الرئيس السوري يقلل من التوقعات إزاء استئناف العلاقات مع العرب
قلل الرئيس السوري بشار الأسد، من التوقعات إزاء استئناف العلاقات بين بلاده والعالم العربي، وذلك في أول مقابلة تلفزيونية له منذ عودة سوريا إلى عضوية جامعة الدول العربية في مايو أيار.
وفي مقابلة أجرتها معه قناة سكاي نيوز عربية في دمشق وبثتها يوم الأربعاء، قال الأسد إنه من غير الممكن عقد لقاء مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بسبب الخلاف المتعلق بانسحاب القوات التركية من شمال غرب سوريا الذي تسيطر عليه المعارضة.
وتعرض الأسد (57 عاما) لعزلة على نطاق واسع بسبب قمعه للمظاهرات التي اندلعت ضده في 2011، لكن الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا في فبراير شباط وأسقط عشرات الألوف من القتلى أدى إلى الإسراع في استئناف علاقات بلاده مع العالم العربي وأنقرة.
لكن بدا يوم الأربعاء أن الأسد يهون من التوقعات إزاء كلا المسارين، فضلا عن اجتماعه مع أردوغان.
وقال الأسد: "هدفنا هو الانسحاب من الأراضي السورية بينما هدف أردوغان هو شرعنة وجود الاحتلال التركي في سوريا، فلذلك لا يمكن أن يتم اللقاء تحت شروط أردوغان".
وأضاف "لماذا نلتقي أنا وأردوغان؟! لكي نشرب المرطبات مثلا".
“كلام غير منطقي”
لاقى الأسد في مايو أيار ترحيبا حارا في قمة جامعة الدول العربية في جدة، حيث أجرى محادثات أيضا مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وردا على سؤال عما كان يتوقعه من العالم العربي، قال الأسد "لا أستطيع أن أتوقع، أستطيع أن آمل"، مضيفا "من غير المنطقي والواقعي أن نتوقع أن هذه العودة وهذه العلاقات التي بدأت تظهر بشكل أقرب إلى الطبيعي ستؤدي إلى نتائج اقتصادية خلال أشهر، هذا كلام غير منطقي".
يعاني الاقتصاد السوري من ضائقة شديدة بعد انخفاض قيمة العملة المحلية إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق وتشديد العقوبات والانهيار المالي للبنان وفقدان العديد من المناطق المنتجة للنفط في شمال شرق سوريا.
وقال الأسد، إن تدهور الظروف المعيشية يحبط النازحين السوريين، الذين يبلغ عددهم ملايين، ويمنعهم من العودة إلى وطنهم. وأضاف متسائلا "كيف يمكن للاجئ أن يعود من دون ماء ولا كهرباء ولا مدارس لأبنائه ولا صحة للعلاج، هذه أساسيات الحياة. هذا هو السبب".
ضغطت الدول العربية على سوريا لكبح جماح تجارة المخدرات النشطة، لا سيما الكبتاجون، مقابل توثيق العلاقات معها.
وقال الأسد إن "من غير المنطقي" اتهام الدولة السورية بالتورط في تهريب المخدرات، مضيفا "لدينا مصلحة مشتركة معهم (الدول العربية) في القضاء على هذه الظاهرة".
وفرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في الشهور القليلة الماضية جولة جديدة من العقوبات على مسؤولين سوريين كبار، منهم ماهر شقيق الأسد، لمزاعم عن تورطهم في تهريب المخدرات.
ولا علاقة لتلك العقوبات بقانون قيصر الذي صدر عام 2020 ويُنظر إليه على أنه أشد وأوسع مجموعة عقوبات على سوريا حتى الآن.
وقال الأسد "قانون قيصر هو عقبة لا شك، ولكن تمكنا بعدة طرق من تجاوز هذا القانون". وأضاف أن بلاده تجري محادثات مع الولايات المتحدة لكنه لا يتوقع أي نتائج منها. وقال "لا شيء، الحوارات عمرها سنوات بشكل متقطع ولم يكن لدينا أمل حتى للحظة".
ولم يشر الأسد خلال المقابلة إلى أوستن تايس، الصحفي الأمريكي الذي اختفى في أثناء عمله مراسلا في سوريا قبل عشر سنوات ولا تزال واشنطن تجري محادثات مع دمشق بشأن مصيره.