خريطة.. الدول المؤيدة والمعارضة لحرب إسرائيل على غزة
خلافا للدول العربية والإسلامية والأفريقية التي أجمعت على إدانة الحرب البربرية والنازية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، انقسم باقي المجتمع الدولي بين مؤيد ومعارض لهذه الحرب.
فقد تراوح موقف الدول الأوروبية بين التأييد التام والدعم المطلق، مثل الموقف الفرنسي والبريطاني والألماني، بالإضافة طبعا إلى الموقف الأمريكي المعروف، وبين المعتدل مثل الموقفين الأسباني والنرويجي.
أما بالنسبة لأمريكا الجنوبية واللاتينية، فقد أدانت كل من الأرجنتين وفنزويلا وكولومبيا الحرب البربرية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.
الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي يدينان الحرب
فقد أصدرت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، ومفوضية الاتحاد الإفريقي، اليوم الأحد، بيانا مشتركا في أعقاب لقاء كل من الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، ورئيس مفوضية الاتحاد موسى فكي بمقر الأمانة العامة للجامعة بالقاهرة.
وطالب البيان بوقف فوري للأعمال العسكرية في غزة، وبجهد دولي متضافر من أجل توفير المساعدات الإنسانية العاجلة والمواد الأساسية لـ2.2 مليون فلسطيني.
وعبرت المنظمتان الإقليميتان عن انزعاجهما العميق حيال الأوامر الصادرة لأكثر من مليون فلسطيني بمغادرة منازلهم، بما يشكل انتهاكًا للقانون الدولي. وعليه، فإن المنظمتين تطالبان الأمم المتحدة والمجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم قبل فوات الأوان لوقف كارثة تحدث أمام أعيننا.
وشددت المنظمتان على الحاجة الماسة لتجنب التصعيد، مع التأكيد على أن عملية برية إسرائيلية ستنطوي من دون شك على عدد كبير من الضحايا من المدنيين، بما في ذلك النساء والأطفال، الأمر الذي قد يُفضي إلى إبادة جماعية غير مسبوقة.
وطالبت الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي، المجتمع الدولي، بالتمسك بالمبادئ المشتركة للإنسانية والعدالة، مؤكدين ضرورة العمل بشكل جماعي وفوري من أجل الحيلولة دون اعتداء ممتد ضد الفلسطينيين.
وشددتا على الحاجة الماسة لفتح ممر إنساني لتوفير المساعدات الأساسية للسكان وإغاثة الجرحى، مع تأكيدهما أنه لا يمكن القبول بالعقاب الجماعي.
وأكدت كل من الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي أن الحل السياسي على أساس رؤية الدولتين يظل في نهاية المطاف الضامن الوحيد للأمن والسلام لجميع شعوب ودول المنطقة."
روسيا: بوتين يحذر من كارثة.. ورفض مشروع قرار روسي في مجلس الأمن لوقف الحرب
وأعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الإثنين، عن قلقه من "زيادة كارثية" لعدد الضحايا المدنيين في قطاع غزّة ومن تصعيد محتمل للنزاع بين إسرائيل وحركة حماس ليتحوّل إلى "حرب إقليمية".
وأفاد الكرملين أن بوتين عبّر عن "قلق بالغ إزاء التصعيد على نطاق واسع للأعمال العدائية، مصحوبًا بزيادة كارثية لعدد الضحايا المدنيين وتفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة"، وذلك خلال محادثات هاتفية مع نظرائه الإيراني والمصري والسوري والفلسطيني.
وذكر الكرملين أن بوتين بحث تصعيد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مع زعماء إيران ومصر وسوريا والسلطة الفلسطينية، وقال إن أي شكل من أشكال العنف ضد المدنيين غير مقبول.
وأضاف الكرملين أن المحادثات تطرقت إلى "القلق البالغ من احتمال تفاقم الصراع وتحوله إلى حرب إقليمية".
وأكد بوتين مجددا التزام روسيا بالتنسيق مع جميع "الشركاء الإيجابيين" لوقف القتال بين إسرائيل والفلسطينيين.
ورفض مجلس الأمن الدولي مشروع قرار قدمته البعثة الروسية الدائمة، ويدعو إلى وقف فوري وإنساني لإطلاق النار في قطاع غزة.
وصوتت روسيا والإمارات العربية المتحدة والغابون وموزمبيق لصالح القرار، فيما صوتت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا واليابان ضده.
وكان القرار الروسي ينص على أن "يدعو مجلس الأمن الدولي إلى وقف فوري لأسباب إنسانية لإطلاق النار يكون مستداما ويحظى بالاحترام الكامل".
الصين ترفض العقاب الجماعي
قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي، إن الأعمال الإسرائيلية في غزة بعد هجوم حماس "تتجاوز حدود الدفاع عن النفس"، وعلى الحكومة الإسرائيلية التوقف عن "العقاب الجماعي" لسكان غزة.
