زعماء أكبر 7 قبائل عربية في إقليم دارفور السوداني، غرب السودان، لأفراد قبائلهم إلى الانضمام لقوات الدعم السريع، منعطفا قد يرفع بشدة منسوب العنف خلال الحرب الدائرة إن تمت الاستجابة لدعوتهم.
جاءت دعوة زعماء إقليم دارفور السوداني في مقطع فيديو، يظهرون فيه، وهم يطالبون كذلك الموجودين في صفوف الجيش لتركه، والانتقال للمعسكر الآخر؛ ما يهدد بتقسيم الجيش وإشعال حرب أهلية واسعة، وفق تحذيرات باحثين سياسيين سودانيين.
ويتكون إقليم دارفور السوداني من قبائل عربية وأخرى غير عربية، أشهرها المساليت، توجد بينهم معارك وثارات قديمة تتجدد كلما ضعفت مؤسسات الدولة المركزية، وأكبرها الحرب الواسعة التي أحرقت الإقليم في عام 2003.
وفي العام 2003 تعرضت الأقليات غير العربية في إقليم دارفور السوداني لهجمات يتهم بأنها بأوامر من حكومة الرئيس السوداني السابق عمر البشير الذي يحاكم أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب “جرائم حرب” بسبب ذلك.
وبعد عشرين سنة على تلك الحرب، يزداد الشرخ توسعا بين الأثنيات العربية وغير العربية ولا سيما منذ اندلاع النزاع المدمر في مطلع الربيع بين قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو والجيش بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان.
ومع نشوب الصراع المسلح بين قوات الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حمديتي)، 15 أبريل الماضي، تفرَّق تأييد القبائل بين هذا وذاك وفق حسابات عرقية ومصالح قبلية ومناطقية.
ورغم أن الصراع كان محصورا في البداية في العاصمة الخرطوم، إلا أنه مع طول أمده امتدت نيرانه إلى إقليم دارفور السوداني، وخاصة في مدينة الجنينة ونيالا، وسط تبادل اتهامات بين القبائل عربية وغير عربية بارتكاب جرائم وانتهاكات ضد بعضها.
وفي يونيو، دعا حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، إلى إجراء تحقيق دولي في “القوة المفرطة” التي تم استخدامها ضد السكان في عدة مناطق، بما في ذلك الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور.
وحذر في مقطع فيديو، من أن “ما يحدث في دارفور الآن لا يقل عما حدث في عام 2003″، مشيرا لوقوع جرائم قتل واغتصاب ونهب وحرق للممتلكات واغتيالات لقادة المنطقة، منهم والي غرب دارفور.
فيتحدث الكثير من سكان غرب دارفور عن قيام ميليشيا من القبائل العربية بـ”إعدام” مدنيين لمجرد أنهم ينتمون إلى قبائل غير عربية. ويندد الناشطون بحملة اغتيالات واسعة. وانتقلت المعارك الآن إلى جنوب دارفور وخصوصا في العاصمة نيالا، ثاني أكبر مدن السودان.