رئيس التحرير
خالد مهران

أعدته دار الإفتاء..

"دليل الأسرة" يجيب على أهم 10 أسئلة تشغل العروسين قبل الزواج

النبأ

وزعت دار الإفتاء المصرية كتاب "دليل الأسرة من أجل حياة مستقرة" على المأذونين الشرعيين على مستوى الجمهورية لإهدائه إلى الأزواج عند عَقْدِ القران، ويقدم  الكتاب نصائح وإرشادات فى العلاقة بين الزوجين، حيث راعـت الشريـعة الإسلاميـة، نظام العلاقة بين الرجل والمرأة وفــق الاستـعداد الفطـرى والتكويـن الجسـدى لكل منـهما، وذلـك لإعمـار الأرض وتحقيـق معنى السكن والمودة والرحمة، مـع غرس روح التـعاون والمشـاركة لصالح الطرفيـن ولصالح المجتـمع كله، فتتسق بذلك دواعى الطبع مع دواعى الشرع، وذلك على النحو الآتى:

1. اجتنبا الكذب، فإنه من أكبر أسباب فقد الثقة بين الزوجين، والكراهية بينهما.

قال عليه الصلاة والسلام: «وَإِنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الفُجُورِ، وَإِنَّ الفُجُورَ يَهدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكتَبَ عِنْدَ الله كَذَّابًا». وهو فوق ذلك يؤدي إلى كراهة أحد الزوجين لشريكه الكاذب ونفوره منه، مما يهدد استقرار العلاقة الزوجية، كما أن الكذب يؤدي إلى الشك الذي يتسبب في القلق والتوتر واتهام الآخر، بسبب فقد الثقة بينهما.

2. الحياة الزوجية بغير صبر مآلها إلى الضيق أو الفشل، فليصبر كل منكما على الآخر فالصبر ضياء.

لا بد للزوجين من الصبر على المسؤولية التي أقامهم الله تعالى فيها من رعاية كل واحد منهما للآخر وللأولاد وغير ذلك، فإن الإنسان إذا لم يصبر تَرَكَ العمل قبل إتمامه، فيضيع جهده الذي قد بذله من قبل.

وهكذا إذا لم يصبر الزوجان فإنهما إما أن يعيشا معًا في ضيق وضجر وملل وسآمة، أو يتفرقا ويفرقا شمل أسرتهما ويضيع ما كان بينهما من مشاعر الحب وأواصر المودة، وربما ضيعوا الأولاد كذلك، فلا بد من الصبر فإنه مفتاح الفرج، والله عز وجل قال: ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى ٱلصَّٰبِرُونَ أَجۡرَهُم بِغَيۡرِ حِسَابٖ﴾ [الزمر: 10].

3. لا يظلمنّ أحدكما الآخر، فالظلم ظلمات يوم القيامة. 

من ظلم الزوج لزوجته: امتناعه عن الإنفاق عليها، أو إجبارها على خدمة أهله، أو إهانتها بالقول أو الفعل، أو الاستيلاء على أموالها، أو خيانتها مع غيرها، ومن ظلم المرأة لزوجها إهانته بالقول أو الفعل، أو الاستقواء عليه بأهلها، أو أخذ أمواله دون حق أو بغير علمه، أو إقامة علاقات محرمة، وما إلى ذلك مما ينبغي الحذر منه والفرار عنه.

4. حافظا على الأسرة؛ فلا تفشيا  أسرار بيتكما.

يجب على الزوجين أن يحفظا أسرار بيتهما، ولا يفشيا أيَّ سر لهما أمام الناس، وكيف يستسيغ عاقل أو عاقلة أن يتحدث بأسرار بيته أو أن يفضح زوجه؟! فالرجل سماه الله لباسًا للزوجة، وكذلك الزوجة سماها الله لباسًا للرجل، قال الله تعالى: ﴿أُحِلَّ لَكُمۡ لَيۡلَةَ ٱلصِّيَامِ ٱلرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَآئِكُمۡۚ هُنَّ لِبَاسٞ لَّكُمۡ وَأَنتُمۡ لِبَاسٞ لَّهُنَّ﴾ [البقرة: 187].

