«طوفان الأقصى»..تعرف على «الجدار الذكي» الذي اخترقته المقاومة
في صباح 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، اخترق عناصر المقاومة الجدار الذي يفضل قطاع غزة عن مستوطنات الغلاف بسهولة ضمن عملية "طوفان الأقصى".
وقد أثارت عملية اختراق أفراد المقاومة لحدود قطاع غزة الشرقية شديدة التحصين، جدلًا إسرائيليًا بشأن فشل التقنيات الأمنية الإسرائيلية ومعها الجدار الأمني العائق في تأمين الحدود من عمليات المقاومة وأنفاقِها الهجومية.
وبنى الاحتلال هذا الجدار الأمني العائق، الذي يمتد على طول أكثر من ستين كيلومترًا في الحدود بين إسرائيل والقطاع، شمالًا وجنوبًا، ويصل إلى البحر، قبل سنوات قليلة على حدود قطاع غزة بحجة الحدّ من فاعلية سلاح الأنفاق التي حفرتها فصائل الفلسطينية في عدة مناطق في غزة، لتخترق الحدود الشرقية مع غلاف القطاع بعشرات الأمتار، واعتبرتها إسرائيل يومها أنفاقًا هجومية.
وعقب انتهاء العدوان على غزة عام 2014، دار نقاش واسع في الأوساط الأمنية والسياسية الإسرائيلية بشأن سبل تجاوز الثغرات المسجلة خلال ما سمته المقاومة الفلسطينية بعملية "العصف المأكول"، عندما عدّت الفصائل آنذاك سلاح الأنفاق كسلاح إستراتيجي وليس تكتيكيًا.
ووُصف هذا الجدار بالجدار "الذكي" لكونه يحتوي على أجهزة استشعار للكشف محاولات اختراقه أو الحفر أسفل منه. كما جهّز بكاميرات ورادارات، فضلًا عن غرفة للقيادة والتحكم.
وقد شاركت نحو مائة آلية هندسية إسرائيلية ثقيلة في إنشائه، وعمل فيه مئات العمال لصبّ أكثر من مليوني طن من الخرسانة في الجدار الإسمنتي، ناهيك عن مائة وأربعين ألف طن من الحديد.
وقد ساهم حوالي 28 مصنعًا في إنتاج كميات كبيرة من المواد الضرورية لبنائه. واستغرق تشييد هذا الجدار نحو 4 سنوات بتكلفة تجاوزت المليار دولار.
ويقع الجدار العازل الذي يبلغ طوله 40 ميلًا (65 كيلومترًا) على طول حدود غزة مع إسرائيل، ويمتد إلى البحر من أجل ضمان عدم قيام الفصائل المسلحة في القطاع بحفر أنفاق تحت الماء، كما حاولت في الماضي.
ويصل ارتفاعه فوق الأرض ما بين 6 إلى 10 أمتار، لكن الجزء الأساسي الموجه ضد الأنفاق ممتد على أعماق بعيدة تصل إلى 25 مترًا تحت سطح الأرض وتطلق إسرائيل عليه اسم «الجدار الذكي»، لكونه يحتوي على أجهزة رصد إلكترونية ومجسات تشعر بأي حركة وكاميرات وأجهزة تحسس.
والمعلومات المتوافرة حتى اللحظة تتحدث عن أن مقاتلي الحركة لم يستعملوا الأنفاق في عملية "طوفان الأقصى" بل عبروا من البر والجو ليصلوا إلى عمق المستوطنات الإسرائيلية في اختراق أمني وإخفاق استخباراتي إسرائيلي واضح.
فقد اخترق مقاتلو حماس الذين وصلوا على متن مركبات وقوارب وطائرات شراعية آلية، بالجرافات السياج الحدودي الذي أقامته إسرائيل حول القطاع، وهاجموا المواقع العسكرية والمدنيين في طريقهم.
كما فتحوا كوات في بعض أجزائه بعد تعطيل عدد من شبكات الاستشعار، والتشويش على الاتصالات بين مراكز القوات الإسرائيلية القريبة منه والقيادة، وفق ما أفادت معلومات العربية.
وقال مصدر مطلع إن وحدة كوماندوز هاجمت مقر قيادة الجيش الإسرائيلي في جنوب غزة وشوشت على اتصالاته ومنعت الأفراد من الاتصال بالقادة أو ببعضهم البعض.
فيما حلقت فوق الجدار الإلكتروني الذكي الطائرات الشراعية
وشنت حماس والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة هجوما مباغتا على إسرائيل اليوم شمل إطلاق آلاف الصواريخ على مدن جنوب ووسط إسرائيل، كما اقتحم مقاتلون البلدات والمستوطنات الإسرائيلية المتاخمة للقطاع.
وفي وقت سابق، ذكر رئيس المكتب السياسي لحماس، أسر قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي الجنرال نمرود ألوني خلال عملية "طوفان الأقصى"، فيما نفت إسرائيل تلك الأنباء.
وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، سيطرة عناصر من حركة حماس الفلسطينية على 3 بلدات بمناطق محاذية لقطاع غزة، كما كشفت عن أسر الحركة عددا كبيرا من الأسرى الإسرائيليين، ومن بينهم ضباط كبار واحتجاز عناصرها لما يقرب من 50 رهينة بحي بيري قرب الحدود مع قطاع غزة.
وشنت إسرائيل ضربات جوية وقصفا عنيفا على أبراج سكنية ومنازل وأنفاق ومساجد ومنازل لقادة في حماس في قطاع غزة وهي هجمات أودت بحياة مئات الفلسطينيين، بينهم أطفال ونساء، إذ توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "بانتقام ساحق لهذا اليوم الأسود".
يأتي ذلك، عقب إعلان حركة حماس بدء عملية "طوفان الأقصى" أمس السبت، وإطلاق ألاف الصواريخ من القطاع باتجاه الداخل الإسرائيلي في النصف الساعة الأولى من العملية، والتي أسفرت حتى الأن عن ومقتل وإصابة وأسر المئات من الجنود والمستوطنيين الإسرائيليين، كما ادت لاستشهاد وإصابة مئات الفلسطينيين.
وكان محمد الضيف، القائد العام لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، قد أعلن اليوم السبت، بدء عملية ضد إسرائيل، فيما قالت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية إن مقاتليها انضموا إلى حماس في الهجوم على إسرائيل.
وقال الضيف في بيان للحركة إن عملية "طوفان الأقصى" شملت إطلاق أكثر من 5000 صاروخ على إسرائيل. وأضاف: "اليوم يستعيد الشعب ثورته ويصحح مسيرته ويعود لمسيرة العودة".
ونشر إعلام تابع لحركة حماس صورا للحظات الأولى من العملية العسكرية في غلاف قطاع غزة.
وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في وقت سابق اليوم حالة تأهب الحرب بعد تعرض إسرائيل لهجمات صواريخ من قطاع غزة.
وأظهرت مشاهد متداولة تسلل مقاتلين فلسطينيين من قطاع غزة باتجاه المستوطنات الإسرائيلية القريبة من حدود غزة، ومواجهات وتبادل إطلاق نار مع القوات الإسرائيلية بإحدى المستوطنات.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، أن "عددا من المسلحين تسللوا إلى إسرائيل من قطاع غزة عقب إطلاق عشرات الصواريخ من القطاع. و"طُلب من أهالي المناطق المحيطة بقطاع غزة البقاء في منازلهم"، على ما قال الجيش في بيان.
وأُطلِقت عشرات الصواريخ من غزّة نحو إسرائيل، بشكل مفاجئ، في ساعة مبكرة صباح السبت، فيما دوّت صافرات الإنذار في الأراضي الإسرائيليّة. وسُمع دويّ انفجارات في مناطق مختلفة في قطاع غزّة، ناتجة عن إطلاق رشقات من الصواريخ المختلفة. وقال الجيش الإسرائيلي إن عددا من المسلحين تسللوا إلى إسرائيل من غزة، وقبلها أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن محاولة تسلل إلى مستوطنات غلاف غزة عبر طائرة شراعية.
ونقل تلفزيون "أي 24" عن مفوض الشرطة الإسرائيلي القول إن مسلحين من حركة حماس اشتبكوا في معارك في 21 موقعا في جنوب إسرائيل. وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن اشتباكات ضارية تدور بين الجيش الإسرائيلي ومسلحين فلسطينيين في عدة بلدات. وقال الجيش الإسرائيلي إن عمليات التسلل تمت بطائرات شراعية وبحرا وبرا. وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن القتال دائر عند معبر إيريز الحدودي بين إسرائيل وقطاع غزة وقاعدة زاكيم.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي إن حركة حماس أعلنت الحرب على بلاده و"القوات الإسرائيلية تخوض قتالًا ضد العدو". وأضاف أن "جميع جنودنا يقاتلون في كل نقاط الاشتباك مع المسلحين الفلسطينيين"، حيث تم استدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي.
وقالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية إن الحكومة فوجئت بالهجوم الذي شنته حركة حماس صباح السبت، واصفة ما حصل بـ "فشل استخباراتي خطير".
وأضافت الصحيفة في تقرير لها كتبه متحدث سابق باسم الجيش الإسرائيلي، أن "إسرائيل تعيش حربا صعبة ذات خصائص لم تعرفها من قبل، ومفاجأة كاملة بعدد غير قليل من القتلى والجرحى والأسرى والمختطفين".
وبالمقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذ عملية ضد أهداف تابعة لحماس في قطاع غزة، وأطلق الجيش الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية" ضد قطاع غزة. وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية بأن الجيش الإسرائيلي يشن غارات واسعة على قطاع غزة، فيما فر المئات من سكان قطاع غزة من منازلهم الواقعة على تخوم الحدود مع إسرائيل.