الجيش اللبناني يتهم إسرائيل بالمسؤولية عن مقتل مصور تلفزيون رويترز عصام عبد الله
-قال الجيش اللبناني، السبت، إن إسرائيل أطلقت صاروخا تسبب في مقتل عصام عبد الله مصور التلفزيون في وكالة رويترز في جنوب لبنان، وذكر مصدر عسكري لبناني أن لبنان أجرى تقييما فنيا على الأرض بعد الهجوم دعم هذا الاتهام.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه استخدم نيران الدبابات والمدفعية في المنطقة لمنع محاولة تسلل من لبنان في الوقت الذي قُتل فيه عبد الله. وأضاف أن تحركاته جاءت بعد إطلاق حزب الله النار على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، مشيرا إلى الواقعة تحت المراجعة.
وذكر المصدر العسكري اللبناني، أن الجيش خلص إلى أن القذيفة التي تسببت في مقتل عبد الله أطلقت من إسرائيل استنادا إلى رصد من دوريات الجيش اللبناني في المنطقة في وقت الحادث. والمصدر غير مخول بالحديث إلى الإعلام وتحدث إلى رويترز شريطة عدم ذكر هويته.
وقال الجيش اللبناني، في بيان منشور على موقعه الإلكتروني "أطلق العدو الإسرائيلي... قذيفة صاروخية أصابت سيارة مدنية تابعة لفريق عمل إعلامي، ما أدى إلى استشهاد المصور عصام عبد الله".
وكتبت رويترز في بيان وقعه بول باسكوبرت رئيس وكالة رويترز وأليساندرا جالوني رئيسة تحريرها "نطالب الجيش الإسرائيلي بإجراء تحقيق شامل وسريع ويتسم بالشفافية. من الأهمية بمكان أن يتمكن الصحفيون من أداء عملهم بحرية وأمان".
واستشهد عصام عبد الله أثناء عمله مع مجموعة من الصحفيين قرب قرية علما الشعب المتاخمة للحدود الإسرائيلية حيث تبادل جيش الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله اللبناني إطلاق النار.
وردا على طلب للتعقيب على مطالبة رويترز بإجراء تحقيق قال الجيش الإسرائيلي إن حزب الله استهدف عددا من المواقع الحدودية "بما في ذلك إطلاق صاروخ مضاد للدبابات أصاب السياج الأمني الإسرائيلي".
وقال الجيش إنه اشتبه في محاولة تسلل إلى داخل إسرائيل فور إطلاق الصاروخ المضاد للدبابات، مضيفا أن قواته استخدمت نيران الدبابات والمدفعية لمنع التسلل.
وأضاف "بعد عدة ساعات، ورد تقرير يفيد بأن صحفيين أصيبوا في المنطقة خلال الحادث. الحادث قيد المراجعة".
ولم يرد جيش الاحتلال الإسرائيلي حتى الآن على اتهامات لبنان.
وقال اللفتنانت كولونيل ريتشارد هيخت المتحدث باسم الجيش في إفادة دورية إن الجيش ينظر في الأمر، وأضاف "لدينا بالفعل لقطات. ونجري استجوابا. إنه أمر مأساوي".
وذكر شاهد من رويترز أن عبد الله، وهو لبناني الجنسية، أصيب بصواريخ أطلقت من اتجاه إسرائيل.
وذكرت وسائل إعلام رسمية في وقت سابق أن لبنان سيقدم شكوى رسمية إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عن "قتل إسرائيل المتعمد" لعبد الله.
وأكد وزير الخارجية عبد الله بو حبيب في وقت لاحق دون الخوض في تفاصيل أن الشكوى ذكرت أن إسرائيل استهدفت صحفيين "بقصف مباشر" أسفر عن مقتل عصام عبد الله.
وفي حين قالت وسائل إعلام أخرى، بما في ذلك أسوشيتد برس والجزيرة، إن القذائف كانت إسرائيلية، لم يتسن لرويترز التحقق من أن إسرائيل هي من أطلقت الصواريخ أو أنها كانت تستهدف الصحفيين عمدا.
وتكتب الدول عادة إلى مجلس الأمن المؤلف من 15 عضوا لتسجيل شكاوى لكن من غير المرجح أن يتخذ المجلس أي إجراء.
مئات المشيعين
دُفن عبد الله يوم السبت. ونُقل جثمانه المغطى بالعلم اللبناني في جنازة حضرها مئات المشيعين في مسقط رأسه بقرية الخيام في جنوب لبنان. ووضع الصحفيون كاميراتهم على القبر تكريما لذكراه وأقيمت الصلاة عليه.
وأثناء الجنازة قالت فاطمة والدة عبد الله "كانوا يجلسون حيث لا يوجد قصف، لا شيء. كانوا يصورون القصف من على بعد فلماذا قصفوهم؟"، واتهمت إسرائيل بالمسؤولية عن مقتل ابنها.
وكان عبد الله برفقة صحفيين اثنين آخرين من رويترز هما ماهر نزيه وثائر السوداني، وكذلك صحفيين من قناة الجزيرة ووكالة فرانس برس عندما قُتل أثناء تسجيل بث مباشر للأحداث.
وأصيب نزيه والسوداني في القصف وغادرا المستشفى في وقت لاحق. وقالت فرانس برس والجزيرة (TADAWUL:8012) إن الحادث أسفر عن إصابة صحفيين اثنين في كل منهما.
وقال نزيه إنهم كانوا يصورون إطلاق صواريخ قادمة من اتجاه إسرائيل عندما أصاب أحدهم عبد الله بينما كان يجلس على جدار حجري منخفض بالقرب من بقية المجموعة. وأضاف أنه بعد ثوان، أصاب صاروخ آخر سيارة تستخدمها المجموعة، مما أدى إلى اشتعال النيران فيها.
وقالت قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان، اليونيفيل، إنها لا تستطيع أن تقول على وجه اليقين في هذه المرحلة كيف أصيبت مجموعة الصحفيين. لكنها قالت إنها علمت أن إسرائيل قصفت موقعا على بعد 2.5 كيلومتر خارج علما الشعب الساعة 5.20 مساء (1320 بتوقيت جرينتش).
وقال بيان رويترز إنه طلب ضمانات إسرائيلية بأن صحفيي الوكالة ومكاتبها في قطاع غزة لن يتم استهدافهم في العمليات العسكرية الإسرائيلية هناك.
وتقوم قوات الاحتلال الإسرائيلية بحشد الدبابات والقوات على الحدود مع القطاع استعدادا لاجتياح بري محتمل. وتخوض حربا مع مقاتلي حماس في غزة الذين شنوا هجوما مميتا على المدنيين والجنود الإسرائيليين قبل أسبوع.