مدبولى: توجيهات من القيادة السياسية في مصر والأردن بالاستمرار في توطين العلاقات الثنائية
أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي على توجيهات القيادة السياسية في مصر والأردن، الممثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي، والملك عبد الله الثاني بن الحسين عاهل المملكة الأردنية الهاشمية، للحكومتين بضرورة الاستمرار في اتخاذ ما من شأنه توطين العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، وذلك انعكاسا للروابط التاريخية الوثيقة والروابط المشتركة بين شعبينا.
جاء ذلك فى بيان للمركز الإعلامي لمجلس الوزراء حول التصريحات التليفزيونية لرئيس مجلس الوزراء،عقب ختام أعمال الدورة الـ31 للجنة العليا المصرية الأردنية المشتركة، التي عُقدت، اليوم الإثنين، بمقر رئاسة الوزراء بالعاصمة الأردنية عَمان، برئاسة رئيسى وزراء البلدين الشقيقين.
وأعرب مدبولي بما ذكره الدكتور بشر الخصاونة في كلمته حول ما دار من نقاشات وحوارات خلال اجتماع اللجنة العليا المصرية الأردنية المشتركة الذى عقد اليوم، موضحًا أن ما تم طرحه من موضوعات ومشروعات تمثل أهمية كبيرة للبلدين، وتأتي في إطار الروابط الاستراتيجية والتاريخية التي تربط بين المملكة الأردنية الهاشمية، وجمهورية مصر العربية، قيادة وحكومة وشعبا.
كما أعرب رئيس الوزراء، خلال حديثه، عن سعادته بما تشهده العلاقة المصرية الأردنية من تميز، قائلا: "إنه على مدار السنوات القليلة الماضية تم بذل العديد من الجهود المشتركة للتغلب على عدد من التحديات والمشكلات، والتي كانت دائما محلا للنقاش باجتماعات اللجنة العليا المشتركة، واليوم ننتقل إلى آفاق أرحب والنظر إلى تطوير العلاقة الاستراتيجية بين بلدينا في العديد من المشروعات الجديدة"، منوها بأنه تم العمل على المشكلات والتحديات والانتهاء منها بصورة شبة كاملة.
وأضاف: "ننتقل بالعلاقات المصرية الأردنية اليوم، ونسعى إلى تعزيزها بشكل كبير في عدد من المجالات المرتبطة بالمستقبل، كمجالات الطاقة الجديدة والمتجددة، وطاقة الهيدروجين الأخضر، والأمونيا الخضراء، والعديد من المشروعات المهمة التي تحقق الاستفادة المشتركة لبلدينا، وهذا لن يتم إلا بربط الدولتين من خلال شبكة بنية أساسية وطرق ونقل جماعي كبيرة وقوية، ولذا، ناقشنا مشروعات الربط الكهربائي".
وأوضح أن خط الربط الكهربائي الحالي بين مصر والأردن تصل قدرته إلى 550 ميجا وات، ومن المستهدف الوصول بقدرته إلى 2000 ميجا وات، يتم تنفيذها على مراحل، وذلك بهدف الاستفادة من خط الربط، ونقل الطاقة الكهربائية إلى عدد من الدول الأخرى.
وبين رئيس الوزراء أنه تم خلال اجتماع اللجنة العليا المصرية الأردنية المشتركة مناقشة ملف الربط والتكامل في مجال الغاز الطبيعي، واستغلال البنية التحتية الموجودة في البلدين الشقيقين، وكيفية العمل على تعظيم الاستفادة من تلك المقومات والإمكانات في زيادة حجم التعاون في إطار منظومة الطاقة الحالية الموجودة في منطقة شرق المتوسط.
وشدد على الاهتمام بتقوية مختلف وسائل النقل بين البلدين، من نقل بري وبحري وسككي أيضا، وذلك بما يسهم في نفاذ الصادرات والواردات من البلدين، لافتا إلى أنه تم الاتفاق على تنفيذ العديد من المشروعات خلال المرحلة القادمة في هذا الصدد، بما يخدم مصلحة البلدين.
ونوه بمجالات التعاون الاقتصادي، وما تشمله من مجالات مهمة، كمجال الترانزيت والتجارة والصناعة، موضحا أن هذه المجالات حظيت بمناقشات عديدة خلال اجتماع اللجنة اليوم، وعلى الأخص في مجال صناعة الأدوية، وذلك بهدف تعظيم الاستفادة مما تمتلكه البلدان من مقومات هائلة في هذا المجال، قائلًا: "ومن ثم يجب أن نتكامل لا أن نتنافس في هذا المجال على الأخص، لكي تتحقق الاستفادة المشتركة للبلدين في هذا الشأن".
وتطرق مدبولي إلى الاستجابة السريعة من قبل نظيره الأردني فيما يخص العمالة المصرية المقيمة في الأردن، والتي تلقى رعاية فائقة، موجها الشكر للحكومة الاردنية وللملك عبدالله الثاني بن الحسين على رعايتهم الكريمة لأشقائهم من الجالية المصرية في الأردن، كما نوه برعاية الحكومة المصرية أيضا لأبناء الجالية الأردنية في مصر، وما يحظون به من اهتمام من جانب الحكومة.
وتابع: أن "العلاقات الثنائية المصرية الأردنية تُعد الآن في أفضل حالاتها، واللجنة المشتركة بين البلدين هي الأكثر إنتاجا وإنجازا على مستوى الإقليم كله، ونتطلع إلى تفعيل مختلف الآليات الإقليمية الموجودة لدينا، مثل اللجنة الثلاثية مع العراق الشقيق، كما أن هناك العديد من المشروعات التي نأمل أن نضعها حيز التنفيذ خلال المرحلة القادمة".
ونوه كذلك بآلية التكامل الرباعي مع دولة الإمارات العربية الشقيقة ومملكة البحرين في مجالات الصناعة، مؤكدًا أن تلك الآلية تقطع أشواطا جيدة جدا في هذا المجال، معربا عن أمله في أن تبدأ وتدخل مشروعاتها حيز التنفيذ في أقرب وقت.
وفي هذا السياق، ثمن مدبولي عمق العلاقات مع الأردن الشقيق، قائلا: "كعهدي بأخي الدكتور بشر الخصاونة، لمسنا كل التعاون والتكامل فيما بيننا، ولا ننتظر عقد الاجتماع السنوي، لكن هناك تواصلا دائما من خلال وسائل الاتصال المباشرة، وأيضا تم توجيه الوزراء أن تظل هذه الآلية قائمة، وذلك لسرعة التعامل وحل أي تحديات قد تطرأ"، مؤكدا أن ذلك هو ما أتاح إنجاز الكثير والكثير من الخطوات المهمة في إطار توطيد العلاقات بين البلدين الشقيقين.
وتوجه رئيس مجلس الوزراء، في ختام حديثه، بالشكر إلى نظيره الدكتور بشر الخصاونة على كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال، متمنيا دوام العلاقات الطيبة بين البلدين والشعبين في ظل قيادة سياسية حكيمة.