رئيس التحرير
خالد مهران

معاقب من واشطن.. أسرار دور علي كرتي لتأجيج الحرب في السودان

النبأ

فوجئ المتابعون بفرض وزارة الخزانة الأمريكية  عقوبات على الأمين العام للحركة الإسلامية السودانية علي كرتي، وزير الخارجية  في عهد البشير، من مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية (OFAC).

 

القائد الفعلي لجماعة الإخوان المسلمين في السودان

 

ولا يعد علي كرتي الأمين العام للحركة الإسلامية السودانية مجرد رئيس لحزب سياسي يمثل جماعة الإخوان المسلمين في السودان، ولكنه رجل أعمال اشتهر باستحواذه على العديد من المصانع والشركات في بلاده، وقيادي إخواني بارز في صفوف الجماعة، كما أنه تولى مناصب خطيرة في عصر الرئيس المعزول عمر البشير أبرزها وزير خارجية السودان.

 

 

بدأ الأمين العام للحركة الإسلامية السودانية حياته كرجل قانون، حيث تخرج في جامعة الخرطوم كلية القانون 1979، وحصل على البكالوريوس في القانون من جامعة الخرطوم عام 1979، وانخرط في الجامعة في العمل مع  الإسلاميين والحركة الإسلامية، وذلك قبل قيام انقلاب عام 1989 الذي وصل خلاله الإخوان المسلمين لحكم السودان.

كان أول أعمال كرتي الأمين العام للحركة الإسلامية السودانية بعد وصول الحركة لسدة الحكم هو دور عسكري أمني خالص، وهو الإشراف على قوات الدفاع الشعبي، الذراع العسكرية للحركة الإسلامية في السودان، والتي اشتهرت بأدوارها المشبوهة ضد المعارضين في السودان.

تولى علي كرتي حقبة الخارجية في السودان في وقت حرج، عقب فشل مخططات جماعة الإخوان وسقوط مشروعهم في مصر بنجاح ثورة 30 يونيو، وحاول إنقاذ علاقة بلاده بالقاهرة وغيرها من الدول العربية، رغم قرب النظام السابق وتحركه في فلك الجماعة.

ولا يخفى على أحد في السودان شبكة الشركات التي يمتلكها الأمين العام للحركة الإسلامية السودانية، وخاصة شركات الأسمنت والحديد والأخشاب بحي البراحة بالخرطوم بحري، ومصنع بربر للأسمنت، مستحوذًا على تجارة الحديد والخشب ومواد البناء.

دور علي كرتي بعد سقوط نظام البشير

اتضح دور علي كرتي أكثر مع سقوط نظام البشير، واختياره الأمين العام للحركة الإسلامية السودانية وهي التنظيم الأهم الذي كان يقود الحياة السياسية في السودان، ثم التقارير التي تحدثت أنه كان أحد الأعمدة الرئيسية في إشعال نار الفتنة وتأجيج الحرب الأخيرة في السودان

وعد وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، بريان إي. نيلسون،علي كرتي بأنه ممن من أضعفوا الجهود المبذولة لإيجاد حل سلمي وديمقراطي في السودان، مبينًا أن واشنطن ستستهدف الجهات التي تطيل من أمد الصراع لتحقيق مكاسب شخصية، حسب الأمر التنفيذي رقم 14098 الذي يستهدف الأشخاص الذين يزعزعون استقرار السودان ويقوضون هدف التحول الديمقراطي.
واوضح القرار، أن نشاط الأمين العام للحركة الإسلامية السودانية المخالف لسلام وأمن واستقرار السودان، علي كرتي كان وزيرًا للخارجية في حكومة عمر البشير، بعد سقوط نظام البشير، تم اختيار كرتي كزعيم للحركة الإسلامية السودانية.

وعدد القرار جهود  كرتي لعرقلة التحول الديمقراطي في البلاد، بما في ذلك من خلال تقويض الحكومة الانتقالية السابقة التي يقودها المدنيون وعملية الاتفاق الاطاري، الأمر الذي ساهم في اندلاع القتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في 15 أبريل 2023.