رئيس التحرير
خالد مهران

لا تهاون أو تفريط في أمن مصر القومي..

القاهرة ترد بقوة على مخطط إسرائيل «توطين سكان غزة في سيناء»

لا تهاون أو تفريط
لا تهاون أو تفريط في أمن مصر القومي تحت أي ظرف

تحاول إسرائيل استغلال ما يحدث في غزة وتمرير مشروعها القديم الجديد، توطين سكان غزة في سيناء.

فقد دعا كولونيل ريتشارد هيخت، كبير المتحدثين العسكريين بجيش الاحتلال لصحفيين أجانب، أمس الاثنين، جميع سكان غزة والفلسطينيين إلى النزوح نحو معبر رفح الذي يربط بين مصر وغزة، وقال وفقًا لموقع «تايمز إسرائيل»: «أعلم أن معبر رفح لا يزال مفتوحا، أنصح أي شخص يمكنه الخروج بالخروج فورا».

لكن رد فعل مصر جاء سريعا وقويا ومحذرا.

فقد أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، الثلاثاء، أن مصر تتابع باهتمام تطورات الأوضاع في المنطقة، وعلى الساحة الفلسطينية، مشددا على أن التصعيد الحالي خطير للغاية وله تداعيات قد تطال أمن واستقرار المنطقة.

وقال الرئيس السيسي، إن مصر تكثف اتصالاتها على جميع المستويات لوقف جولة المواجهات العسكرية الحالية، حقنا لدماء الشعب الفلسطيني، وحماية المدنيين من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

وقال الرئيس "إن مصر تؤكد أن السلام العادل والشامل، القائم على حل الدولتين، هو السبيل لتحقيق الأمن الحقيقي والمستدام للشعب الفلسطيني، وأن مصر لا تتخلى عن التزاماتها تجاه القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية".

وأعرب الرئيس السيسي عن أمل مصر في التوصل لحل وتسوية للقضية الفلسطينية عن طريق المفاوضات التي تفضي إلى السلام العادل وإقامة الدولة الفلسطينية، مشددا على أن مصر لن تسمح بتصفية القضية على حساب أطراف أخرى.

وتابع بالقول: "إننا نتواصل مع جميع القوى الدولية وجميع الأطراف الإقليمية المؤثرة من أجل التوصل لوقف فوري للعنف، وتحقيق تهدئة تحقن دماء المدنيين من الجانبين".

وشدد الرئيس السيسي على أن "أمن مصر القومي" مسؤوليته الأولى، وقال: "لا تهاون أو تفريط في أمن مصر القومي تحت أي ظرف، وأن الشعب المصري يجب أن يكون واعيا بتعقيدات الموقف ومدركا لحجم التهديد".

وكان مصدر مصري رفيع  قد أعلن أن السيادة المصرية ليست مستباحة، مشيرا إلى أن السلطة الإسرائيلية مسؤولة عن إيجاد ممرات إنسانية لنجدة شعب غزة.

وقال المصدر: "السيادة المصرية ليست مستباحة وسلطة الاحتلال مسؤولة عن إيجاد ممرات إنسانية لشعب غزة".

وأضاف "دعوات النزوح كافية لتفريغ قطاع غزة من سكانه وتصفية القضية الفلسطينية بحد ذاتها".

وحذر الدكتور محمد محمود مهران، أستاذ القانون الدولي، من مخطط إسرائيلي يستهدف تهجير جماعي للفلسطينيين من قطاع غزة إلى سيناء، عقب الحصار والدمار الذي خلفته عملية "طوفان الأقصى" هناك. 

وقال مهران إن الهدف من هذا المخطط هو إفراغ غزة من سكانها الفلسطينيين، وإتاحة الفرصة لإسرائيل بالسيطرة الكاملة على القطاع. محذرًا من أن هذا النزوح الجماعي سيشكل تهديدًا للأمن القومي المصري، مؤكدًا ثقته بتمسك الفلسطينيين بكامل أرض فلسطين، ورفضهم المطلق لتكرار مأساة التهجير التي عاشوها إبان نكبة 1948. 

كما أكد احترام مصر التام للقضية الفلسطينية، لكنه شدد على ضرورة التزام الجميع بسيادة مصر وقوانينها، وعدم السماح بأي انتهاك لحدودها.

وأشار مهران إلى أن القانون الدولي يجرّم أي أعمال تهجير قسري ويحظره، ولافتًا إلى أن اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 والبروتوكول الإضافي الأول 1977 يحظران النقل الجماعي أو الفردي للمدنيين من أراضيهم أثناء النزاعات، كما أن نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية يعتبر التهجير القسري للسكان جريمة حرب، ويتوجب على إسرائيل وقف ممارساتها بحق الفلسطينيين. كما حمّل المجتمع الدولي مسؤولية إنهاء مأساة اللاجئين من خلال دعم إقامة الدولة الفلسطينية.

