نتنياهو: إسرائيل تبدأ المرحلة الثانية من الحرب في غزة بعملية برية
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يوم السبت، إن القوات الإسرائيلية بدأت المرحلة الثانية من الحرب على غزة بإطلاق عمليات برية ضد حركة حماس وتعهد "بتدمير العدو فوق الأرض وتحت الأرض".
وانقطعت الاتصالات تقريبا بين سكان غزة المحاصرين والعالم الخارجي يوم السبت، فيما أسقطت طائرات الاحتلال الإسرائيلية المزيد من القنابل على القطاع الفلسطيني الذي تحكمه حركة حماس، وقال القادة العسكريون إن العملية البرية الشاملة التي تلوح بها إسرائيل منذ وقت طويل قيد الإعداد.
وقال نتنياهو في مؤتمر صحفي في تل أبيب إن الحرب ستكون "طويلة وصعبة" وكرر الدعوة للمدنيين الفلسطينيين بإخلاء شمال قطاع غزة الذي تركز إسرائيل هجماتها عليه.
وتعهد نتنياهو ببذل كافة الجهود لإنقاذ أكثر من 200 رهينة محتجزين في غزة.
وقال للصحفيين "هذه هي المرحلة الثانية من الحرب التي لها أهداف واضحة وهي تدمير قدرات حماس الحاكمة والعسكرية وإعادة الرهائن إلى الوطن".
وتابع "نحن في البداية فحسب.. سندمر العدو فوق الأرض وتحت الأرض".
وتحاصر إسرائيل قطاع غزة وتقصفه منذ ثلاثة أسابيع بعد الهجوم الذي شنته حركة حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول على جنوب إسرائيل وأدى إلى مقتل 1400 إسرائيلي في أدمى يوم في تاريخ إسرائيل الممتد 75 عاما.
وتؤيد الدول الغربية بوجه عام ما تقول إنه حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها لكن القلق تزايد على الصعيد الدولي بسبب عدد القتلى الفلسطينيين جراء القصف وزادت الدعوات لهدنة مؤقتة للسماح بدخول المساعدات إلى المدنيين في غزة.
وقالت سلطات الصحة في قطاع غزة الذي يبلغ عدد سكانه 2.3 مليون نسمة إن 7650 فلسطينيا قتلوا منذ بدء القصف الإسرائيلي.
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي يرأس السلطة الفلسطينية التي تحكم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، "تمر قضيتنا اليوم بظروف غاية في الدقة والصعوبة، حيث يتعرض أبناء شعبنا في قطاع غزة لحرب إبادة جماعية، ومذابح ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي، على مرأى ومسمع من العالم أجمع".
ومع تحول الكثير من المباني إلى أنقاض وصعوبة العثور على مأوى، يعاني سكان غزة من نقص في الغذاء والماء والوقود والأدوية. وتفاقمت محنتهم منذ ليلة أمس عندما انقطعت خدمات الهاتف والإنترنت وأعقب ذلك قصف طوال الليل وصف بأنه الأعنف منذ بدء الحرب.
وأمضى صحفي في غزة ليلة مرعبة على سلم أحد الأبنية يراقب "أحزمة النار" بينما كانت القنابل تنهمر وسط تبادل لإطلاق النار على ما يبدو بين القوات الإسرائيلية ومسلحين فلسطينيين. وقال "كان الله في عون أي شخص تحت الأنقاض".
وأضاف أنه دون الهواتف المحمولة لا يمكن لأحد الاتصال بسيارات الإسعاف كما أن خدمات الطوارئ تعاني من نقص الوقود على أي حال.
وكان الأشخاص اليائسون يلجأون إلى الشرطة، عند العثور عليها، لاستخدام أجهزة الاتصال اللاسلكي الخاصة بها لطلب المساعدة.
وأحجم كبير المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي عن الإفصاح عما إذا كانت إسرائيل هي المسؤولة عن انقطاع الاتصالات في غزة واكتفى بالقول إن إسرائيل ستفعل ما يلزم لحماية قواتها.
- القوات الإسرائيلية تستهدف الأنفاق
على الرغم من عدم وجود ما يشير إلى غزو شامل، قالت إسرائيل إن قواتها التي دخلت غزة الليلة الماضية لا تزال في الميدان، مع التركيز على البنية التحتية بما في ذلك شبكة الأنفاق الواسعة التي أقامتها حماس.
وفي دعوتها لسكان شمال غزة للتحرك جنوبا، قالت إسرائيل إن حماس تختبئ تحت المباني المدنية وخاصة في الشمال. ويقول الفلسطينيون إنه لا يوجد مكان آمن مع تدمير القنابل المنازل في جنوب القطاع المكتظ بالسكان.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إن "كارثة إنسانية تتكشف أمام أعيننا".
