أمريكا تنصح مواطنيها في غزة بالاقتراب من معبر رفح مع مصر
نصحت الإدارة الأمريكية، يوم السبت، مواطنيها في غزة بالتحرك جنوبا نحو معبر رفح الحدودي مع مصر ليكونوا مستعدين لاحتمال إعادة فتحه وسط الأزمة الإنسانية بالقطاع الساحلي بعد الهجوم الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على إسرائيل الأسبوع الماضي ورد إسرائيل المتواصل عليه.
وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية، في وقت سابق من يوم السبت للصحفيين المرافقين لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن الولايات المتحدة تعمل مع مصر وإسرائيل وقطر لفتح معبر رفح من غزة إلى مصر لساعات محدودة بعد ظهر يوم السبت للسماح للأمريكيين من أصل فلسطيني بالمغادرة.
وأضاف المسؤول، في وقت لاحق، أنه لم يتضح بعد ما إذا كانت حماس، التي تدير قطاع غزة، ستسمح لهم بالوصول إلى المعبر أو ما إذا كان باستطاعة المواطنين الأمريكيين المغادرة. ولم يتضح أيضا ما إذا كانت الولايات المتحدة ستقوم بمحاولة أخرى لفتح المعبر يوم الأحد.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية: "أبلغنا المواطنين الأمريكيين في غزة الذين نتواصل معهم أنه إذا رأوا حسب تقديرهم أن الوضع آمن، يمكنهم الاقتراب من معبر رفح الحدودي (مع مصر)... ربما يكون هناك إخطار لفترة قصيرة جدا بفتح معبر رفح المصري مع غزة".
وبحسب تقديرات الحكومة الأمريكية، يتراوح عدد الفلسطينيين الأمريكيين في غزة بين 500 و600 من بين سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وتريد واشنطن إبعاد عدد كبير من مواطنيها عن الأذى.
وفي اليوم الثالث من جولته الأكثر شمولا حتى الآن بالشرق الأوسط، التقى بلينكن بوزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في الرياض. ويعمل كبير الدبلوماسيين الأمريكيين مع حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة على منع اتساع نطاق الحرب بين إسرائيل وحماس والمساعدة في تأمين إطلاق سراح المخطوفين الذين وقعوا في أسر الحركة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إن بلينكن تحدث أيضا مع نظيره الصيني وانغ يي هاتفيا وطلب منه المساعدة في تجنب اتساع نطاق الصراع. وتسعى واشنطن حثيثا إلى إبعاد إيران على نحو خاص عن الانخراط في الصراع الدائر.
وكان هذا أول اتصال رفيع المستوى بين واشنطن وبكين منذ شن حماس للهجوم، وجاء وسط تصاعد للتوتر بين القوتين المتنافستين بسبب مجموعة من القضايا.
العمل على حماية المدنيين
بدأ بلينكن جولته في إسرائيل حيث عبر عن دعم الولايات المتحدة لأقرب حليف لواشنطن في الشرق الأوسط في حربها على حركة حماس التي اجتاح مسلحوها بلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر تشرين الأول، مما أدى لمقتل 1300 إسرائيلي واحتجاز عشرات الرهائن في غزة. وبحسب السلطات في غزة، أسفر الرد العسكري الإسرائيلي عن مقتل أكثر من 2200 شخص وتسوية أحياء كاملة بالأرض.
وفي حديثه قبل الاجتماع في الرياض، قال بلينكن إن حماية المدنيين بالجانبين أمر بالغ الأهمية.
وأضاف "نعمل معا من أجل تحقيق ذلك تحديدا، ولا سيما من خلال العمل على إقامة مناطق آمنة في غزة، والعمل على إنشاء ممرات حتى يتسنى إيصال المساعدات الإنسانية إلى من هم في حاجة إليها".
وتابع قائلا "لا أحد منا يريد أن يرى معاناة المدنيين من أي جانب، سواء كان ذلك في إسرائيل، أو في غزة، أو في أي مكان آخر. ونعمل معا باذلين قصارى جهدنا لحمايتهم".
وفي تصريحات نشرتها وزارة الخارجية الأمريكية، قال وزير الخارجية السعودي "الأولوية الآن يجب أن تكون لوقف المزيد من معاناة المدنيين".
وأضاف "هنا يجب أن أؤكد أن الوضع الإنساني في غزة صعب جدا، ونحن بحاجة إلى العمل معا للتأكد من السماح بدخول الإغاثة الإنسانية والسلع الإنسانية" إلى القطاع.
وبعد اجتماعه في الرياض توجه بلينكن إلى الإمارات للقاء مع الرئيس الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية إن اتصال بلينكن في وقت سابق مع نظيره الصيني كان "مثمرا". وأضاف أن الصينيين "يتمتعون بنفوذ لدى عدد من الدول في المنطقة".
وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان إن وانغ دعا إلى عقد مؤتمر دولي للسلام بشأن الأزمة وإن وزيري الخارجية تطرقا كذلك إلى العلاقات الأمريكية الصينية التي قال وانغ إن هناك مؤشرات على استقرارها.
ومن المقرر أن يعود بلينكن إلى الرياض في المساء، وربما يجتمع مع ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان في وقت لاحق من يوم السبت. ومن المقرر أن يتوجه إلى مصر يوم الأحد في طريق عودته إلى واشنطن.