بعد أزمة بيومي فؤاد و«سلَّام».. فتنة موسم الرياض تسقط القناع عن فنانين مصريين وتغضب الجمهور
- كاملة أبوذكري لـ«بيومي فؤاد»: لا تشرفني زمالتك وأنت تعرض «تفاهات» وجيراننا بفلسطين يذبحون
- عبدالرحيم كمال: لو كان عيط للجمهور وقال لهم احنا بنحب الفلوس وجينا علشانها كان صدقه
- عمر حسن يوسف: فن إيه اللي بتقدمه أنت عامل حوالي١٠٠ فيلم هابط
- ماجدة خيرالله: استخدام بيومي فؤاد لتعبيرات تشير للتسول والشحاتة أسقطه من نظر الجميع
- ماجدة خيرااله: سقوط بيومي فؤاد من نظر الجمهور وفقدانه احترامهم لا رجعة فيه ولا يمثل إلا نفسه
- ماجدة خيرالله: السعودية نجحت في ضرب الفن المصري بنسبة كبيرة بمساعدة بعض الفنانين
- ماجدة موريس: كان يجب على «بيومي» التزام الصمت لأن موقف «سلَّام» خاص به ولا يحق لأحدٍ المزايدة عليه
- ماجدة موريس: الجمهور حر في مقاطعة من يريد ولا يحق له إجبار الفنان على اتخاذ موقف بعينه أو سبه وتجريسه لعدم اتخاذه موقفًا يرضيه
- ماجدة موريس: ربما ينجبر بعض الفنان على الانسحاب من المشاركة بموسم الرياض إرضاءً للجمهور
«الحياة مواقف إما أن تعيشها محمد سلَّام أو تعيشها بيومي فؤاد»، كانت عنوان الحرب التي شنها المصريون على السوشيال -قبل نحو أسبوعًا- على «فؤاد» والفنانين المشاركين في موسم الرياض، إلا أن «فؤاد بيومي» أَبى إلا أن تزداد الحرب عليه شراسةً، بحديثه على خشبة المسرح عقب انتهاءه من عرض مسرحية «زواج اصطناعي»، «مُلسنًا» خلاله على صديقه محمد سلَّام الذي قرر الاعتذار عن المشاركة بالعمل قُبيل أيام من انطلاق فعاليات الموسم، تعاطفًا مع حرب إبادة الفلسطينيين التي تشنها قوات الاحتلال الإسرئيلي.
حديث بيومي فؤاد والتقليل من «سلَّام» واستجداء السعوديين حرك الساكن لدى المصريين وضاعف غضبهم نحو موسم الرياض، الذي يعتبرونه وسيلة في سبيل التقليل من مكانة مصر الفنية وتدمير تلك الصناعة الراقية، الأمر الذي دفع السواد الأعظم منهم إلى تدشين حملة مقاطعة للفنانين المشاركين في موسم الرياض الذين فضلوا الرقص على التعاطف مع إزهاق أرواح أشقائنا الفلسطينيين، ولم يكتف بعضهم بذلك إلا أنهم أساءوا للفن المصري، فهل تنجح تلك المقاطعة؟ وكيف ستؤثر على أعمال هؤلاء الفنانين؟
قلة أصل
هجوم الجمهور على «بيومي»، أجبره على غلق تلقي التعليقات عبر حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي، ما دفعهم إلى مهاجمته عبر الحساب الخاص بمطمعه، ومن ثَمَّ مهاجمته واتهامه بـ«قلة الأصل»، عبر منشور قديم على حساب محمد سلَّام على «انستجرام»، والذي يحتوي على صورة تجمعه بـ«فؤاد»، مصحوبة بعبارات مدح له، ما دفع «سلَّام» إلى غلق التعليقات على المنشور، ولاقى ذلك استحسان الجمهور، الذي رأى أنه رغم إساءة «بيومي»، لم يرتضها له.
الأحد 5 نوفمبر الجاري، توقيت اشتعال الأزمة التي استشاط غضب الجمهور بشأنها، تجاه الفنانين المشاركين بموسم الرياض، لاسيَّما بعد تصريحات حديث بيومي فؤاد على خشبة المسرح عقب انتهاء عرض المسرحية، ودشَّنوا حملة لمقاطعة الفنانين المشاركين بموسم ارياض، على رأسهم «فؤاد»، الذين وصفوه بـ«الأراجوز»، الذي لا مبادئ له.
