كيف استخدم فنانو الدنمارك مكونات البيرة في لوحاتهم؟

قام الرسامون الدنماركيون في القرن الـ 19 بدمج منتجات ثانوية من البيرة في أعمالهم الفنية، وفقا لدراسة جديدة نشرت في مجلة Science Advances، حيث قام الباحثون بتحليل لوحات من العصر الذهبي الدنماركي ويعتقدون أن الرسامين استخدموا الخميرة والحبوب من مصانع الجعة لإعداد لوحاتهم القماشية. سيكون هذا الاكتشاف بمثابة مساعدة كبيرة في الحفاظ على اللوحات.

البيرة وليس الخميرة

وكانت نتيجة غير متوقعة، حيث كان الفريق يبحث عن غراء مصنوع من الحيوانات، حيث كانت الخميرة والحبوب وهي منتجات ثانوية لتخمير البيرة وكانت بمثابة عجينة على القماش. سوف يعمل المعجون على تنعيم السطح ومنع الطلاء من التسرب عبر المادة، على غرار كيفية استخدام الجيسو من قبل الفنانين المعاصرين اليوم.

وقام العلماء بتحليل الأعمال الفنية لاثنين من أشهر الرسامين في الدنمارك: كريستوفر فيلهلم إكرسبيرج، الذي يعتبر "أبو الرسم الدنماركي"، وتلميذه كريستين شيليروب كوبكي. كان إيكرسبيرج أستاذًا في الأكاديمية الملكية الدنماركية للفنون الجميلة لمدة 35 عامًا، ودرس كوبكي في الأكاديمية. 

تم رسم اللوحات الموجودة في الدراسة في عشرينيات وثلاثينيات القرن التاسع عشر وتضم صورًا للسفن وصورًا عائلية. لقد كانت في السابق جزءًا من مشروع الحفاظ عليها في الستينيات، واستخدم الباحثون الزركشة المتبقية في الفحص، حيث اختبر العلماء شرائح من القماش لمعرفة أنواع البروتينات الموجودة. تضمنت غالبية اللوحات العشر بروتينات الخميرة والقمح والجاودار والشعير، وهي مكونات البيرة الدنماركية.

ووفقا للدراسة، فإن "كمية الأدلة على وجود الخميرة وبروتينات الحبوب مرتفعة بشكل كبير في تلك اللوحات التي لوحظت فيها، وهي مرتفعة للغاية بحيث لا يمكن أن تكون مجرد بسبب التلوث".

قاعدة البيرة

خلال القرن التاسع عشر، لم تكن البيرة رخيصة، لذلك فمن غير المرجح أن الأكاديمية الملكية الدنماركية للفنون الجميلة، التي زودت المواد وأعدت اللوحات الفنية لفنانيها، كانت تستخدم المشروبات الكحولية على اللوحات، وفقًا للمؤلفة الرئيسية فابيانا دي جيانفينسينزو. عالم التراث في جامعة ليوبليانا السلوفينية، حيث كان يعد الهريس المتبقي من مصانع الجعة المحلية هو التفسير الأكثر ترجيحًا.

لم تكن إعادة تدوير المواد أمرًا غير عادي، وفقًا لأندرسن، حيث أشار إلى أن الفنانين يصنعون أيضًا اللوحات القماشية من الأشرعة والغراء من الأشرطة الجلدية المغلية، وهناك أيضًا سجلات تشير إلى استخدام منتجات البيرة في صناعة الفن، حيث تم استخدامه لتنظيف وترميم اللوحات، وتشير اللوحات الدنماركية إلى أن البيرة تستخدم كمادة لاصقة وموثقة للطلاء وبطانة للطلاء.