وذكر بيان لوزارة الخارجية الصينية أن وانغ قال لنظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان السبت، إن ما تفعله "إسرائيل يتجاوز حدود الدفاع عن النفس"، ويجب على قادتها التوقف عن "العقاب الجماعي لسكان غزة".
وأضاف وزير الخارجية الصيني وانغ يي أن الصين تعتقد أن الظلم التاريخي ضد فلسطين والذي استمر لأكثر من نصف قرن لا يمكن أن يستمر.
الرئيس الفنزويلي يتضامن مع الشعب الفلسطيني
من جانبه، أكد رئيس رئيس جمهورية فنزويلا البوليفارية نيكولاس مادورو، تضامنه والشعب الفنزويلي مع الشعب الفلسطيني في سعيه لاستعادة حقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال، مشيدا بالأسلوب الذي يتبعه الرئيس عباس المبني على الحوار والدبلوماسية والسلام، مؤكدا أنه قد اتخذ قرارا لإرسال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى قطاع غزة، داعيا لتحقيق السلام والأمن في المنطقة.
كولومبيا تطرد السفير الإسرائيلي وتشبه ما يحدث في غزة بالمحرقة
علق الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو، على فرض حصارا كاملا مع عدم وصول الكهرباء أو الغذاء أو الوقود على غزة، وقال عبر منصة إكس: "لا يمكن للديمقراطيين أن يسمحوا للنازية بإعادة ترسيخ نفسها في السياسة الدولية، الإسرائيليون والفلسطينيون بشر يخضعون للقانون الدولي، خطاب الكراهية هذا إذا استمر لن يؤدي إلا إلى محرقة".
كما طلبت وزارة خارجية كولومبيا من السفير الإسرائيلي، مغادرة أراضيها، وذلك على خلفية الحرب في قطاع غزة؛ إذ شبّه الرئيس الكولومبي، الهجمات الاسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة باضطهاد النازيين لليهود خلال الحرب العالمية الثانية.
الأرجنتين تدين العدوان على غزة
أدانت الأرجنتين العدوان الإسرائيلي المستمر، على قطاع غزة، والذي خلف عشرات الشهداء والجرحى، بينهم أطفال ونساء، معربة عن "تعازيها لأسر الضحايا وتضامنها مع شعب وحكومة فلسطين".
وقالت الخارجية الأرجنتينية في بيان،: إن "جمهورية الأرجنتين توجه نداءً عاجلًا إلى الأطراف لتجنب ارتفاع مستوى المواجهة التي تؤدي إلى تفاقم الحالة الإنسانية المأساوية في تلك المنطقة".
ووصف البيان، تصاعد "العنف" في المنطقة والذي تسبب هذا العام وحده بمقتل أكثر من 100 فلسطيني بــ "المثير للقلق".
وأكد البيان، أن "جمهورية الأرجنتين تؤكد بشكل قاطع وجوب حماية أرواح المدنيين في جميع الظروف، وأن على (إسرائيل) احترام القانون الإنساني الدولي، سيما مبادئ التمييز والتناسب".
وأعربت الأرجنتين، عن "التزامها بإحلال سلام عادل ونهائي في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وفقا للقانون الدولي والقرارات ذات الصلة الصادرة عن الجمعية العامة ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".
جنوب إفريقيا تدين ما يحدث في غزة
أدان رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، واصفا دعوات تهجير الفلسطينيين بالخطيرة، مؤكدا تضامن بلاده مع الشعب الفلسطيني.
وشدد رامافوزا على خطورة الدعوة الإسرائيلية لإخلاء 1.1 مليون فلسطيني الجزء الشمالي في قطاع غزة خلال 24 ساعة، والعواقب الإنسانية المدمرة لذلك، وفقا لوكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا".
وأكد رامافوزا أن "(الفلسطينيين) يعيشون تحت الاحتلال منذ ما يقرب من 75 عامًا ويناضلون ضد حكومة قمعية احتلت أراضيهم، ولكن أيضًا ضد حكومة أُطلق عليها في الآونة الأخيرة اسم دولة الفصل العنصري".
وأضاف: "باعتبارنا أعضاء في حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، الذي كافح ضد نظام الفصل العنصري القمعي (في جنوب إفريقيا)، فإننا نلتزم بالتضامن مع الفلسطينيين".
وارتدى رامافوزا، والمشاركون في مؤتمر صحفي عقده حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم بمشاركة وزراء وبرلمانيين، ملابس سوداء كاملة والكوفية الفلسطينية، ورفعوا العلم الفلسطيني، تأكيدا على دعمهم للشعب الفلسطيني.
وكانت حكومة جنوب إفريقيا أعربت، في بيان سابق، عن أن الوضع الأخير "نشأ عن الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني المستمر لفلسطين والقمع المتواصل للشعب الفلسطيني".