فليحذر كل واحد من الزوجين أن يخون زوجه فيفشي أسراره؛ قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَخُونُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ وَتَخُونُوٓاْ أَمَٰنَٰتِكُمۡ وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ﴾ [الأنفال: 27]، وعَنْ أَنَسٍ قَالَ: مَا خَطَبَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَّا قَالَ: «لَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا أَمَانَةَ لَهُ، وَلَا دِينَ لِمَنْ لَا عَهْدَ لَهُ».

ومن إفشاء الأسرار أيضا عرض المشكلات على وسائل التواصل الاجتماعي بغرض فضح الزوج أو الزوجة والتشهير به.

5. من المروءة وحسن العشرة عدم تتبع العثرات والتجاوز عن الزلات، وعدم التفتيش عما في القلب والضمير من الحب والكراهية.

أمر الله عز وجل المسلمين بأن يتعاملوا مع الخلق بما ظهر من أفعالهم وأقوالهم، ونهاهم عن أن يفتشوا عما في قلوب الخلق، أو أن يظنوا بالخلق ما لا يليق بهم، ففي كل ذلك تسهيل للتعامل بينهم، وإذكاء للمودة، وزرع لبذور الثقة والتآلف بين الناس.

فقد قال سيدنا عمر رضوان الله عليه: “إنَّ أُنَاسًا كَانُوا يُؤْخَذُونَ بالوَحْيِ في عَهْدِ رَسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وإنَّ الوَحْيَ قَدِ انْقَطَعَ، وإنَّما نَأْخُذُكُمُ الآنَ بما ظَهَرَ لَنَا مِن أعْمَالِكُمْ، فمَن أظْهَرَ لَنَا خَيْرًا، أمِنَّاهُ وقَرَّبْنَاهُ، وليسَ إلَيْنَا مِن سَرِيرَتِهِ شَيءٌ، اللَّهُ يُحَاسِبُهُ في سَرِيرَتِهِ، ومَن أظْهَرَ لَنَا سُوءًا، لَمْ نَأْمَنْهُ ولَمْ نُصَدِّقْهُ، وإنْ قالَ: إنَّ سَرِيرَتَهُ حَسَنَةٌ”.

وكذلك نهاهم عن تتبع العورات، وتصيد الزلات والأخطاء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا معشر من أسلم بلسانه ولم يُسلم بقلبه لا تتبعوا عثرات المسلمين، فإنه من تتبَّع عثرات المسلمين تتبَّع الله عثرته، ومن تتبعَّ الله عثرته يفضحه».

6. احذرا كثرة الانتقاد في كلِّ شيءٍ وعلى أتفه الأمور.

من المعلوم أن من أخص سمات الشخصية العنيفة كثرة الانتقاد والتوبيخ مع السكوت عن المحاسن، قال سيدنا معروف الكَرخيّ رحمه الله: “إذا أراد الله بعبدٍ شرًّا، أغلق عنه باب العمل، وفتح عليه باب الجدل”، أما الشخصية المتزنة فهي التي تتجاوز عن الهفوات وتمدح الإيجابيات، وهذا أساس إصلاح العلاقة بين الزوجين.

فتوقفا عن اللوم المستمر، ولا تسترجعا الذكريات السيئة عند حدوث خلاف بينكما؛ لأنه سبب المشكلات، ولولاه لما حدث كذا وكذا، فكل هذا منغص للعيش، ولن يغيِّر من الواقع شيئًا، فما حدث قد حدث.