وقالت وكالات إغاثة عالمية مختلفة إنها لا تستطيع الاتصال بموظفيها في غزة. لكن وليام شومبورج الممثل عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر في غزة تمكن من إرسال رسالة صوتية.
وقال في الرسالة إن المسعفين يعملون على مدار الساعة في الوقت الذين يواجهون فيه أيضا مآسي شخصية. وأضاف لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) "تحدثت مع طبيب فقد شقيقه وابن عمه الليلة الماضية". ونشرت اللجنة الدولية للصليب والهلال الأحمر الرسالة الصوتية على موقع إكس.
وعرض رجل الأعمال الملياردير إيلون ماسك شبكته من الأقمار الصناعية ستارلينك لدعم الاتصالات في غزة لمنظمات الإغاثة المعترف بها دوليا.
وأظهر مقطع مصور من الجانب الإسرائيلي من السياج شديد التحصين انفجارات في غزة نجم عنها تصاعد سحب من الدخان بين صف من المباني المدمرة.
وقالت حركة حماس يوم السبت إنها كانت على وشك التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل بشأن أكثر من 200 رهينة تحتجزها في غزة لكن إسرائيل "ماطلت" في ذلك.
ونفى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي هذه الأنباء وقال إن حماس تحاول "بشكل ساخر" التأثير على الرأي العام.
وقال نتنياهو، الذي التقى بأسر رهائن في وقت سابق يوم السبت، إن الاتصالات الرامية لتأمين إطلاق سراح الرهائن ستستمر حتى أثناء الهجوم البري على غزة وإن الضغط العسكري على حماس يمكن أن يساعد في إعادتهم إلى ديارهم.
وتواصلت يوم السبت المفاوضات التي تتوسط فيها قطر بين إسرائيل وحماس بهدف خفض التصعيد لكن مصدرا مطلعا على المحادثات قال إنها تسير بوتيرة أبطأ كثيرا.
وقال المتحدث العسكري إن الطائرات المقاتلة قتلت رئيس الجناح الجوي لحماس عاصم أبو ركبة الذي كان مسؤولا عن الطائرات المسيرة والطائرات الشراعية وعمليات الاستكشاف الجوي والدفاع الجوي لحماس في هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول على بلدات جنوب إسرائيل.
"قنبلة موقوتة" إقليمية
قال الجيش الإسرائيلي إن الطائرات الحربية قصفت 150 هدفا تحت الأرض في شمال قطاع غزة، بما في ذلك أنفاق لحماس ومساحات قتالية وغيرها من البنى التحتية تحت الأرض، مما أسفر عن مقتل آخرين من عناصر الحركة.
وقالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في ساعة مبكرة من صباح يوم السبت إن مقاتليها اشتبكوا مع القوات الإسرائيلية في بلدة بيت حانون بشمال شرق غزة وفي منطقة البريج بوسط القطاع.
وأضافت "كتائب القسام وكل قوى المقاومة الفلسطينية بكامل جهوزيتها تتصدى بكل قوة للعدوان الإسرائيلي وتحبط التوغلات".
وحثت الولايات المتحدة ودول غربية أخرى إسرائيل على وقف الهجوم البري خوفا من سقوط عدد كبير من الضحايا الفلسطينيين واتساع نطاق الصراع.
وتحظى حماس بدعم إيران، التي تدعم أيضا فصائل في لبنان وسوريا والعراق واليمن. وتعرضت القوات الأمريكية لإطلاق نار من الجماعات المدعومة من إيران في العراق وسوريا. وتقوم واشنطن بنقل المزيد من العتاد العسكري إلى المنطقة.
وقال وزير الدفاع يوآف جالانت إن إسرائيل لا تسعى لتوسيع رقعة الحرب إلى ما هو أبعد من غزة لكنها مستعدة على جميع الجبهات.
وأعلن الجيش الإسرائيلي عن تبادل جديد لإطلاق النار على الحدود مع لبنان اليوم السبت وهو الأحدث في أخطر اشتباكات على الحدود منذ عام 2006.
وأدت الأزمة في غزة إلى خروج مئات الآلاف من المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين في مدن في أنحاء أوروبا والشرق الأوسط وآسيا اليوم السبت.
وقالت كميل ريفويلتا التي شاركت في مسيرة في لندن "الأمر لا يتعلق بحماس. بل يتعلق بحماية حياة الفلسطينيين".