رئيس التحرير
خالد مهران

فتاوى الدم في إسرائيل تهدر دم أطفال غزة

النبأ

فتاوى يهودية تهدر دم أطفال غزة 

حاخامات يهود يفتون بوجود أمر إلهي بقتل الذكور الرضع درءًا لشرورهم 

 

يتساءل الكثير من الناس حول قتل إسرائيل في القصف الهمجي على غزة للنساء والأطفال، إلا أن التلمود وفتاوى الحاخامات تأمر صراحة بعمليات الإبادة والقتل الجماعي وقتل الأطفال والنساء، ورغم دعوات الغرب وبعض العرب بتجديد الخطاب الديني إلا أن ذلك لا يحدث في إسرائيل، بل يحدث العكس من التشدد وعدم التقيد بالنصوص التي تحرم القتل أو تستثني منه أحدًا في فتاوى الحاخامات.

صدر كتاب في عام 2009 في إسرائيل يسمى شريعة الملك، من حاخامين يديران مدرسة دينية متشددة تدعي "يوسف ما زال حيًا" في مستوطنة يتسهار القريبة من مدينة "نابلس" الفلسطينية" وهما الحاخام يتسحاق شابيرا ومساعده الحاخام يوسيف إلتسور، ويعد الكتاب بمثابة المرجع لكل من يريد قتل غير اليهود الذين يسميهم الكاتب بـ "الأغيار" بدم بارد، حيث يستعين بمئات الفتاوى الدينية التي تبيح قتل الأغيار.

المسئولية الجماعية في القتال

ويستند الحاخامان في كثير من المواضع على أقوال اثنين من كبار مفسري التوراة في القرون الوسطى وهما الرابي موسى بن ميمون، والرابي موسى بن نحمان، ونشر عرض للكتاب في صحيفة "معاريف" الإسرائيلية عام 2009.

يعد أول وأبسط احتمال لإباحة قتل العدو بالنسبة لليهود في الحرب هو كونه مطاردًا "أي مقاتلًا لبني إسرائيل"  ويستندون في ذلك إلى فتاوى كل من شولحان عاروخ في حوشين مشباط، والرابي موسي بن ميمون قي شرائع القاتل وحفظ النفس

يعد في الفتوى التي يوردها الخاخام شابيرا، أن من يطارد شخص يهودي ليقتله، حتي وإن كان المطارد صغيرًا، فإنه من الواجب على جميع شعب إسرائيل إنقاذه من ذلك الذي يطارده بإصابة أحد أعضاء جسده، وإذا لم يتمكنوا من ذلك فيمكنهم قتله.

ويتضح مما قال الرابي موسي بن ميمون، مدى إلزام الشريعة بإنقاذ المطارد وخطورة التهرب من إنقاذ الغير، وإنقاذ حياة نفس من إسرائيل:

كل من يمكنه الإنقاذ ولم يفعل، يكون قد خالف قاعدة لا تتهرب من إنقاذ صاحبك، وكذلك من يري صديقه يغرق في البحر، أو أن لصوصا قادمون نحوه، أو حيوانا مفترسًا يهاجمه ويمكنه إنقاذه سواء بنفسه، أو بتأجير أخرين لإنقاذه ولم ينقذه، أو من يسمع أغيارًاأو متأمرين يكيدون له شرًا أو يخططون لإيقاعه في فخ ولم يخبر صاحبه، أو من علم أن ثمة شخصًا غير يهودي أو أحد القتلة يشكو من صاحبه، وإزالة العدواة من قلبه، ولم يفعل، وكل الأمور المشابهة، من لا يفعلها يكن قد خالف قاعدة لا تتهرب من إنقاذ صاحبك.

ولا يعاقب من خالف هذه النواهي، ولا تعد أفعالًا خطيرة، فكل من يضيع نفسًا من إسرائيل، كأنما فقد العالم كله، ومن حافظ على حياة نفس من إسرائيل، فكأنما حافظ على وجود العالم كله

المحاربين غير المشاركين في الأعمال القتالية

لا يقتصر حكم القتل عند اليهود على المقاتلين الذين إتركبوا جرائم أو قتلوا من الإسرائيليين، ولكن كل المشاركين في الحرب حتى وإن لم يشتركوا في الأعمال القتالية.