وصف «بيومي» بـ«الأراجوز عديم المبادئ»، لم يأت من فراغ، لاسيَّما وأنه تعمد التقليل من «سلَّام» ومن موقفه محاولًا «كسب بنطًا» على حساب صديقه، الذي لم يُسئ إلى زملاءه مطلقًا بانسحابه من المشاركة في تقديم المسرحية، إلا أن حديثه أساء إلى الأخير، خصوصًا وأنه هاجمه أمام الجمهور السعودي، بعدما أشاد بالفنان محمد أنور، الذي حلَّ محل محمد سلَّام، ووصفه بأنه تحمل المسؤولية وأنقذ الموقف، في إشارةٍ منه إلى «سلَّام» لم يكن على قدر المسؤولية.
مزايدة واستجداء
ولم يكتف بتلك الكلمات، إلا أن هجومه امتد إلى المزايدة على موقف «سلَّام» -حسب وصف الجمهور- قائلًا: ""من حقك إنك تعتذر عن تقديم المسرحية، لكن ليس من حقك أن تخطئ في فنك، نحن نقدم فننا المصري ولذا يحترمنا الجمهور السعودي، ونحن نحترمه ونقدره جدًا، شيء عظيم أن أخرج أتصور مع شاب سعودي ومع سيدة سعودية وهي تعلم أنني مصري أنا أشرف بلدي".
الاستجداء والشحاتة -كما وصفها الكثيرون- التي بدأ بها بيومي فؤاد حديثه في ختام عرض المسرحية، بخلاف إساءته لـ«سلَّام» أجبرت بعض أهل الفن على الخروج عن صمتهم، وتوجيه انتقادات لاذعة إليه، للدرجة التي وصفه البعض فيها، بأنه لا يمتلك عزة نفس، لاسيَّما وأن قال: "احنا اتظلمنا والله، احنا اتهنّا، واحنا جايين نقدم فن، احنا مش بتوع فلوس أقسم بالله، والله العظيم ما بتوع فلوس، تلاتة بالله العظيم لو العرض دا قعد 15 يوم تانيين من دون أجر، وسيادة المستشار يعلم، احنا لينا الشرف، ونبقى فرحانين جدًا".
«ما زاد الطين بلة»، أنه انفعل على المسرح، موجهًا حديثه للجمهور السعودي والقائمين على موسم الرياض، قائلًا: "كتر خيركم"، المسألة التي اعتبرها المصريون وأهل الفن فيها إهانة كبير للفن والفنانين المصريين.
تفاهة وتمثيل
المخرجة كاملة أبوذكري، كانت ضمن الذين خرجوا عن صمتهم، فور تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي لمقطع الفيديو، الذي يُظهر حديث «فؤاد»، ووجهت إليه انتقادًا لاذعًا، عبر حسابها على «فيسبوك»، معتبرة ما يقدمه لا يمت للفن بصلةٍ، وإن كان يعتبره كذلك فإنها لا يشرفها أن تكون زميلة له في هذه المهنة، لاسيَّما وأن المسرحية التي كانت سببًا في الأزمة، لم تستغرق كتابتها والتحضير لها وتنفيذها، سوى ثلاثة أيام، وبالتالي عرض تلك «التفاهات» لا يُشرف الفن المصري -حسب قولها-
وترى أن الإصرار على عرض تلك «التفاهات» والغناء والضحك، من أجل حِفنة من الدولارات، في ظل المذابح وحرب الإبادة التي يعيشها جيراننا أهل فلسطين، الذين يُذَبَّح نسائهم وأطفالهم ورجالهم، بعيد تمامًا عن الإحساس، لاسيّما وأن الإحساس والفن نعمة، وبيومي فؤاد وكل المشاركين بموسم الرياض، آخر من يتكلمون عنها، لافتقادهم لها.
السيناريست عبدالرحيم كمال، استهزأ من أداء «فؤاد» خلال حديثه، باعتباره مشهد تمثيلي تراجيدي، وأن يختتم العمل الكوميدي به هذا غير مهني، مُدونًا عبر حسابه بـ«فيسبوك»: "خسارة والله.. هو لو كان في آخر العرض عيط للجمهور وقال لهم: يا جماعة احنا بنحب الفلوس وجينا علشان الفلوس ومستعدين نقعد 15 يوم تاني لو زودوا الفلوس، كان الجمهور هناك صفق وضحك وصدق، والجمهور هنا (المصري) ضحك وصدق".
الفنان عمر حسن يوسف أيضًا، هاجم بيومي، عبر حسابه بـ«فيسبوك»، مدوِّنًا: "فن إيه اللي بتقدمه، دا أنت عامل بتاع ١٠٠ فيلم هابط وأخرهم اللي طلعت عملته على المسرح".
