رئيس التحرير
خالد مهران

حكايات المرابطين للإغاثة على معبر رفح

حكايات المرابطين
حكايات المرابطين للإغاثة على معبر رفح

 

عفاف الجوهرى: شروط التخزين تمنع إدخال بعض الأدوية الملحة.. وهناك 2000 مريض يحتاجون لغسيل كلوى

محمد منسى: الأرض تهتز من الانفجارات فى غزة.. وهناك أكثر من 50 خيمة موجودة فى معبر رفح

 

 

«مرابطون حتى الإغاثة» شعار رفعه مئات الشباب الذين ينصبون خيامهم منذ أيام  في رفح المصرية، وبالتحديد في الجهة المقابلة للمعبر، وسط أصداء قصف همجي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي على أهالي غزة، لم يثنيهم عن التراجع عن هدفهم المتمثل في تمرير جميع المساعدات الإغاثية لإنقاذ حياة أهالي قطاع غزة.

وعلى الرغم من سماح الاحتلال بدخول عدد محدود للقطاع من الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية، خلال الأيام الماضية، إلا أن الجمعيات الخيرية من أعضاء مؤسسات التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، يؤكدون عدم تركهم المعبر قبل التأكد من وصول جميع المساعدات لأهالي غزة، ودخول جميع السيارات المصطفة أمام المعبر.

وتقدر إجمالي جهود المساعدات المرسلة إلى قطاع غزة والمتكدسة أمام معبر رفح إلى 146 طنًا من التحالف الوطني للعمل الأهلي ومؤسسة حياة كريمة، بالإضافة إلى مشاركة الهلال الأحمر المصري بـ90 شاحنة من مختلف المحافظات والدول الأخرى.

ظروف قاسية وعمل متواصل

من جانبها، تواصلت «النبأ» مع متطوعي الجمعيات، أعضاء التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، المرابطون أمام معبر رفح منذ أيام؛ للوقوف على التحديات التى تواجههم، وآلية العمل وسط الظروف اليومية القاسية.

«الأرض بتتهز من أصوات الانفجارات على القطاع».. بهذه الكلمات بدأ محمد منسي، أحد المتطوعين عن بنك الطعام، حديثه عن طبيعة الوضع الذي يعايشه المرابطون أمام المعبر منذ بدء العدوان الغاشم على قطاع غزة، مشددا في الوقت ذاته أنها تجعلهم أكثر إصرارا على المضي نحو هدف إنقاذ حياة أهالينا: «مش بتخوفنا دي بتحمسنا أكتر، ومتطمنين والجميع يتمنى أن يدخل بالقوافل، وليس المساعدات فقط».

ويشير «منسي»، إلى المساعدات الضخمة التي أرسلتها الجمعيات الكبيرة وأعضاء لتحالف الوطني: «نرى تريلات مصطفة تقف أمام المعبر ممتدة حتى قبل مدينة العريش، ينتظرون دورهم في الدخول، ونحن محكمون بالموقف العسكري والسياسي».

وعن طبيعة تلك المساعدات التي نجح في تمريرها بنك الطعام، يقول «منسي»، إنها مواد إعاشة سريعة لا تحتاج وقود، ألبان ومعلبات وأجبان، وبيف، ومياه، وبلح.

وفي إصرار شديد وبلغة حاسمة، يؤكد «منسي» أنهم لن يتركوا المعبر قبل القيام بمهامهم التي جاءوا من أجلها على أكمل وجه، وهي الدخول إلى المعبر، وتوصيل جميع الشحنات لأهالي القطاع.

ويتابع: «أكثر من 50 خيمة تم نصبهم أمام المعبر لاستيعاب المرابطين، مقسمة جزءا للشباب الذكور وأخرى للفتيات، وتضم الخيمة الواحدة من 4 شباب لـ10 والبعض قد يضطر للنوم في الشوارع بسبب عدم وجود أماكن، بخلاف آخرين يفترشون على الطريق بالبطاطين، والحصر».

