عادل توماس يكتب: نتنياهو الذى لا يعرف طريق السلام منذ نعومة أظافره
ليس بغريب على نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل أن يرتكب فى عهده جرائم بشعة ضد الشعب الفلسطيني، فهو يرفض وجود دولة فلسطين ويعتبر أى سلام مع الفلسطينيين خطرًا قاتلًا على إسرائيل، فالسلام من وجهة نظره سلام يسمح لإسرائيل بإبقاء سيطرتها على المدن الفلسطينية، ويسمح للعرب بإدارة شؤونهم الحياتية كالتعليم والصحة والتجارة في مدنهم وقراهم فقط.
ولذا عارض نتنياهو إتفاقية "غزة_أريحا أولًا" وتوقع وقت إبرامه أن هذا الإتفاق سيشكل مخاطر كبيرة على أمن إسرائيل، وأن هناك خطر محدق بإسرائيل بعد تطبيق هذا الإتفاق لن يأتي من قبل الإرهابيين على حسب تعبيره، بل من جيش جديد ينتمي لدولة جديدة كاملة المواصفات في الضفة الغربية وغزة، والتي ستكون دولة عربية جديدة معترفًا بها دوليًا.
ويستند نتنياهو فى إقناع تابعيه من المتشددين على وجوبية إنهاء الحكم الذاتى الفلسطينى، لأن منظمة التحرير الفلسطينية التى حررت الإتفاق ينص ميثاقها على إقامة دولة فلسطينية على أي جزء يتم اخلاؤه من قبل الجيش الإسرائيلي، على أن تكون هذه الدولة الفلسطينية قاعدة لهجوم عربي موحد ومتحالف ضد إسرائيل فيما بعد.
ويبرر نتنياهو موقفه الرافض للسلام مع الفلسطينيين، بأن الفلسطينيين تعهدوا بوقف الإرهاب ضد إسرائيل ولم يفعلوا، ويرى أن السلام بين إسرائيل ودولة فلسطين مجرد وهم، ولن يقضى على الأعمال الإرهابية، ونتنياهو يشترط لقبوله السلام ووجود دولة فلسطينية أن تكون منزوعة السلاح، تعترف بالدولة اليهودية.
ولذا أعتقد أن الأمر سيكون أسوأ مادام نتنياهو يستغل وجود غشاوة على بصائر الشعب الإسرائيلي الذى أعتاد على القتال ويرفض السلام العادل المنطقى، ويرى على غير الحقيقة أنه مظلوم ومجنى عليه، ولا يرى ما كانت تفعله حكومته مع أهالينا فى غزة والضفة الغربية.