على العالم أن يتهيأ لحرب طويلة الأمد في أوكرانيا
استبعد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ في مقابلة نشرت الأحد أن تكون هناك نهاية سريعة للحرب الأوكرانية.
وقال ستولتنبرغ في مقابلة مع مجموعة "فونكه" الإعلامية الألمانية، إن "معظم الحروب تستمر لفترة أطول من المتوقع عندما تبدأ للمرة الأولى"، محذرًا: "لذلك علينا أن نهيئ أنفسنا لحرب طويلة الأمد في أوكرانيا"، وفق فرانس برس.
وأضاف: "نتمنى جميعًا تحقيق سلام سريع"، مضيفا: "لكن في الوقت نفسه علينا أن ندرك: إذا توقف الرئيس زيلينسكي والأوكرانيون عن القتال سوف تختفي أوكرانيا من الوجود".
وأردف: "أما إذا ألقى الرئيس بوتين وروسيا السلاح، عندها نحصل على السلام".
وبشأن طموحات أوكرانيا للانضمام إلى الحلف، لفت ستولتنبرغ إلى أنه "ليس هناك شك بأن أوكرانيا ستصبح في نهاية المطاف عضوًا في الناتو"، مؤكدًا أن كييف "اقتربت أكثر من حلف شمال الأطلسي" خلال قمة الحلف في يوليو.
مشددا على أنه "عندما تنتهي هذه الحرب سنكون بحاجة إلى ضمانات أمنية لأوكرانيا، وإلا فإن التاريخ قد يعيد نفسه".
وفي يونيو الماضي، أعلن قادة الاتحاد الأوروبي خلال قمة لهم في بروكسل أنهم سيقدمون التزامات طويلة الأمد لتعزيز أمن أوكرانيا، في وقت حثهم فيه الرئيس فولوديمير زيلينسكي على العمل على جولة جديدة من العقوبات بحق روسيا.
وقال مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد جوزيب بوريل للصحفيين "الدعم العسكري لأوكرانيا يتعين أن يكون طويل الأمد"، مشيرا إلى أن الاتحاد قد يؤسس صندوقا للدفاع الأوكراني على غرار صندوق السلام.
وأضاف "التدريب يجب أن يستمر، وتحديث الجيش يجب أن يستمر. تحتاج أوكرانيا لالتزامنا حتى تواصل ضمان أمنها أثناء الحرب وبعد انتهائها".
كما حذرت المخابرات الأمريكية من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستعد لحرب طويلة في أوكرانيا، وأن أي انتصار روسي في منطقة دونباس، شرقي الأراضي الأوكرانية، ربما لن ينهي الهجوم العسكري الروسي.
وقالت مديرة المخابرات الوطنية الأمريكية أفريل هينز، أمام جلسة استماع في مجلس الشيوخ الأمريكي، إن
وفي يونيو الماضي، ذكر مقال نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، أنّ الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها يتأهبون لحرب طويلة المدى في أوكرانيا بعد تراجع الخيارات الأخرى لإنهاء الحرب التي اندلعت هناك بين القوات الروسية والأوكرانية، منذ نهاية فبراير الماضي.
وأضاف المقال، الذي شارك في كتابته الصحفية ميسي ريان، والصحفي دان لاموث، أنّ واشنطن وحلفاءها يستعدون الآن لصراع مسلح طويل المدى في أوكرانيا في ظل محاولات إدارة الرئيس جو بايدن للحيلولة دون تمكين روسيا من تحقيق أي انتصار في هذه الحرب، من خلال زيادة المساعدات العسكرية لأوكرانيا حتى تتمكن من مواجهة الآلة العسكرية الروسية.
وأشار الكاتبان إلى أنّ إعلان الرئيس بايدن الأسبوع الماضي عن مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا تصل قيمتها حوالي مليار دولار يعتبر دليل واضح على الموقف الأمريكي الداعم لأوكرانيا للاستمرار في حربها ضد القوات الروسية.
ويضيف المقال أنّ الدول الأوروبية ومنها ألمانيا وسلوفاكيا أعلنت عن شحنات جديدة من الأسلحة المتطورة لأوكرانيا بما فيها طائرات هليكوبتر وأنظمة إطلاق صاروخية متعددة الأغراض، مؤكدًا أن قرار مؤازرة أوكرانيا بأسلحة متطورة مثل الصواريخ المضادة للسفن وأسلحة مدفعية متنقلة بعيدة المدى والتي يمكنها استهداف العمق الروسي يعكس التصميم المتزايد من جانب الدول الغربية لتصعيد الصراع المسلح في أوكرانيا ضد روسيا.
ويرى الكاتبان، أن الموقف الغربي الداعم لأوكرانيا أكسب حكومة الرئيس الأوكراني فلودومير زلينيسكي شجاعة وجرأة جعلتها تعلن عن عزمها استرداد جميع الأراضي التي استولت عليها القوات الروسية منذ بداية الحرب هناك إلى جانب الأراضي التي ضمتها روسيا لأراضيها حتى قبل عملية الرابع والعشرين من فبراير الماضي، إلا أن المحللين العسكريين.
وأضاف الكاتبان أنّه على الرغم من كل هذا الدعم المقدم من الدول الغربية لأوكرانيا فإن الأمل ما زال ضعيفًا في تحقيق أي انتصار على القوات الروسية أكثر من مجرد تجميد الوضع على أرض المعركة في ظل تفوق القوات الروسية في العدد والعتاد مقارنة بالقوات الأوكرانية ولا سيما بعد المكاسب التي حققتها القوات الروسية في إقليم دونباس.
ويرى إفو دالدير، رئيس معهد شيكاغو للشؤون الدولية وسفير الولايات المتحدة السابق لدي حلف شمال الأطلسي أن جمود الوضع على الأرض في أوكرانيا يضع واشنطن بين خيارين كلاهما صعب؛ فإما الاستمرار في دعم أوكرانيا للصمود في حرب دموية بما يصاحبها من عواقب وخيمة على المستوى الدولي أو التوقف عن تقديم الدعم لها وبالتالي إتاحة الفرصة لموسكو لتحقيق انتصار وفرض سيطرتها، مضيفًا أنه في هذه الحالة فكأنما تقدم الولايات المتحدة أوكرانيا فريسة للذئاب.
ويشير المقال إلى أن الحرب في أوكرانيا إلى جانب العواقب الناجمة عن جائحة كورونا أغرقت الاقتصاد العالمي في أزمة سيظل يعاني منها لسنوات قادمة كما أن الحرب أدت إلى ارتفاع أسعار السلع الغذائية والأساسية بعد أن حال الصراع المسلح دون تصدير أوكرانيا لمنتجاتها من الحبوب والتي يعتمد عليها مئات الملايين في جميع أنحاء العالم، ما أدى إلى تعرض ما يربو على 44 مليون شخصًا على مستوى العالم إلى خطر المجاعة طبقًا لما أعلنه برنامج الغذاء العالمي.
ويختتم الكاتبان المقال بتأكيد موقف الإدارة الأمريكية التي تعهدت أنها لن تمارس أي ضغوط على كييف من أجل تقديم تنازلات لإنهاء الحرب وأن دور واشنطن هو تقديم المساعدات اللازمة لأوكرانيا لكي تضمن لكييف موقفًا قويًا في مواجهة القوات الروسية.