بعد إعلان «يمامة» و«عمر» و«الفضالى» ترشحهم..
كواليس البحث عن مرشح «سوبر» لمنافسة «السيسي» في الانتخابات الرئاسية
مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها منتصف العام القادم، أصبح الحديث عن المرشحين المحتملين للرئاسة أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، الشغل الشاغل للأحزاب والقوى السياسية المختلفة.
فعلى الرغم من إعلان كل من الدكتور عبد السند يمامة رئيس حزب الوفد، وفؤاد بدراوي عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، وحازم عمر رئيس حزب الشعب الجمهوري، المستشار أحمد الفضالي رئيس تيار الاستقلال ورئيس حزب السلام الديمقراطي ورئيس جمعية الشبان المسلمين، خوضهم الانتخابات الرئاسية المقبلة، ما زالت القوى المدنية تبحث عن مرشح مدني قوى يستطيع منافسة الرئيس «السيسي» في هذه الانتخابات.
ويأتي البحث عن «مرشح سوبر» لمنافسة الرئيس لا سيما وأن الشخصيات التي أعلنت عن ترشحها معروفة بدعمها وتأييدها وولائها المطلق للرئيس والحكومة الحالية، كما أن الوزن السياسي لهذه الشخصيات موضع خلاف كبير بين القوى السياسية والحزبية المؤيدة والمعارضة.
حصان طروادة
وبالتزامن مع هذا الجدل الدائر حول هذه الشخصية الجاري البحث عنها، ذكرت تقارير صحفية، أن عمرو موسى، الأمين العام الأسبق لجامعة الدولة العربية ووزير الخارجية الأسبق والرئيس الشرفي الحالي لحزب الوفد، هو الشخصية القوية التي يجرى الحديث عنها معتبرين أنه «حصان طروادة» القادر على المنافسة، وأن اسمه أصبح مطروحًا بقوة، سواء داخل حزب الوفد أو داخل القوى المدنية الديمقراطية التي ما زالت تطالب بالحصول على ضمانات كشرط للدفع بمرشح لهذه الانتخابات.
وتقول التقارير، إن هناك قوى سياسية تراهن على «موسى»، وتطالبه بخوض الانتخابات المقبلة، وأن وزير الخارجية الأسبق لم يغلق الباب تمامًا أمام تلك المطالب، لكنه في نفس الوقت لم يمنح أحدًا وعدًا نهائيًا بخوض الانتخابات.
وذهبت بعض التقارير الصحفية بعيدًا وذكرت أن الهدف الرئيس للدفع برئيس حزب الوفد الدكتور عبد السند يمامة للترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة هو قطع الطريق على رغبة أعداد كبيرة من قيادات الحزب بتزكية عمرو موسى، ومحاولة إقناعه للدفع به كمرشح جاد لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، حيث يرى الكثير من الوفديين أن «موسى» هو المرشح الأنسب والأكثر تعبيرًا عن تاريخ الوفد العريق وأنه الوحيد القادر على منافسة الرئيس عبد الفتاح السيسي في هذه الانتخابات.
تهريج سياسي
ومع تصاعد الأحداث بقوة داخل حزب الوفد بسبب الخلاف على اختيار مرشح الحزب في الانتخابات الرئاسية، اختار عمرو موسى عدم الصمت ما يؤكد متابعته بقوة لما يدور على الساحة السياسية بشكل دقيق.
ونشر «موسى» تغريدة له عبر «تويتر» تعليقًا على الأزمة الداخلية التي يشهدها «الوفد»، قائلًا: «أعجبني نداء محمود أباظة الرئيس السابق لحزب الوفد إلى الوفديين بشأن الترشيح للانتخابات الرئاسية القادمة إذ طالب مؤسسات الحزب أن تضمن الالتزام بأحكام اللائحة التي تنظم عملية الترشيح واختيار المرشح.. إلخ».
وأضاف: «نعم أن عدم احترام اللوائح ينزع الشرعية عن الترشيح ويكون استخدام أموال الحزب في الحملة الانتخابية في هذه الحالة مشكًلا لجريمة الاستيلاء على المال العام توجه للمرشح والمؤسسات التي سمحت بذلك على حد سواء».
وقال «موسى» إن تجاهل لوائح الحزب يطعن في مصداقية الحديث السياسي للحزب والمرشح عن احترام الدستور وقوانين الدولة ويجعله إدعاء لا ثقة له فاحترام القانون كل لا يتجزأ».
وتساءل الأمين العام لجامعة الدول العربية: «أين مبررات الترشيح.. أين أوجه الاختلاف عن السياسات الجارية وحيثيات الاعتراض وخطط تغييرها، أما أن تمتدح السياسات والرئيس ثم تترشح ضده فهذا تهريج سياسي يجب أن ينأى الوفد والوفديون عنه، انتخاب رئيس الدولة أمر جاد لا يحتمل الهزل».
تنازل «يمامة»
قبل تصريحات عمرو موسى بأيام قليلة، قال الدكتور عبد السند يمامة رئيس حزب الوفد، والمرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية: «تربطني بالسيد عمرو موسى علاقة طيبة وهو رجل فاضل وحكيم ودبلوماسي دولي ونتشرف به رئيس شرفي للحزب، ولو قالي هترشح للانتخابات الرئاسية هتنازل له».
وأضاف في تصريحات إعلامية له: «أنا عديت الـ70 سنة ولم يحدث يومًا أني انضممت لا لجماعة الإخوان ولا لحزب إلا حزب الوفد، وقعدت في فرنسا 5 سنين فأنا عاشق للديمقراطية وعلشان كده انضميت لحزب الوفد».