يورد شابيرا تحت باب "من خالف حكم القتل والنهب"، أن الأغيار المشاركون في حرب ضد اليهود يستحقون القتل لانهم سافقوا دماء حتى هؤلاء الذين لا يقتلون بانفسهم يستحقون القتل  ان الاغيار يستحقون القتل من عن القتل غير المباشر ولذلك فهم يحاكمون ايضا بعد الحرب عندما يكونون قد توقفوا عن المطاردة.

ويرى شابيرا في فتواه، أن هناك سبب اضافي لضروره قتل الاغيار الذين يحاربوننا هو انهم تعدوا على وسيط السرقه فهم في الحرب يحتلون الارض ويحصلون على غنائم من العدو ويلحقون به الاذى ويتسببون له في خسائر مادية

ويعمم الحاخامات اليهود هذا الحكم على كل الطامعين في أرض إسرائيل، موضحًا أنه في حاله الحرب على أرض إسرائيل هذا السبب يكون اكثر وجاهة لأنهم يرون أن غير اليهود  الذين يرغبون في أرض إسرائيل لأنفسهم يسرقون من الأرض التي ورثها اليهود عن اياتهم وبالتالي يستحقون القتل.

 

من يساعد الجيش

 

يسري حكم المطارد أيضًا عندما لا يقوم بتوجيه تهديد القتل بشكل مباشر، بل بشكل غير مباشر، وكما ورد في الأسئلة والأجوبة التي وضعها الرابي يتسحاق بن شيثت.

تتحدث الفتاوي العبرية عن جواز قتل جندي العدو في أسلحة الاستخبارات، والصيانة، وما شابه، قام بمساعدة الجيش الذي يحارب اليهود، وأيضا جندي في سلاح الطب خاصة الأعداء يعد مطاردًا، لأنه  دون سلاح الطب سيكون الجيش ضعيفًا جدًا، وأيضًا سلاح الطب يساند ويعضد من قوة المحاربين ويساعدهم على قتل اليهود.

كما يرى شابيرا في الفتاوى التي جمعها، أن المواطن الذي يساعد المحاربين أيضًا يعد مطاردًا ويجوز قتله، مواطن يعمل في مصنع لإنتاج الأسلحة ويزود الجيش بالسلاح، مثله مثل الجندي الذي يخدم في سلاح الاستخبارات ويزود الجيش بالمعلومات، كل من يساعد جيش الأشرار بأي طريقة يعد مطاردًا، ويجب قتلبه

 

كذلك يقتل من يمنح أموال اليهود للأغيار، لأن هذه الفعلة تعرض الأرواح للخطر، كما ذكر الرابي  موسي بن ميمون

يسمح بقتل من يسلم مالًا للأغيار في كل مكان، وحتي في هذا الزمان الذي لا يؤخذ فيه بأحكام القانون الجنائي، ويجوز قتله قبل التسليم إذا قال: هأنذا أقوم بتسليم فلان، سواء جسده أو ماله، وحتي إذا كان مبلغًا بسيطا من المال، يكون بهذا يستحق القتل، واعتادوا في جميع الأزمنة في مدن الغرب قتل من يسلم مالا يخص إسرائيل للأغيار

وحتي من يقوم  بتسليم مبلغ بسيط من المال يخص اليهود، بواسطة أحد الأجانب، يحق لأي شخص أن يقتله، إذا شاهدوه يفعل هذا ثلاث مرات

 

سياسة العقاب الجماعي

تبيح فتاوى الحاخامات العقاب الجماعي لشعب بأكمله لمعاقبة السلطة الحاكمة، وهو نموذج لما تقدم عليه إسرائيل في حروبها المتكررة على غزة، فيذكر كتاب شريعة الملك بمعنى بشكل عام نحن لا يعنين غير اليهودي الذي يتعدى على الوصايا السبع في موضع بعيد عنا لإنه ليس لنا شان بذلك لكن عندما تكون في حرب معهم فان هذا يصير جزءا من حقارتهم العامه وحينها يجب محاكمتهم على نذالتهم وخستهم.

