تحرك جديد من النيابة بشأن تخلص سيدة من حياتها بسبب الديون بعين شمس
استعجلت نيابة عين شمس، تقرير الطب الشرعي لسيدة على التخلص من حياتها بإلقاء نفسها من الطابق السابع لعدم قدرتها على سداد ديونها بدائرة قسم شرطة عين شمس وذلك لكشف ملابسات الحادث.
وكانت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة تلقت بلاغًا من شرطة النجدة بوجود جثة بأحد الشوارع بدائرة قسم شرطة عين شمس، وعلى الفور تحركت الأجهزة الأمنية وعثر على جثة سيدة ترتدي كامل ملابسها وبها كسور وكدمات بمختلف أنحاء الجسم، ودلت التحريات على أن المتوفاة ألقت بنفسها من الطابق السابع بعد مشاجرة مع شقيقتها
تحرك جديد من النيابة بواقعة سيدة تخلصت من حياتها لعدم قدرتها على سداد ديونها بعين شمس
وأضافت التحريات أن المتوفاة حصلت على أموال من الجيران بالإضافة لقروض من البنوك ولم تستطع سدادها بالإضافة لمطالبة الدائنين لشقيقتها بسداد تلك الأموال وعندما عاتبتها شقيقتها على تلك الأموال انتابتها حالة نفسية سيئة وقفزت من شرفة شقتها بالطابق السابع ولقيت مصرعها على الفور، وتم نقل الجثة إلى المشرحة، فيما يجري رجال المباحث التحريات، والاستماع إلى أقوال أهل المتوفية لمعرفة ملابسات الحادث، وتحرر المحضر اللازم بالواقعة.
حكم الانتحار
الانتحار حرامٌ شرعًا؛ لما ثبت في كتاب الله، وسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وإجماع المسلمين؛ قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾ [النساء: 29]، وعن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ عُذِّبَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» متفق عليه.
حكم المنتحر
فالمنتحر واقع في كبيرة من عظائم الذنوب، إلا أنه لا يخرج بذلك عن الملَّة، بل يظل على إسلامه، ويصلَّى عليه ويغسَّل ويكفَّن ويدفن في مقابر المسلمين؛ قال شمس الدين الرملي في "نهاية المحتاج" (2/ 441): [(وغسله) أي الميت (وتكفينه والصلاة عليه) وحمله (ودفنه فروض كفاية) إجماعًا؛ للأمر به في الأخبار الصحيحة، سواء في ذلك قاتلُ نفسِهِ وغيرُه] اهـ.
وكان مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، قد نشر في وقت سابق منشورًا خاصًا عن الانتحار ومن يقدمون على إنهاء حياتهم ظنًا منهم بأنه الراحة الأبدية من مشاكلهم، وقال المركز: «طلب الرّاحة في الانتحار وهم، وترسيخ الإيمان، والحوار أهم أساليب العلاج».
وأشار المركز إلى أن الإسلام جعل حفظ النفس مقصدًا من أَولى وأعلى مقاصده حتى أباح للإنسان مواقعة المحرم في حال الاضطرار؛ ليُبقي على حياته ويحفظها من الهلاك، وقد جاء الإسلام بذلك موافقًا للفطرة البشرية السّوية، ومؤيدًا لها، لذا كان من العجيب أن يُخالِف الإنسان فطرته، وينهي حياته بيده؛ ظنًا منه أنه يُنهي بذلك آلامه ومُشكلاته، ولكن الحق على خلاف ذلك؛ لا سيما عند من آمن بالله واليوم الآخر، فالمؤمن يعلم أنّ الدنيا دار ممر، وأن الآخرة هي دار الخُلود والمُستقَر، وأن الموت هو بداية الحياة الأبدية، لا نهايتها.
وتابع: «الآخرة دار حساب وجزاء، وأن الدنيا لا تعدو أن تكون دار اختبار وافتتان ومكابدة؛ قال سبحانه: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ} [البلد: 4]، وقال عز من قائل: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} [الأنعام: 165]، وهذا بلا شك يوضح دور الاعتقاد والإيمان في الصبر على الحياة الدنيا وبلاءاتها، وتجاوز تحدياتها».