الأمم المتحدة تحذر: الوقود الأحفوري فتح أبواب الجحيم على البشر
أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم الأربعاء خلال افتتاحه قمة حول العمل المناخي إن إدمان البشرية على الوقود الأحفوري "فتح أبواب الجحيم"، كما أكد أنه ما زال ممكنًا ضمان مستقبل البشرية وأن الوقت لم يفت بعد للحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية عند 1،5 درجة مئوية.
ووصف غوتيريش "قمة الطموح المناخي" التي تغيب عنها أكبر دولتين مسؤولتين عن الانبعاثات في العالم هما الصين والولايات المتحدة، بأنها حدث "جاد" سيعلن فيه القادة أو الوزراء عن إجراءات محددة تفي بالتزاماتهم بموجب اتفاق باريس.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد أكد في خطابه بالجمعية العامة للأمم المتحدة، أن بلاده تسعى إلى عالم أكثر أمنا وازدهارا وإنصافًا لجميع الناس، لاقتناعه بأن مستقبل العالم مرتبط ببعضه وأنه لا يمكن لأي دولة أن تواجه تحديات اليوم بمفردها.
وقال بايدن إن "موجات الحر تحطم الأرقام القياسية في الولايات المتحدة والصين، وحرائق الغابات تجتاح أمريكا الشمالية وجنوب أوروبا ويسجل القرن الإفريقي عاما خامسا من الجفاف، وهناك فيضانات مأساوية في ليبيا أودت بحياة الآلاف من الأشخاص، وكل هذه اللقطات مجتمعة تحكي سيناريو عما ينتظرنا إذا فشلنا في تقليل اعتمادنا على الوقود الأحفوري والبدء في حماية عالمنا من تغير المناخ، ومنذ اليوم الأول لإدارتي، تعاملت الولايات المتحدة مع هذه الأزمة باعتبارها تهديدًا وجوديًا، ليس لنا فقط، بل للبشرية جمعاء".
وكان عشرات الآلاف قد تظاهرو في نيويورك الأحد، للمطالبة بتعزيز إجراءات مكافحة التغير المناخي قبيل افتتاح أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ورفع مشاركون من نحو 700 منظمة بيئية لافتات خلال التظاهرة كتب عليها "بايدن، أوقف الوقود الأحفوري" و"الوقود الأحفوري يقتلنا" و"أنا لم أصوّت للحرائق والفيضانات"، في أعقاب صيف شهد كوارث طبيعية مرتبطة بالتغير المناخي.
كما دشن آلاف المحتجين يوم الأحد "أسبوع المناخ" واكتظت بهم شوارع منطقة ميدتاون بحي مانهاتن في نيويورك قبيل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع، مطالبين الرئيس الأمريكي جو بايدن وزعماء العالم بالتوقف عن استخدام الوقود الأحفوري.
وخرج المحتجون في مسيرات صاحبها عزف الموسيقى وقرع الطبول رافعين لافتات كان من بين العبارات المكتوبة عليها "أوقفوا استخدام الوقود الأحفوري" و"الوقود الأحفوري قاتل" و"أعلنوا حالة طوارئ مناخية".
ووقف رجل يرتدي زي رجل ثلج يذوب محذرا من ارتفاع منسوب مياه البحر. وكانت الرسالة موجهة إلى زعماء العالم لإنقاذ الكوكب من استخدام النفط والغاز الذي يُعتقد أنه يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض.. حسب رويترز.
وفي أبريل/نيسان 2015: دعت مجموعة من العلماء والاقتصاديين في بيان تزامن مع "يوم الأرض"، إلى ضرورة أن تظل ثلاثة أرباع احتياطيات الوقود الأحفوري في باطن الأرض إذا أريد للإنسانية أن تتجنب أسوأ تأثيرات تغير المناخ.
وقالت المجموعة في "بيان الأرض" إن ثلاثة أرباع احتياطيات الوقود الأحفوري يجب أن تظل في باطن الأرض إذا أريد لحرارة الأرض ألا تتعدى الزيادة درجتين مئويتين، وهي "الحد الآمن" المتفق عليه من قبل الحكومات.
و اعتبرت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في بيان سابق لها أن وقف دعم الوقود الأحفوري من شأنه أن يصب في مصلحة الجهود الرامية لتقليل الانبعاث الحراري، كما أنه سيقلل عجز الموازنات الحكومية.
كما أظهرت دراسة ألمانية أن احتياطات العالم الحالية من النفط الأحفوري ستغطي حاجة سكان العالم -المتزايدة أعدادهم- إلى الطاقة لفترة طويلة.
وجاء في الدراسة -التي أعدها خبراء الهيئة الألمانية للعلوم الجيولوجية والمواد الخام ونشرت نتائجها في ديسمبر/كانون الأول 2016 في هانوفر- أن كميات الوقود التي استخرجت عام 2015 على مستوى العالم بلغت 4.3 مليارات طن من النفط الخام أي بزيادة 2.5% عن العام الذي سبقه.