وناشد أستاذ القانون الدولي المجتمع الدولي بتحمل مسؤليته، والعمل على إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني من خلال حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفقًا لقرارات الشرعية الدولية، مؤكدًا أن الوضع لن يتغير دون التوصل  لحل عادل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني.

وقالت الدكتورة رانيا فوزي المختصة في الخطاب الإعلامي الإسرائيلي، أن الحدود المصرية ليست مستباحة، مؤكدة أنها رسالة مصرية شديدة اللهجة لإسرائيل.

وحذر النائب والإعلامي المصري مصطفى بكري، من مخطط إسرائيلي بدفع الفلسطينيين للنزوح إلى سيناء، واستغلاله الحرب الدائرة الآن في غزة.

وقالت فوزي: "منذ مطلع عملية طوفان الأقصى وماتبعتها من إهانة لقوة الردع الإسرائيلية وإظهار حالة من الخلل أثلجت صدور العالم المتعاطف مع القضية الفلسطينية".

وأضافت: "لكن يبدو أن هناك استغلالا إسرائيليا لمحاولة كسر شوكة حماس واستعادة هيبة الحكومة الإسرائيلية بتكثيف الغارات والتجهيز لاجتياح غزة لتنفيذ مخطط مشروع توطين الفلسطينيين في سيناء وهو ما كانت تتحسب له مصر وقياداتها عقب العملية، فأصبح مشروع توطين الفلسطينيين وإزاحة صداع غزة من رأس الاحتلال من المؤكد أن يخلق توترا جديدا قد تشهده".

وعن العلاقات المصرية الإسرائيلية، قالت فوزي: "حال التطور النوعي للعملية الإسرائيلية السيوف الحديدية للهروب من حل الدولتين والعودة إلى حدود 67 بدفع مشروع توطين الفلسطينيين في سيناء إلى أجندة المجتمع الدولي خاصة بعد الدعم الأمريكي والغربي لإسرائيل بالمتاجرة بالرهائن والقتلى وانهيار صورة إسرائيل وقوة الردع التي تعتبر جزء من قوة الردع للقوى العظمى وفي مقدمتها الولايات المتحدة وما كشف ضمنا عن هذا المخطط ايدي كوهين الباحث بمعهد بيغن السادات في تغريدة له يدعو سكان غزة للهروب إلى مصر لإنقاذ حياتهم وحياة أسرهم بدعوى أن حماس اختارت التضحية بهم وبأسرهم،  فالتضامن المصري مع المقاومة شيء وحماية أمن مصر القومي والمساس بسيادتها قد قوبل برسالة مصرية شديدة اللهجة لحماس وإسرائيل معا".

وأردفت بالقول "حذرت مصادر مصرية مسؤولة من ذلك لتؤكد أن حدودنا ليست مستباحة، لتؤكد لـ عراب الاستخبارات الإسرائيلية إيدي كوهين وغيره من اللجان الإلكترونية المستترة بأن استغلال طوفان الأقصى لإحياء مشروع توطين الفلسطينيين في سيناء سيواجه برد مصري عنيف تجاه نتنياهو وحكومته من جهة وحماس والمقاومة من جهة أخرى، أما الشعب الفلسطيني فمن جانبه لن يقبل إلا بإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية".

وذكر الكاتب الصحفي وعضو مجلس النواب مصطفى بكري على منصة "إكس": "إذا كان المخطط هو دفع الفلسطينين للنزوح إلي سيناء وتفريغ غزه من سكانها، فمصر لن تسمح بذلك وأرضها ليست مستباحة".

وأضاف: "الصهاينه يريدون من وراء ذلك تنفيذ مخطط الوطن البديل ليستولوا على فلسطين، كل فلسطين.. أهل غزه أهلنا، ولكن مخطط العدو لايخفي على أحد، فلسطين عربية والصهاينة يسعون إلي يهودية الدولة على كل أرض فلسطين".

وشنت حماس والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة هجوما مباغتا على إسرائيل اليوم شمل إطلاق آلاف الصواريخ على مدن جنوب ووسط إسرائيل، كما اقتحم مقاتلون البلدات والمستوطنات الإسرائيلية المتاخمة للقطاع.

وفي وقت سابق، ذكر رئيس المكتب السياسي لحماس، أسر قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي الجنرال نمرود ألوني خلال عملية "طوفان الأقصى"، فيما نفت إسرائيل تلك الأنباء.