مقاطعة للفنانين
حملة المقاطعة التي دشنها الجمهور شملت قائمة كبيرة من الفنانين بخلاف بيومي فؤاد، أبرزهم محمد أنور ومي عزالدين وسليمان عيد، والنجوم الذين حضروا حفل افتتاح موسم الرياض، على رأسهم محمد حماقي وأنغام ومحمد هنيدي، وأشرف عبدالباقي وشيكو، وغيرهم.
غضب المصريون من موسم الرياض، ليس وليد الأزمة الحالية، ومنذ انطلاقه لطالما استشعر الجمهور المصري، محاولات المملكة العبث بالفن والفنان المصري والتقليل منه، عبر استقطابه لتقديم أعمالًا وفعاليات فنية، وصفها البعض بـ«التافهة» من أجل حِفنة دولارات، إلا أن حديث وأداء بيومي فؤاد،الأخير، ومحاولات استجدائه للجمهور السعودي والقائمين على هذه الفعالية الفنية، كان «القشة التي قصمت ظهر البعير».
ورغم كل الهجوم الذي نال من «فؤاد» والسائرين على نهجه من الفنانين، إلا أنه هناك فريقًا آخر رأى أن حديثه، ما هو إلا رد فعل طبيعي على حديث «سلَّام» الذي أحرج زملائه، وحمِل بين طياته إدانة لهم، وبين مؤيدٍ ومعارضٍ يظل التساؤل بشأن ما إذا كانت تلك المقاطعة ستنجح أم لا؟ وماذا عن تأثيرها على الفنانين وأعمالهم؟
«نحتاية» مُسيئة
الفنان من حقه أن يتنقل ويقدم أعمالًا في أي دولة، ولكن ليس من حقه أن يعتبر الـ«سبوبة» أو «النحتاية» فنًا، فهذا يسيئ للفن المصري، بخلاف ما قاله «بيومي»، بإنه أتى ليشرف بلده، كيف يحدث ذلك والمسرحية التي يتحدث بشأنها لم يستغرق التحضير لها سوى 3 أيام، فضلًا عن استجدائه السعوديين! ولو أنه كان قدم العرض دون ثرثرة، لما كانت هناك أزمة من الأساس، حسبما تقول، الناقدة الفنية ماجدة خيرالله، في حديثها مع «النبأ الوطني».
وتضيف، عن أي فنٍ وإضحاكٍ يتحدث بيومي فؤاد، في حين أنه قدم «شو مُهين»، صف خلال زملائه المشاركين بالمسرحية، وراح يستجدي السعوديين، وكأنهم يمنون على الفن والفنان المصري، بخلاف «تلسينه»، على محمد سلَّام؛ لمجرد أن موقفه كان مُختلفًا، دون إدانة أيٍ من زملائه، ومع ذلك تبرع «فؤاد» تبرع بذلك الشو و«التلسين» على زميله إرضاءً للجهة التي يقدم لها العرض.
شغل تسول
استخدام «بيومي» تعبيرات تشير إلى «التسول» و«الشحاتة»، مثل «كتر خيركم» و«احنا مش بتوع فلوس»، أسقطه من نظر الجميع، خصوصًا وأن التفوه بمثل تلك الكلمات، لا يناسب الموقف، لأن ما يتقاضاه من أجر ليس مِنَّة من أحد؛ ولكنه لقاء عملًا فنيًا، فما الداعي لـ«شغل التسول دا»، وفقًا «خيرالله».
وترى أن إصراره على الزج باسم مصر في الحديث، أمر مُبالغ فيه، خصوصًا وأنه لم يُمثلها -كما ذكر- وإنما لا يمثل إلا نفسه، فهو لا علاقة له بمصر ولا بالفن المصري؛ لأن الفنان المصري عندما يخرج لتقديم عمله في أي دولة، لا يُهين نفسه أو زملائه، كما فعل.
شركات الإنتاج لن تلتزم بالمقاطعة، وستستعين بأي فنان تحتاجه، ولكن مسألة أن الجمهور اتخاذ رد فعل نفسي رافض للمشاركين والمؤيدين لتصرف بيومي فؤاد، لن يؤثر بنسبة كبيرة على اختيار شركات الإنتاج، رغم سقوطه ومن على شاكلته من نظر الجمهور وفقدانهم احترامه، ولما كان الفنان يعيش وينجح بإعجاب ومحبَّة الجمهور، وفي حالة فقدانه لهما إذًا سيفقد وجوده، وبالتالي سقوطه نهائي ولا رجعة؛ لأنه ليس سقوطًا بل إنسانيًا، حسب ماجدة خيرالله.
