رئيس التحرير
خالد مهران

القمة الروسية الإفريقية الثانية.. ما هي رسائل بوتين ورفاقه للقارة السمراء؟

بوتين
بوتين

شهدت القمة الروسية الأفريقية الثانية، حضور العديد من الرؤساء الأفارقة المؤثرين في القارة السمراء، وعلى رأسهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ولكن كيف كانت الرسائل الروسية التي أراد سياسيو موسكو إيصالها للقارة السمراء؟

قال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين في كلمته في القمة الأفريقية الروسية الثانية، بمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن حضور عدد كبير من الوفود الأفريقية يدل على الحرص على تطوير التعاون المشترك.

وأكد أن القمة الأفريقية الروسية الثانية تركز على توسيع التعاون الاستراتيجي، وأن روسيا تتعاون مع الدول الأفريقية في المجالات الأمنية والتدريب على أحدث برامج الأسلحة وغيرها.

وأضاف: «روسيا وإفريقيا يربطهما سعي واحد في تحقيق التنمية والتعاون»، مشيرا إلى أن المواقف الروسية الأفريقية متقاربة للغاية.

وتابع: «مستعدون لمناقشة توسيع المشاركة الأفريقية في المنظمات الأممية بما في ذلك مجلس الأمن، ونقدر جهود الوساطة الأفريقية لحل الأزمة الأوكرانية، ونخطط لتوسيع شبكة المراكز الروسية للعلوم والثقافة في إفريقيا ونرحب بخطوات مماثلة».

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إنّ الوضع في العديد من المناطق الأفريقية ما زال غير مستقر، فلم تُسوّى النزاعات والصراعات القومية، وتبقى الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية بمثابة إرث للنظام الاستعماري ونهج فرق تسد.

وأضاف «بوتين»، في كلمته ضمن فعاليات اليوم الثاني في القمة الروسية الأفريقية الثانية، التي نقلتها قناة «القاهرة الإخبارية»، أنّ التطرف والإرهاب والقرصنة والجريمة المنظمة تعرقل تطور وتنمية إفريقيا، مشيرًا إلى أنّ بلاده تهتم بالتعاون الوثيق بين هيئات إنفاذ القانون والأجهزة الأمنية الروسية وإفريقيا.

وتابع: «نعتزم تدريب العسكريين وموظفي هيئات إنفاذ القانون لدلول الأفريقية في المؤسسات التعليمات الروسية، إننا نطور الشراكة في المجالات العسكرية والتقنية، ولقد عقدنا اتفاقيات التعاون العسكري التقني مع أكثر من 40 دولة أفريقية نزودها بأسلحة وعتاد، وجزء من هذه التوريدات مجاني».

وشدد خلال القمة الروسية الأفريقية الثانية على أنّ اهتمام روسيا بإفريقيا يتزايد وهو ما يتمثل في خطتها لزيادة الحضور الدبلوماسي في القارة، مضيفا: «نحن على استعداد لفتح المزيد من المؤسسات الروسية في الخارج، ومستعدون لتوسيع الصلات في المجالات الثقافية والإنسانية والسياحية».

واستكمل: «نخطط لتوسيع شبكة المراكز الروسية للعلوم والثقافة وفي القريب العاجل سوف تظهر هذه المراكز في عدد من بلدان أخرى، وسنرحب بخطوات مماثلة من قبل أصدقائنا الأفارقة.. التبادل التجاري مع إفريقيا يتزايد باستمرار، وهذا المؤشر يجب وضعه هدف نصب الأعين».

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن العلاقات بين روسيا والمغرب “ متميزة، وتجسد انفتاح إفريقيا على روسيا”.

 العلاقات بين روسيا والمغرب

وأكدت المسؤولة الروسية  في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن القمة الروسية الأفريقية الثانية على هامش القمة الثانية والمنتدى الاقتصادي روسيا - إفريقيا، في سانت بطرسبرغ، العاصمة الثقافية لروسيا، أن روسيا والمغرب يقيمان علاقات تعاون “جيدة للغاية” في عدة مجالات.

وشددت زاخاروفا في هذا الصدد، على “التعاون الجيد جدا” بين البلدين في مختلف المجالات، بما في ذلك “الاقتصاد والمال والسياحة والأعمال والعديد من القطاعات الأخرى”.

وأضافت قائلة “لدينا أساس قانوني متين لهذا التعاون”، في إشارة إلى اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين روسيا والمغرب، المنفذة منذ عام 2002، والتي تم تعزيزها في عام 2016 من خلال التوقيع على “إعلان حول الشراكة الاستراتيجية المعمقة”.

وتابعت بالقول “نشجع الصداقة والاحترام المتبادل مع المغرب. يتعلق الأمر بمثال ساطع على كيفية بناء العلاقات بين البلدان”.

وسلطت زاخاروفا، التي حلت ضيفة على لقاء مع وسائل الإعلام الإفريقية في إطار القمة الروسية – الإفريقية والمنتدى الاقتصادي، الضوء على “العلاقات الجيدة والودية تقليديا” بين موسكو والرباط، مستعرضة تطور العلاقات الثنائية منذ توقيع إعلان الشراكة الاستراتيجية بين روسيا والمغرب عام 2002.

وبرأي المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، كان هناك “تعميق للعلاقات الاستراتيجية مع المغرب وقد أتى ذلك بثماره”.

وأوضحت زاخاروفا أن المغرب من بين الشركاء الثلاثة الأوائل لفدرالية روسيا في إفريقيا، مشيرة في هذا الصدد إلى أن المملكة تأتي في المرتبة الثانية من حيث الصادرات والثالثة من حيث الواردات.

وأشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية إلى أن “التبادلات التجارية زادت بأكثر من 25 بالمئة منذ عام 2021، وتم تسجيل نفس الدينامية في الأشهر الأولى من العام الحالي”، مشيرة إلى أن الصيد البحري هو أحد القطاعات الرئيسية للتعاون بين البلدين.

وعن آفاق تطوير العلاقات التجارية مع المغرب، أشارت المتحدثة باسم الدبلوماسية الروسية إلى أن الشركات الروسية مهتمة بتطوير قطاع الطاقة وتنفيذ مشاريع في مجالات التكنولوجيا العالية والخدمات اللوجستية.