يستند شابيرا على حادثة قتل أهل شكيم، حيث قام بنوا إسرائيل بقتل الملك وشعبه وعبيده، وذلك لأنهم عارضوه وأورد النص بأن القت

وينقل الحاخام شابيرا عن الراب يوم طوف ابن افرهام الاشبيلي قوله لا تخفضوا إذا كانت العداوه هي السبب اما في حاله الحرب فالعداوه قائمه فعلا ولن تشعلها الحرب اكثر مما هي مشتعلة

بينما يورد  المعلم  يونا الذي أن الفقهاء اليهود حذروا محاكمه وخط غير اليهودي الذي يتعدى على الوصايا السبع، ويرى الحاخامات الحاليين  ان هذا الحكم في حاله السلم فحسب حينما يكون القتل فعلا اسما ولذلك حذرها الفقهاء اما في وقت الحرب عندما يكون القتل   امرا مالوفا ليس سمه حذر حينها في محاكمه وقتل الاغيار على ذلك

 

التأييد والمساندة

لا تتوقف فتاوى القتل عند الصهيونية الدينية عند حد الإبادة الجماعية للقرى أو المدن التي منها جماعات أو واقعة تحت حكم أشخاص يحاربون إسرائيل، ولكن تتعدى الفتاوى ذلك لعمليات القتل الجماعي لكل من أيد أو دعم جماعة أو مجموعة تقاتل إسرائيل سواء كان ذلك فرد أو جماعة

وأورد شابيرا في كتابه، أن أي مواطن يؤيد الحرب، يمنح القوة للملك "الحاكم" وللجنود للاستمرار في الحرب، لذلك كل مواطن في المملكة التي تعادي إسرائيل يدعم الجنود أو يشعر براحة جراء ما يقومون به يعد مطاردًا ويجب قتله، ويعد مطاردًا من يساعد بالقول في إضعاف مملكة إسرائيل "دولة إسرائيل الحالية".

ويستند شابيرا في ذلك على تفسير الحاخام ليوا لواقعة قتل بلحام في حرب مدين:الذي خرج من مدين لاستقبالهم "جيش أعداء إسرائيل"، وكان يحمل لهم نصية شريرة، ولذلك استخق القتل، لأنه كان يعد مطاردًا ويريد قتل جميع إسرائيل، فكل من يزرع اليأس في قلب الناس وقت الحرب فإنه بذلك يجعلهم يهربون من الحرب

 

 

كما يستند الإسرائيليون  في قتل كل من أيد أو ساند من حاربهم، بشكل جماعي سواء كانت قرى أو مدن على فتوى الحاخام شاؤول يسرائيلي، وهو من كبار حاخامات الصهيونية الدينية في إسرائيل وكان حاخام ومفتيًا وفقيها وعضو بمجلس الحاخامات الكبار، ورئيس مدرسة مركاز هراف، إحدى أهم المدارس المتشددة في القدس المحتلة، في كتابه "عامود هيميني"

يرى يسرائيلي في كتابه أن سكان القرى الحدودية من العرب يمنحون حماية للعصابات "يقصد المقاومة الفلسطينية"، حتى يتمكنوا من أداء مهامهم بلا خوف من تلقي عقاب، فالسكان الذينلا يساعدونهم ويدعمونهم بكافة الأشكال يعدون بمثابة من ساعد المطارد لارتكاب جريمة قتل، ومن الواضح أن تلك المساعدة تشكل بنية تحتية لأفعالهم المستقبلية، لأن السكان يقومون بتأييد جميع أنواع هذه العمليات، ولذلك يعد جميع السكان هم بمثابة مطاردين أي يستحقون القتل ومستباح دمهم. 

الأسرى المحررين والعمليات الاستباقية

تضمن قائمة القتل لدى الصهيونية الدينية كل من أفرج عنه أو حارب إسرائيل سابقًا، ويندرج تحتها ما يسمى بالعمليات الاستباقية والوقائية، ويتخذ بعض الحاخامات تلك القاعدة لقتل كل السكان من غير اليهود بغض النظر إذا كانوا مقاومين أم لا.

يشير شابيرا إلى أنه لا يجب قتل المطارد إذا توقف عن المطاردة "أي من يقاتل إسرائيل لطالما توقف عن الحرب"، ولكن هذا صحيح بشرط ألا يتوقع منه خطورة في المستقبل، ولكن في الحالات التي يتوقع أن يعود للحرب من جديد يمكن قتله حينها، حتى إذا لم يكن يحارب أو يتجهز لذلك في هذه اللحظة.

