رئيس التحرير
خالد مهران

عادل توماس يكتب.. للسلام وجوه كثيرة لا تعرفها إسرائيل

عادل توماس
عادل توماس

للسلام وجوه كثيرة لا تعرفها إسرائيل، وسبب فشل المساعي في الوصول إلى السلام في الشرق الأوسط يرجع إلى أن السلام الذي يفهمه ويطرحه العرب غير السلام الذي يفهمه اليهود في إسرائيل، ولذا تنتهي دائمًا مفاوضات السلام بينهما بخاتمة هزلية مئة فى المئة، وتكون النتيجة العودة إلى دورة العنف والأعمال العسكرية والصراعات الدموية.

فعلى الصعيد الفلسطيني هناك اتفاق سلام وقع بين منظمة التحرير الفلسطينية والقيادة الإسرائيلية، وسمى بأتفاق غزة_ أريحا واستكمل باتفاقية أوسلو، وأعطت الإتفاقية حكم ذاتى فلسطيني في الضفة الغربية، وفى هذا الإتفاق وعدت إسرائيل بالانسحاب جزئيًا من أريحا في الضفة الغربية وجزئيا من قطاع غزة، ودعم هذا الإتفاق اليسار الإسرائيلي بينما عارضه اليمين بقوة، ومن الناحية الفلسطينية اعتبرته حركة حماس اتفاقًا باطلًا كونه أعطى الاحتلال الحق في اغتصاب 78% من أرض فلسطين، ونتيجة لذلك إستمرت الأعمال الحربية بين الطرفين حتى اليوم.


وعلى الصعيد الأردني لم يحل السلام بعد توقيع الإتفاق بينها وبين إسرائيل، لأنه لا تزال هناك كثيرًا من المشاكل عالقة بين الطرفين حول كيفية تنفيذ الاتفاق بمختلف بنوده التي اتفق عليه بين الطرفين.

ويعتبر السلام على المسار السوري الإسرائيلي لا يمكن أن يوقع ما دام إسرائيل لا تنسحب من الأراضي التي احتلتها في حرب 1967، وبالتالي وجب على إسرائيل الإنسحاب من منطقة الجولان السورية وتسليمها خالية لسوريا من أي وجود عسكري إسرائيلي ليحل السلام بينهما.


ولا يزال الموقف اللبناني الرسمي رافضًا السلام لعدم التزام إسرائيل بتطبيق القرار رقم 425 القاضي بانسحابها من الجنوب والبقاع اللبناني دون قيد وشرط.

واتفاق السلام بين مصر وإسرائيل "كامب ديفيد" هو الإتفاق الوحيد الذي تم تنفيذه، حيث نجحت مصر من خلاله باسترداد كافة أراضيها المحتلة، ورغم ذلك دفع الرئيس محمد أنور السادات حياته ثمن التوقيع على هذه الإتفاقية.

ونحن المصريين نرى ان القضية الفلسطينية ليست قضية خاصة بالشعب الفلسطيني وحده، وأنها قضية كل المصريين والعرب جميعًا، وأن فلسطين عربية ويتحتم على كل الشعوب والدول العربية صيانة عروبتها، وليس في أمكان أي دولة أن توافق بوجه من الوجوه على أي عملية تهجير للفلسطينيين.


وقد اكدت تجارب العمل العربي المشترك طوال السنوات السابقة أن التضامن العربي هو أساس كل إنجاز عربي، والتاريخ المعاصر خير شاهد على أنه كلما استطاعت الدول العربية أن توحد كلمتها وأن تحل خلافتها أو تتجاوزها، كلما استطاعت ان تحقق أهدافها أو ان تقترب من تحقيقها، وبالعكس فأنها كلما سمحت للخلافات ان تدب بينها كلما عمل اعداء الأمة العربية على تعميق هذه الخلافات للحصول على مكاسب ضد المصالح العربية.