فعليكما أن تعالجا المشكلات ولا تسترجعا ذكرياتها لتنغصا على أنفسكما، وتجنبا الإحراج والنقد الدائم للطرف الآخر أمام الآخرين، ولا يكن همّ أحد الطرفين إظهار نفسه بأنه هو المنتصر أو الأفضل أمام الطرف الآخر، بل يجب أن يحيا بين الزوجين جانب الستر، مع الرحمة والمودة والتماس العذر وقول المعروف.

7. اجتنبا الإلحاح طوال الوقت فيما لا يُستطاع.

كثرة الإلحاح تورث الملل، وتجلب النكد، وتنغص العيش، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خوطب في شيء ثلاثًا لم يراجع بعد ثلاث.

 

8. لا تكن بشوشًا عند الحديث مع الآخرين عبوسًا مع أهلك.

بعض الناس يكثر من الضحك والبشاشة مع الناس، وعند الحديث مع زوجته وأولاده تزول عنه تلك البشاشة، وفي الحديث قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تبسمُكَ في وجه أخيكَ صدقة»، فإذا كان هذا التبسم مع الآخرين صدقة فكيف مع الزوجة والأولاد وهم أولى الناس بتبسمه وبشاشته وسروره؟! فأحسِنْ إلى زوجتك وأولادك، فخير الرجال خيرهم لأهله، قال صلى الله عليه وسلم: «خيركم خَيركُم لأهله».

200. لا تتحدثا أمام بعضكما عن أحوال الآخرين حتى لا يشعر كلّ طرف بالمقارنة فتبدأ المشكلات.

ليحذر كل واحد من الزوجين أن يتحدث عن أحوال الآخرين مزدريًا حال نفسه أو مقارنًا حال الآخرين بحاله أو بحال زوجه، فهذا مثير للسخط واحتقار نعمة الله عز وجل، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: «انظروا إلى مَن هو أسفَل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقَكم، فإنه أجدرُ أن لا تزْدَرُوا نعمة الله» “تزدروا” أي: تحتقروا.

فيجب أن يعلم الزوجان أن كل واحد من الخلق ميَّزه الله عز وجل بميزات وحباه بعطايا فعليه أن ينظر إلى ما أعطاه الله ويرضى به حتى يزيده الله من فضله، وإن لم يرض بعطاء الله فلن يجد إلا التعب والشقاء وحتمًا مراد الله فيه نافذ.

9. تجنبا الحديث عن التجارب السابقة، فالحياة الزوجية قائمة على الثقة، فلا تفسداها بالغيرة والشك، فإن الغيرة والشك إن زادا عن حدهما انقلبا لضدهما وكانا نارًا حارقة. 

بعض الأزواج يريد أن يثبت أنه كان مطلوبًا ومرغوبًا من الجنس الآخر، وكثيرًا ما يقول أحدهما هذا على سبيل المزاح أو الكذب، وهذا يصدق عليه قول رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم: «المُتَشبِّعُ بما لم يُعطَ، كَلابِسِ ثَوبَيْ زُورٍ».

وقد يثير هذا مشاعر الغيرة ثم تتحول إلى نظرات شك واتهام، فليغلق كل واحد هذا الباب، ففتحه لا يأتي بخير، لأن الغيرة بين الزوجين فتيلة نار تحرق الأسرة.

10. لا يعيِّرنَّ أحدكما الآخر بأخطائه السابقة، فإن هذا مما يكسر الخاطر ويؤذي المشاعر.

لا مكان للشماتة أو المعايرة في نفس المسلم الحق، فإن ستر المساوئ والتماس الأعذار من ألزم صفات المؤمنين، وفي الحديث قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تُظْهِرِ الشَّماتَةَ لأخِيكَ فَيَرْحَمَهُ اللَّهُ وَيَبْتَلِيكَ».

ويجب على الزوجين أن يكونا متحققين بلباس الستر الذي أشار إليه ربنا بقوله: ﴿هُنَّ لِبَاسٞ لَّكُمۡ وَأَنتُمۡ لِبَاسٞ لَّهُنَّ﴾ [البقرة:187].