وتختتم «خيرالله»، حديثها مع «النبأ الوطني»، بالإشارة إلى أن تجهم المصريون لموسم الرياض ولأبناء بلدهم من الفنانين المشاركين به، يرجع إلى محاولة السعودية إلى ضرب مصر فنيًا، من خلال استقطاب الفنانين المصريين لتقديم أعمالًا دون المستوى من أجل الدولارات، ونجحت في ذلك بنسبة كبيرة بمساعدة هؤلاء الفنانين، ورغم ذلك مازالت هناك جهات إنتاج قادرة على تقديم أعمال فنية ذات قيمة في مصرمُضيفة أن الغريب في الأمر أن 90% من الفنانين المشاركين في المسرحية ليس بحاجة إلى أموال السعودية، لأنهم أصحاب نشاط فني كبير داخل مصر.
أكل عيش
هجوم الجمهور على الفنانين المشاركين بموسم الرياض لا عدالة فيه؛ لاسيَّما وأنه من المُمكن أن يكون هناك بعضٍ من زملاء «سلَّام» مُستائين مما يحدث في فلسطين ولطالما دعموا القضية، إلا أنهم لا يستطيعون الاعتذار عن المشاركة، بدافع «أكل العيش»، وأنهم في حالة الاعتذار لن يستطيعوا أن ينفقوا على أسرهم أو ربما لاحتياجاتٍ إنسانية أخرى، وفقًا للناقدة الفنية، ماجدة موريس، في حديثها مع «النبأ الوطني».
وترى أنه لا يوجد شخصًا يمكنه الحكم على حالة آخر إلا إذا كان في نفس موقفه، وبالتالي ليس من حق الجمهور الحكم على الفنان بهذا الشكل، مُسائلة: هل هناك توجيه أن تكون كل الناس مُتأثرة بما يحدث لأشقائنا في فلسطين بنفس القدر والكيفية!
كان يجب على بيومي فؤاد أن يلزم الصمت؛ لأن موقف محمد سلَّام، خاص به ولا يحق لأحدٍ المزايدة عليه أو انتقاده، خصوصًا وأن الأخير عبر عن مشاعره وعن أنه غير قادر على المشاركة في فعاليات، ورغم أن الموقف شخصي وفردي، إلا أنه أحرج زملائه لأن الناس حينها رأت أنه كان يجب على زملائه الآخرين الانسحاب من المشاركة، ولكن لا ذنب لـ«سلَّام» في ذلك، حسبما أكدت «موريس».
الجمهور حر
وتضيف، أن الجمهور حر في مقاطعة من يريد من الفنانين، ولكن ليس من حقه إجبار الفنان على اتخاذ موقف بعينه، كما إنه ليس من حقهم سبه وتجريسه؛ لمجرد أنهم لم يتخذ الموقف الذي يرضيه، لاسيَّما وأن الجمهور ذاته أبدى استيائه من تكريم السعودية لبعض الفنانين المصرين ومن احتفالية تكريم «الموجي».
المقاطعة التي دعا إليها الجمهور، لن تُنفذ إلا على الفنانين الذين تحدثوا وليس كل المشاركين بموسم الرياض، وعلى الرغم من ذلك فإنه بنسبةٍ كبيرةٍ لن يكون النجاح حليفها؛ لأن الأعمال الفنية ليست مرهونة بفنان بعينه، خصوصًا وإن كان ليس بطلًا أسياسيًا في الأعمال التي يشارك بها مثل بيومي فؤاد، والأمر ذاته ينطبف على «سلَّام»، ولكن في حالة استمرت تلك «الهوجة» طويلًا، ربما ينجبر بعض الفنان على الانسحاب من المشاركة بموسم الرياض، إرضاءً للجمهور، وإن كان من الأفضل أن يتخذ الفنان مواقفه من ذاته وليس بضغط من الجمهور، حسبما تعتقد ماجدة موريس.
وتختتم ماجدة موريس حديثها مع «النبأ الوطني»، قائلة: "لا أصدق أن هناك عمل مسرحي يتم التحضير له وتنفيذه في 3 أيام، وفي حالة كانت كاملة أبوذكري لديها معلومات مؤكدة كان لا بد أن تطلعنا عليها وتفسر لنا الأمر أكثر، ولكن بشكل عام العمل الذي يستغرق التحضير له 3 أيام ليس فنًا".