دبلوماسي سابق يكشف لـ«النبأ»: مصير القضية الفلسطينية بعد إهانة الجيش الذي لا يقهر
السفير رخا أحمد حسن: الموقف العربي تحكمه العلاقة مع حماس واتفاقيات السلام
العملية رسالة إلى الدول العربية التى تخاف إسرائيل
مشاريع التطبيع ودمج إسرائيل في المنطقة ستتوارى
إسرائيل سترتكب جرائم حرب فى غزة قبل العودة للتهدئة
ألقى تصاعد الأحداث جراء عملية «طوفان الأقصى» بظلاله على مستقبل القضية الفلسطينية، لا سيما أهمية تحقيق انتصارات عسكرية على أرض الواقع لتحريك المياه الراكدة في المفاوضات بين الجانبين، وهو ما سيكون له تأثير إيجابي على القضية الفلسطينية برمتها وإعادتها إلى واجهة القضايا الحرجة التي تتطلب حلا نهائيا بمنطقة الشرق الأوسط.
وفي هذا السياق، يقول السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن ما حدث كان مفاجأة كبيرة لإسرائيل بكل المقاييس، كما يعتبر هزيمة كبيرة للمخابرات العسكرية الإسرائيلية، لا سيما وأن إسرائيل لديها عملاء وجواسيس مستعربون منتشرون في جميع المناطق الفلسطينية، ومع ذلك لم تستطع أن تتنبأ بعملية «طوفان الأقصى».
وتابع: «كما أن هذه المعركة أكدت فشل نظام إسرائيل المعمول منذ قيام الدولة والذي يعتمد على وجود الكيبوتستات، وهي قرى شبه عسكرية على الحدود، وتضم جماعات والماشاف وهي المسؤولة عن تصميم وتنسيق وتنفيذ برامج دولة إسرائيل للتنمية والتعاون في جميع أنحاء العالم في البلدان النامية، والتي أطلقوا عليها المستوطنات بعد حرب 1967، والتي تضم جماعات مسلحة».
ولفت إلى أن الأدوات التي استخدمتها المقاومة في الهجوم بسيطة جدًا، ولأول مرة في الحروب يتم أخذ الأسرى على موتسيكل، متسائلا: «أين منظومة القبة الحديدية التي صرفت عليها إسرائيل المليارات؟».
وأكد «حسن»، أن هذه العملية ضربت الأمن الإسرائيلي في مقتل، لا سيما وأن الخوف انتقل إلى المجتمع الإسرائيلي.
وأضاف السفير رخا أحمد حسن، أنه رغم ما يملكه الجيش الإسرائيلي من أسلحة حديثة وأحدث أجهزة الاستطلاع والحرب الإلكترونية، إلا أنه لم يستطع الوقوف أمام جماعة مقاومة بوسائل بدائية، مؤكدا أن ما حدث أحدث هزة كبيرة جدًا لإسرائيل، متوقعا أن تؤدي هذه العملية إلى إسقاط الحكومة الحالية بقيادة بنيامين نتنياهو، وأن تجعل إسرائيل تعيد النظر في عملية السلام، لافتًا إلى أن إسرائيل تعطي الأولوية للتطبيع مع الدول العربية وليس لإقامة دولة فلسطينية
وعن أسباب هذا الانفجار، قال مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن القتل والحصار المستمر المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 17 عامًا، والتوسع في المستوطنات، والانتهاكات المتكررة للمسجد الأقصى، من أهم الأسباب التي أدت إلى قيام حركة حماس بهذه العملية، مشيرًا إلى أن ما يميز هذه العملية أنها نقلت الحرب داخل إسرائيل لأول مرة، لا سيما وأن كل الحروب السابقة التي خاضتها إسرائيل كانت تحدث خارج إسرائيل.
وعن السيناريوهات المتوقعة لهذه المواجهة، قال السفير رخا أحمد حسن، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحدث عن محو حماس من الوجود، مشيرا إلى أن هناك مسافة كبيرة بين التهديد وبين التنفيذ.
وتوقع السفير رخا أحمد حسن، أن تتمادى إسرائيل في ضرب وتدمير أكبر قدر ممكن من البنية التحتية في قطاع غزة، للتعبير عن حالة الغيظ الشديد الموجودة في إسرائيل، ورد الاعتبار بعد الإهانة التي تعرض لها الجيش الإسرائيلي، وربما ترتكب إسرائيل أفعالا ترتقي إلى جرائم حرب في قطاع غزة.
وأكد أنه مهما طالت هذه الحرب فسوف تنتهي إلى التهدئة، لا سيما مع أسر المقاومة لعدد كبير وغير مسبوق من الإسرائيليين، كما أن تعبئة الجيش الإسرائيلي لفترة طويلة سيكون له تأثير سلبي على الاقتصاد الإسرائيلي، كل هذه العوامل ستجعل إسرائيل في نهاية المطاف مهما طالت هذه الحرب تقبل بالتهدئة ووقف القتال والعودة للمفاوضات.
وأوضح مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن ما حدث سيكون له تأثير إيجابي للغاية على مستقبل حل القضية الفلسطينية، وسيعيد القضية الفلسطينية للواجهة من جديد بعد أن تم وضعها على الرف، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تفعل شيئًا الفترة الماضية للقضية الفلسطينية، وإسرائيل والدول العربية انشغلت بالتطبيع، لافتا إلى أن هذه العملية ستجعل عملية التطبيع مع إسرائيل ومشروع دمج إسرائيل في المنطقة يتوارى وتعود القضية الفلسطينية للواجهة.
وعن الموقف العربي الرسمي مما يحدث، قال السفير رخا أحمد حسن، إن الموقف العربي تحكمه علاقة الدول العربية بحركة حماس، وهناك بعض الدول العربية مرتبطة بمعاهدات سلام مع إسرائيل، وهذه الدول ملتزمة بعدم القيام بأي أعمال عدائية ضد إسرائيل، كما تنص معاهدة السلام.
وأشار إلى أن موقف مصر جاء معتدلا وطالب بوقف القتال وحذر من تطور الأحداث، وبدأت مصر اتصالات مع عدد كبير من الدول من أجل التهدئة ووقف القتال، مؤكدا أن قيام مصر بهذا الدور ينبع من مكانتها وثقلها وارتباط أمنها القومي بقطاع غزة، لافتا إلى أن ما تقوم به إسرائيل هو سيناريو متكرر سينتهي بالتهدئة والجلوس على طاولة التفاوض.
وعن تأثير هذه الحرب على محور المقاومة، قال «حسن»، إن هذه العملية أثبتت وجهة نظر محور المقاومة، وهو أن إسرائيل لن تستجيب إلا بالمقاومة المسلحة، وأن المفاوضات لن تؤدي إلى نتيجة، متوقعا توقف مشروع التطبيع مع إسرائيل بسبب الضغوط الشعبية.
وأشار إلى أن غالبية الشعوب العربية متعاطفة مع المقاومة الفلسطينية، مطالبًا الدول العربية بفك الحصار عن غزة ودعم المقاومة، مؤكدا أن ما يسمى بمشاريع إسرائيل وأمريكا في المنطقة مثل، الشرق الأوسط الجديد والكبير مجرد أمنيات سياسية وبالونات، لم يتم تنفيذ شيء على أرض الواقع.
وأوضح أن هذه الحرب كشفت عن نقاط ضعف كثيرة جدًا لدى إسرائيل، وهذه رسالة إلى الدول العربية التي تخاف من إسرائيل.