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، سيطرة عناصر من حركة حماس الفلسطينية على 3 بلدات بمناطق محاذية لقطاع غزة، كما كشفت عن أسر الحركة عددا كبيرا من الأسرى الإسرائيليين، ومن بينهم ضباط كبار واحتجاز عناصرها لما يقرب من 50 رهينة بحي بيري قرب الحدود مع قطاع غزة.

وشنت إسرائيل ضربات جوية وقصفا عنيفا على أبراج سكنية ومنازل وأنفاق ومساجد ومنازل لقادة في حماس في قطاع غزة وهي هجمات أودت بحياة مئات الفلسطينيين، بينهم أطفال ونساء، إذ توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "بانتقام ساحق لهذا اليوم الأسود".

يأتي ذلك، عقب إعلان حركة حماس بدء عملية "طوفان الأقصى" أمس السبت، وإطلاق ألاف الصواريخ من القطاع باتجاه الداخل الإسرائيلي في النصف الساعة الأولى من العملية، والتي أسفرت حتى الأن عن ومقتل وإصابة وأسر المئات من الجنود والمستوطنيين الإسرائيليين، كما ادت لاستشهاد وإصابة مئات الفلسطينيين. 

وكان محمد الضيف، القائد العام لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، قد أعلن اليوم السبت، بدء عملية ضد إسرائيل، فيما قالت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية إن مقاتليها انضموا إلى حماس في الهجوم على إسرائيل.

وقال الضيف في بيان للحركة إن عملية "طوفان الأقصى" شملت إطلاق أكثر من 5000 صاروخ على إسرائيل. وأضاف: "اليوم يستعيد الشعب ثورته ويصحح مسيرته ويعود لمسيرة العودة".

ونشر إعلام تابع لحركة حماس صورا للحظات الأولى من العملية العسكرية في غلاف قطاع غزة.

وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في وقت سابق اليوم حالة تأهب الحرب بعد تعرض إسرائيل لهجمات صواريخ من قطاع غزة.

وأظهرت مشاهد متداولة تسلل مقاتلين فلسطينيين من قطاع غزة باتجاه المستوطنات الإسرائيلية القريبة من حدود غزة، ومواجهات وتبادل إطلاق نار مع القوات الإسرائيلية بإحدى المستوطنات.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، أن "عددا من المسلحين تسللوا إلى إسرائيل من قطاع غزة عقب إطلاق عشرات الصواريخ من القطاع. و"طُلب من أهالي المناطق المحيطة بقطاع غزة البقاء في منازلهم"، على ما قال الجيش في بيان.

وأُطلِقت عشرات الصواريخ من غزّة نحو إسرائيل، بشكل مفاجئ، في ساعة مبكرة صباح السبت، فيما دوّت صافرات الإنذار في الأراضي الإسرائيليّة. وسُمع دويّ انفجارات في مناطق مختلفة في قطاع غزّة، ناتجة عن إطلاق رشقات من الصواريخ المختلفة. وقال الجيش الإسرائيلي إن عددا من المسلحين تسللوا إلى إسرائيل من غزة، وقبلها أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن محاولة تسلل إلى مستوطنات غلاف غزة عبر طائرة شراعية.

ونقل تلفزيون "أي 24" عن مفوض الشرطة الإسرائيلي القول إن مسلحين من حركة حماس اشتبكوا في معارك في 21 موقعا في جنوب إسرائيل. وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن اشتباكات ضارية تدور بين الجيش الإسرائيلي ومسلحين فلسطينيين في عدة بلدات. وقال الجيش الإسرائيلي إن عمليات التسلل تمت بطائرات شراعية وبحرا وبرا. وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن القتال دائر عند معبر إيريز الحدودي بين إسرائيل وقطاع غزة وقاعدة زاكيم.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي إن حركة حماس أعلنت الحرب على بلاده و"القوات الإسرائيلية تخوض قتالًا ضد العدو". وأضاف أن "جميع جنودنا يقاتلون في كل نقاط الاشتباك مع المسلحين الفلسطينيين"، حيث تم استدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي.

وقالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية إن الحكومة فوجئت بالهجوم الذي شنته حركة حماس صباح السبت، واصفة ما حصل بـ "فشل استخباراتي خطير".

وأضافت الصحيفة في تقرير لها كتبه متحدث سابق باسم الجيش الإسرائيلي، أن "إسرائيل تعيش حربا صعبة ذات خصائص لم تعرفها من قبل، ومفاجأة كاملة بعدد غير قليل من القتلى والجرحى والأسرى والمختطفين".

وبالمقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذ عملية ضد أهداف تابعة لحماس في قطاع غزة، وأطلق الجيش الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية" ضد قطاع غزة. وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية بأن الجيش الإسرائيلي يشن غارات واسعة على قطاع غزة، فيما فر المئات من سكان قطاع غزة من منازلهم الواقعة على تخوم الحدود مع إسرائيل.