واستكمل: «حزب الوفد بتاريخه وبالتفويضات التي أعطيت لسعد باشا زغلول فهو حزب ديمقراطي ليبرالي فلا يمكن أنه يتقال عليه إخواني».
وكشف «يمامة»، أنه عقب إعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة، تواصل معه أيمن نور، أحد المتحالفين مع جماعة الإخوان، وبعث له برسالة عبر «الواتس أب»، تحتوي على 30 سؤالا، كانت خلاصتها «لا تترشح.. لكن عمرو موسى سيكون المرشح الرئاسي في الانتخابات المقبلة».
وأضاف عبد السند يمامة، أنه ليس لديه أي معلومة عن ترشح عمرو موسى للانتخابات الرئاسية المقبلة، معقبًا: «ولكن من المعروف أن عمرو موسى شخصية سياسية، ولها تاريخ مشرف، كما أن موسى لم يعلن حتى الآن عن رغبته في الترشح للانتخابات الرئاسية».
ويرى الكثير من الخبراء والمراقبين في تصريحات «موسى» و«يمامة»، دليلًا على وجود انقسام حاد داخل حزب الوفد حول شخصية المرشح للانتخابات الرئاسية، كما تعبر عن نية الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية دخول السباق الرئاسي.
المرشح الغائب
وفي السياق ذاته، كشف البرلماني مصطفى بكري، المعروف بتأييده المطلق للرئيس عبد الفتاح السيسي، عن وجود شخصية قوية يتم الاستعداد للإعلان عنها قريبًا لخوض الانتخابات تليق بتجربة مصر الديمقراطية.
وأضاف: «فيه مرشح غائب في هذه الحلقة، الحلقة دي اللي بتتسع، فيه مرشح غائب، فيه المرشح اللي ممكن أن يكون له دعم شعبي كبير، أنا لا أقلل من الأسماء الموجودة لها التقدير والاحترام، لكن ممكن ينزل حد قوي وارد تمامًا.. وأنا أتوقع إن فيه حد قوي هينزل الانتخابات الرئاسية، ودا يقدر يكمل المشهد بصورته الكبيرة».
وتابع: «إحنا مصر، إحنا مش أقل من تركيا أو غير تركيا، إحنا بلد عرفت الانتخابات وعرفت الديمقراطية منذ عام 1866، لما الخديوي إسماعيل أنشأ مجلس شورى النواب».
«الشهابى»: أتوقع أن تشهد الانتخابات الرئاسية القادمة منافسة حقيقية
من جانبه يقول ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل الديمقراطي، إنه يتوقع أن تكون الانتخابات الرئاسية القادمة تعددية وحقيقية فيها منافسة شديدة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي وآخرين، مشيرًا إلى أن كل المرشحين الذين أعلنوا خوض الانتخابات ليس عليهم غبار.
ولفت إلى أن هذه الانتخابات تأتي في ظل ظروف اقتصادية صعبة يعاني منها المواطن وتحتاج لحلول من خارج الصندوق، مشيرا إلى أن عمرو موسى ألقى كلمة في فاعليات الحوار الوطني لاقت استحسان وتأييد من قطاعات كبيرة من الشعب المصري، وكان حصيفا وزكيا وكأنه كان يمهد نفسه لكي يكون مرشحا للرئاسة، ولم يستبعد أن يكون «موسى» مرشحا للانتخابات الرئاسية القادمة.
وأكد أن الانتخابات القادمة ستكون علامة على الانتقال إلى الجمهورية الجديدة، ولم يستبعد فوز أحد المرشحين المحتملين في هذه الانتخابات.
«الغباشى»: الرئيس السيسى هو المرشح الوحيد المؤهل لقيادة دولة بحجم مصر
ويرى اللواء محمد الغباشي، القيادي السابق في حزب حماة الوطن وأمين مركز آفاق للدراسات الاستراتيجية، أن هناك الكثير من الأسماء التي من المتوقع أن تعلن عن خوضها الانتخابات الرئاسية القادمة، على رأسهم الدكتور حسام بدراوي وعمرو موسى، مشيرًا إلى أن النوايا الطيبة لا تكفي لقيادة دولة كبيرة في حجم مصر تحتاج إلى خبرة سياسية كبيرة مع دراية بالأمور الاستراتيجية وأمور الأمن القومي، في ظل التهديدات الكبيرة التي تتعرض لها مصر من الغرب والشمال الشرقي والجنوب.
ولفت إلى أن الرئيس السيسي نجح في تحرير قرار مصر السيادي بعد أن قام بتنويع مصادر السلاح.
وأوضح أن عمرو موسى يمتلك خبرات كبيرة في العمل السياسي والدبلوماسي، لكن الأمر يتطلب مع العمل السياسي الدراية بالأمور الاستراتيجية وأمور الأمن القومي والقدرة على متابعة العمل طوال اليوم، قائلًا: «الناس يتساءلون هل عمرو موسى قادر على العمل 24 ساعة يوميا؟، هل عمرو موسى لديه الخبرة الكافية بمتطلبات الأمن القومي؟، هل عمرو موسى يمتلك الصحة والقدرة الذهنية والبدنية لمتابعة الشأن الداخلي؟، هل عمرو موسى يمتلك برنامج لحل مشاكل مصر بعيدًا عن الكلمات الرنانة؟».