عملية طوفان الأقصى
يذكر أن حركة حماس كانت أطلقت في السابع من أكتوبر، عملية "طوفان الأقصى" التي توغل خلالها عناصرها في مناطق إسرائيلية، بالتزامن مع إطلاق آلاف الصواريخ في اتجاه إسرائيل.
وشنت إسرائيل ضربات جوية وقصفا عنيفا على أبراج سكنية ومنازل وأنفاق ومساجد ومنازل لقادة في حماس في قطاع غزة وهي هجمات أودت بحياة مئات الفلسطينيين، بينهم أطفال ونساء، إذ توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "بانتقام ساحق لهذا اليوم الأسود".
يأتي ذلك، عقب إعلان حركة حماس بدء عملية "طوفان الأقصى" أمس السبت، وإطلاق ألاف الصواريخ من القطاع باتجاه الداخل الإسرائيلي في النصف الساعة الأولى من العملية، والتي أسفرت حتى الأن عن ومقتل وإصابة وأسر المئات من الجنود والمستوطنيين الإسرائيليين، كما ادت لاستشهاد وإصابة مئات الفلسطينيين.
وكان محمد الضيف، القائد العام لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، قد أعلن اليوم السبت، بدء عملية ضد إسرائيل، فيما قالت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية إن مقاتليها انضموا إلى حماس في الهجوم على إسرائيل.
وقال الضيف في بيان للحركة إن عملية "طوفان الأقصى" شملت إطلاق أكثر من 5000 صاروخ على إسرائيل. وأضاف: "اليوم يستعيد الشعب ثورته ويصحح مسيرته ويعود لمسيرة العودة".
ونشر إعلام تابع لحركة حماس صورا للحظات الأولى من العملية العسكرية في غلاف قطاع غزة.
وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في وقت سابق اليوم حالة تأهب الحرب بعد تعرض إسرائيل لهجمات صواريخ من قطاع غزة.
وأظهرت مشاهد متداولة تسلل مقاتلين فلسطينيين من قطاع غزة باتجاه المستوطنات الإسرائيلية القريبة من حدود غزة، ومواجهات وتبادل إطلاق نار مع القوات الإسرائيلية بإحدى المستوطنات.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، أن "عددا من المسلحين تسللوا إلى إسرائيل من قطاع غزة عقب إطلاق عشرات الصواريخ من القطاع. و"طُلب من أهالي المناطق المحيطة بقطاع غزة البقاء في منازلهم"، على ما قال الجيش في بيان.
وأُطلِقت عشرات الصواريخ من غزّة نحو إسرائيل، بشكل مفاجئ، في ساعة مبكرة صباح السبت، فيما دوّت صافرات الإنذار في الأراضي الإسرائيليّة. وسُمع دويّ انفجارات في مناطق مختلفة في قطاع غزّة، ناتجة عن إطلاق رشقات من الصواريخ المختلفة. وقال الجيش الإسرائيلي إن عددا من المسلحين تسللوا إلى إسرائيل من غزة، وقبلها أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن محاولة تسلل إلى مستوطنات غلاف غزة عبر طائرة شراعية.
ونقل تلفزيون "أي 24" عن مفوض الشرطة الإسرائيلي القول إن مسلحين من حركة حماس اشتبكوا في معارك في 21 موقعا في جنوب إسرائيل. وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن اشتباكات ضارية تدور بين الجيش الإسرائيلي ومسلحين فلسطينيين في عدة بلدات. وقال الجيش الإسرائيلي إن عمليات التسلل تمت بطائرات شراعية وبحرا وبرا. وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن القتال دائر عند معبر إيريز الحدودي بين إسرائيل وقطاع غزة وقاعدة زاكيم.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي إن حركة حماس أعلنت الحرب على بلاده و"القوات الإسرائيلية تخوض قتالًا ضد العدو". وأضاف أن "جميع جنودنا يقاتلون في كل نقاط الاشتباك مع المسلحين الفلسطينيين"، حيث تم استدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي.
وقالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية إن الحكومة فوجئت بالهجوم الذي شنته حركة حماس صباح السبت، واصفة ما حصل بـ "فشل استخباراتي خطير".
وأضافت الصحيفة في تقرير لها كتبه متحدث سابق باسم الجيش الإسرائيلي، أن "إسرائيل تعيش حربا صعبة ذات خصائص لم تعرفها من قبل، ومفاجأة كاملة بعدد غير قليل من القتلى والجرحى والأسرى والمختطفين".
وبالمقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذ عملية ضد أهداف تابعة لحماس في قطاع غزة، وأطلق الجيش الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية" ضد قطاع غزة. وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية بأن الجيش الإسرائيلي يشن غارات واسعة على قطاع غزة، فيما فر المئات من سكان قطاع غزة من منازلهم الواقعة على تخوم الحدود مع إسرائيل.