ويستكمل الحاخام الإسرائيلي، أنه إذا كنا نقول إن اليهودي الذي توقف عن الحرب يجب قتله، فما بالك بالسكان الأغيار الذين يناصرون بشتى الصور أعمال المقاومة، ولذلك كل من يشتبه به أنه يعرض إسرائيل للخطر لا داعي للتدقيق لنرى ما إذا كان في تلك اللحظة هو يؤيد الحرب أم لا.

ووضع الحاخام سلم أولويات في عمليات القتل يبدأ في الأساس بمحاربة المطاردين "ألذين يقاتلون الإسرائيليين" أنفسهم أو من يساعدهم عن عمد، ثم محاربة من يتهم بمساعدة الأشرار والقتلة، وبالتالي هم يتحقون القتل  لتعديهم على الوصايا السبع.

يأتي في المرتبة الثالثة في سلم أولويات القتل هو قتل الأبرياء الذين يدعمون القتلة حتى وإن كانوا مرغمين على ذلك، ولو كان ضروريًا نلحق الأذى بالأبرياء الذين يساعدون في القتل.

الأمر بقتل الأطفال الأبرياء

ينتقل شابيرا في جزء مخصص لـ "الإنتقام"، والذي يراه إحدى الضرورات في مسألة إيذاء الأشرار هو التعامل معهم بمبدأ الإنتقام، ولذلك يمكن للإسرائيليين بارتكاب أفعال قاسية تهدف لخلق توازن صحيح من الرهبة، ويرى أن الإنتقام هو الطريقة الوحيدة لمنع الشر في المستقبل، وأنه يجب الإنتقام احترامًا لمن قتل.

وادعى الحاخام بوجود أمر إلهي بقتل الذكور الرضع، وأورد في كتابه أن سيدنا موسى أمر بقتل أطفال بني مدين لإيذائهم لإسرائيل، مبينًا أن الطفل لا يقتل لشره ولكن لأنى هناك ضرورة لقتل الجميع في حالة الإنتقام من الأشرار، وأنه حينما يقتلون يؤدون الغرض المطلوب، ويكون قتلهم إنقاذًا ودرء للشرور فيما بعد، وأنهم مشبه بهم ان يلحقوا الأذى بالإسرائيليين عندما يكبرون.

ويندرج الأمر مع النساء فورد في سفر القضاة "فقال صمويل كما أثكل سيفك النساء كذلك تثكل أمك بين النساء، فقطع صموئيل أجاج أمام الرب في الجلجال"، وأورد الحاخام أنه توجد أوصاف لاذعة للغاية لصور قتل السيدة أجاج وتقطيع أوصالها.

كما يجيز الحاخامات في فتاويهم عمليات القتل والتمثيل البشعة مستندين لحادثة قتل داود لأقوام مؤاب وعمون وتعامله معهم بقسوه شديدة، حيث يصفون عملية قتلهم بأن داود وضعهم تحت مناشير ونوارج من حديد وفؤوس من حديد، كما أحرقهم في الآجر.

كما أورد وصف آخر لتعامل شمعون الصديق مع السامريين، حيث ثقب "أعقابهم" وعلقهم في أذناب خيوله وجرهم فوق الأشواك حتى وصلوا لجبل جرزيم فطلب منهم زراعته.

كيف يرون دعوات السلام

بينما يتحدث عن السلام، مبينًا أنه على الرغم من ان التوراة قالت "إذا أقتربت من مدينة لتحاربها أدعوا أهملها للسلام"، إلا أن الحاخامات إختلفوا في الأمر، مبينًا ان الدعوة للسلام واجبة فقط في الحرب التي بادرت بها إسرائيل ولكن الحرب التي يهاجم فيها بعض الأراد إسرائيل فإن الدعوة للسلام غير ملزمة ويسمح بقتلهم جميعُا، مبينًا أنه لا يعني أن الكثير من أفراد الشعب لم يشاركون في الحرب فإنه لا داعي لقتلهم، لأنهم ضمن نفس الأمة التي إرتكبت ذنبًا حتى وإن كانوا أفراد فقط منها.