اغتصاب واسترقاق جنسي..تدهور«خطير» في أوضاع حقوق الإنسان في السودان
في ظل القتال الدائر في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، تتفاقم الأوضاع الإنسانية وانتهاكات حقوق الإنسان في هذا البلد العربي الأفريقي، لدرجة تنذر بتقسيمه وتمزيقه.
ونتيجة لهذه الأوضاع المتردية في السودان، عقد، اليوم الأربعاء، اجتماع وزاري لبحث أوضاع حقوق الإنسان في السودان، وذلك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث إن الوضع في السودان يتدهور وهناك أعمال عنف على أساس عرقي، ودعا إلى محادثات جادة من أجل تسوية الأزمة ووقف القتال.
وقال، وزير الخارجية المصري سامح شكري، أنه يجب إنشاء مستودعات للمواد الإغاثية في دول جوار السودان لإيصالها للشعب السوداني، مشيرا إلى أن لقاهرة تواصل الجهود للتوصل لحل سياسي مستدام في السودان.
وطالب شكري، بأن يكون هناك تقاسم منصف للأعباء بشأن أزمة السودان، مشيرا إلى أن مصر بلورة خطة عمل لمعالجة الجوانب السياسية والإنسانية للأزمة بالسودان، مؤكدا أن القاهرة تدعم التوصل لحل سياسي في السودان، لافتا إلى أن دول جوار السودان هي الأكثر تأثرا بالأزمة.
وقال وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، أن المملكة تدعو لتوحيد الجهود للاستجابة للموقف الإنساني بالسودان، مشيرا إلى أن المملكة دعت الأطراف السودانية كافة للحضور إلى جدة، داعيا المانحين الدوليين للمشاركة وتقليل معاناة السودانيين، كاشفا: «نواصل جهدنا للتوصل لحل سياسي مستدام في السودان»، مطالبا بتسهيل وصول المواد الإغاثية للسودانيين.
في سياق منفصل، كشفت مديرة وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل بالسودان سليمى إسحق، أرقامًا صادمة عن جرائم اغتصاب وقعت في الخرطوم وغرب وجنوب دارفور، بالإضافة إلى حالات استرقاق جنسي لنسوة وفتيات في العاصمة.
وأكدت إسحق في تصريحات صحفية، وقوع جرائم اختطاف لنسوة وفتيات من مناطق النزاع بالخرطوم واقتيادهن قسرًا لأماكن مُختلفة داخل وخارج البلاد.
وذكرت أن "لائحة الانتهاكات الجسيمة بحق المُختطفات بلغت حد عرضهن للبيع، فيما تمت إعادة بعضهن إلى ذويهن بعد دفع فدية مالية".
وكشفت، مديرة وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل بالسودان، رصد 27 حالة استرقاق جنسي و124 جريمة اغتصاب في الخرطوم وغرب وجنوب دارفور، وأكدت أن حالات الاسترقاق التي شهدتها الخرطوم تمت لنساء خطفن وتم اقتيادهن إلى أماكن معينة داخل العاصمة، وهناك قاموا بالاعتداء عليهن قبل احتجازهن واسترقاقهن داخلها، مشيرة إلى أن هناك كثيرات تمّ اختطافهن من الخرطوم واقتيادهن قسرًا إلى مناطق حدودية وربما خارج البلاد.
وأوضحت، أن إدارتها تعلم أن هناك مختطفات تم بيعهن، وأخريات أعدن إلى ذويهن مرة أخرى بعد دفع فدية مالية. وأضافت قائلة "هناك ثمة مشكلة تتمثل بأنّ الأسر تتكتّم عن التبيلغ أو الإدلاء بأي بيانات عند تعرض بناتها للاختطاف أو الاختفاء القسري.
ونبهت إسحق، إلى أن هناك صعوبات كبيرة في رصد الانتهاكات والإبلاغ عن الحالات بشكل دقيق، مؤكدة وجود مخاطر شديدة على جامعي البيانات، وأيضًا مُقدِّمي الخدمات الضرورية للناجيات من العنف، في ظل الحالة الأمنية.
وشبهت عمليات الاختطاف والاسترقاق الجنسي هذه بما حصل مع الإيزيديات العراقيات على يد عناصر تنظيم داعش، مع اختلاف الدوافع والمنهجية، مشددة على أهمية تعقب الجناة وتقديمهم للعدالة الدولية.
وذكرت أن جرائم العنف الجنسي وجدت بعهود سابقة، إلّا أنّها المرة الأولى التي تأخذ هذا المنحى الذي يصعب معه حتى الإنقاذ والتدخل.
وقالت اسحاق، إنه تم تسجيل «36» حالة اعتداء داخل ولاية الخرطوم، بجانب «25» حالة في جنوب دارفور «كلهن نازحات».
وكشفت عن تسجيل «11» حالة انتهاك جنسي بالجنينة في غرب دارفور بعد اشتعال الأوضاع بها، وعبرت عن حزنها لكثرة حالات الاغتصاب، التي لم يتم حصرها، بعد محاولة الفارين الاحتماء بدور الإيواء.
وذكرت وكالة أنباء العالم العربي، أن بعض الموظفين صاروا يعيشون على الكفاف، وهناك من قال إنه يعيش على الاستدانة وتلقي المساعدات.
وكانت وحدة مكافحة العنف ضد المرأة في السودان، قد حذرت من أنه لا توجد سيدة آمنة داخل العاصمة الخرطوم، فيما أبدت قلقها مما وصفته بحالات الاسترقاق الجنسي خلال الحرب الجارية حاليًا..