ويعتبر «منسي» عدم وضوح رؤية الاحتلال الإسرائيلي بشأن ما يتم السماح بدخوله، هي الإشكالية الأبرز لهؤلاء الشباب الذين يقضون ساعات طويلة في العمل لتعديل وتبديل المستلزمات حسب تعليمات الكيان الصهيوني: «مرة يقولولنا هندخل طبي بس، ونضطر لتفريغ الشحنات وإعادة ترتيبها وتحميلها وأخرى مواد غذائية وهكذا».

ويكشف «منسي»، عن الدور الكبير الذي يقوم به أهالي العريش والمناطق المحيطة: «نحن كلجان إغاثة نقوم بإعداد وجباتنا في المطبخ التابع للجمعية في العريش وذلك بمساعدة الأهالي، ويتم إرسالها لنا على المعبر، كما يحضرون بسياراتهم الخاصة ويقضون معنا طوال ساعات النهار ثم يذهبون لبيوتهم ليلًا، ويزودوا العدد نهارًا».

ويؤكد «منسي» أن المشهد لم يغب عنه العنصر النسائي، إذ أنه حاضر بين المتطوعين وإن كان أقل من الذكور، بسبب الظروف القاسية: «موجودين عشان لو تم السماح لنا بالدخول يكون هناك من يستطيع إغاثة السيدات هناك والتعامل معهم».

مصر الخير

بكلمات مفعمة بالحماس، لا تخلو من التأثر لطبيعة الأوضاع، تحدثت الدكتورة عفاف الجوهري مسؤول القطاع الصحي بمؤسسة مصر الخير، عن كيفية تجهيز المستلزمات الطبية لأهالي غزة، مشيرة إلى أنه تم عمل لجنة مكونة من أطباء في تخصصات مختلفة، وصيادلة.

وتضيف «الجوهري»: «وضعنا قائمة أيضا بالأمراض المزمنة، والمستلزمات الطبية التي تفرضها الأوضاع هناك، منها أدوية الحروق، وشاش الفازلين، ومستلزمات الطوارئ والمضادات الحيوية، وكراسي متحركة، أنابيب أكسجين، جونتات»، مشيرة إلى أنه كان هناك شحنات أخرى تابعة لجمعيات أخرى للتحالف الوطني للعمل الأهلي.

أدوية ملحة غائبة

وبنبرة لا تخلو من الأسف، تشير «الجوهري»، إلى أن هناك أزمة تتعلق بعدم القدرة على إدخال جميع الأدوية، لأنه هناك بعضها يحتاج لشروط تخزين معينة، منها أدوية زراعة الكلى والغسيل خاصة أن هناك إحصائية تتحدث عن حوالي 2000 مواطن يحتاجون لغسيل كلي في غزة، بالإضافة إلى الأمصال وكذلك الدم، والتي تحتاج إلى ثلاجات ودرجات حرارة معينة، وهو صعب للغاية في ظل عدم وضوح وضع المعبر، وعدم وضع توقيت محدد بشأن موعد دخولها.

وعن الشحنات التي بصدد تجهيزها من مصر الخير، تقول الجوهري: «راعينا زيادة أدوية التخدير بشكل كبير لأنها نفدت هناك، مما يضطرهم لإجراء العمليات بدونها، بالإضافة إلى لبن للأطفال، والأدوية الخاصة بغسيل الكلى، والخيوط الجراحية»، مؤكدة في الوقت ذاته أن كل ما يتم تمريره ضئيلا، متابعة: «ما يرسل لا يمثل نقطة في بحر لأن ما يتم السماح به حتى الآن كميات معدومة مقابل احتياجات الناس ونتمنى أن نساعد أهالينا هناك بشكل أكبر».

فرحة رغم الخوف

ولم تغب جمعية الأورمان عن المشهد الذي يجسده المتطوعين أمام معبر رفح، إذ يشير أحمد البحيري، مندوب الجمعية إلى إن الأورمان تساهم بنحو 10 آلاف بطانية في المساعدات الحالية لأهالي غزة.

وتابع «البحيري»: «فرحتنا بمرور المساعدات لأهالينا بتنسينا أي قلق أو خوف».