داليا البحيري: القضية الفلسطينية إنسانية بالدرجة الأولى وما يحدث للفلسطينيين أصابني بالاكتئاب (حوار)
- داليا البحيري: لا أفهم بالسياسة وفيلم «السفارة في العمارة» تناول القضية الفلسطينية من الناحية الإنسانية
-أتمنى المشاركة بعمل يسلط الضوء على معاناة الفلسطينيين
- سيطرة اليهود على السوشيال ميديا وتزييف حقيقة ما يحدث لأهالي غزة يُصعب دور الفن في كشف حقيقة معاناة الفلسطينيين
- سعدت بوقوفي على خشبة المسرح القومي وتأثرت بالنسخة البريطانية لمسرحية «سيدتي أنا» وأحببتها منذ طفولتي
- تفاعل الجمهور مع مسرحية «سيدتي أنا» أسعدني والمسرح القومي يتيح للجمهور لقاء نجمه المفضل لانخفاض أسعار التذاكر
- الهجوم على فيلم «أولاد حريم كريم» لا يصح وكان يجب أن يُقال لنا: شكرًا
عاد اسمها يلمع من جديد في عالم الفن؛ لتخبر الجميع أن موهبتها التي مكنتها من الإبداع في السينما والتلفزيون، لم تنته بعد عند تلك المحطات؛ لتفاجئ الجميع بأداء مسرحي رائع جعلها تستحق جائزة أفضل ممثلة مسرحية عن دورها في مسرحية «سيدتي أنا» على خشبة المسرح القومي، لاسيَّما وأنها أثرت في الجميع كبارًا وصغارًا؛ ولما كان للفن ذلك التأثير جعلها تؤمن أنه له دوره كبير في دعم جميع القضايا؛ خصوصًا الإنسانية، مثل القضية الفلسطينية ومعاناة الفلسطينيين في التطهير العرقي الذي يُمارس ضدهم من قِبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، لقدرته على كشف حقيقة ما يحدث لهم ضد التعتيم المتعمد من العالم لإخفاء الحقيقة، ولعل كان ذلك سببًا في مشاركتها في فيلم «السفارة في العمارة».
بطلة مسرحية «سيدتي أنا» الفنانة داليا البحيري، تفتح قلبها في حوار مع «النبأ الوطني»، تكشف خلاله تفاصيل عودة نجوميتها، وكواليس مشاركتها بمسرحية «سيدتي أنا»، وفيلم «أولاد حريم كريم» الذي أُثير حوله جدلًا واسعًا، كما تكشف موقفها من الانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، وتتحدث عن دور الفن في الأزمات، لاسيَّما القضية الفلسطينية، باعتبار أن الفن له تأثير في كشف الحقيقة.
حصلتِ على جائزة أفضل ممثلة مسرح لعام 2023 من مهرجان الفضائيات العربية عن دورك بمسرحية «سيدتي أنا».. فهل خططت لذلك؟
لا، ولكن لطالما آمنت أن المسرح أبوالفنون، وأن الممثل يستمد قوته منه، ورغم ذلك لم يكن لدي أي تجارب مسرحية سابقة؛ اللهم إلا بروفات لمدة شهرين مع نور الشريف لمسرحية سياسية من الدرجة الأولى بعنوان «اللجنة»، من تأليف صُنع الله إبراهيم وإخراج مراد منير، ولكنها لم تخرج للنور، وحينها لم أستوعب ماذا أفعل بالمسرح إلا أنني كنت سعيدة بالتعامل مع هؤلاء الأساتذة، وبعد مرور 10 سنوات قدمت مسرحية «أبوالعربي» مع هاني رمزي.
إذًا «سيدتي أنا» التجربة المسرحية الثانية.. فهل اختلف شعورك تجاهها؟
سعدت بها جدًا؛ لاسيَّما وأنني لأول مرة أقف على خشبة المسرح القومي، وهو الأمر الذي أفخر بتدوينه في تاريخي المهني، وشعوري بها كان مختلفًا ليس لهذا السبب وحسب، ولكن لأنني وقعت في غرام مسرحية «سيدتي أنا» منذ طفولتي، لأنني قرأت النص الأصلي للمسرحية لجورج برنارد شو المعنون بـ«بيجماليون»، وبعدما بدأت مشواري التمثيلي تمنيت تقديمها.
وكيف تم ترشيحك للمشاركة بالعمل؟
بالنسبة لي الحكاية بدأت عندما كنت أذهب بصحبة ابنتي لحضور العروض المسرحية للأطفال؛ لمخرج العمل محسن رزق، ومن هنا أُغرمت بالمسرح وتمنيت حينها أنني في حال قدمت أعمالا مسرحية سأتعاون معه، لإيماني بقدراته، وبالفعل شاء القدر وتواصل وأخبرني بأنه يريد أن نتعاون في تقديم مسرحية «سيدتي أنا»، ولم أفكر لحظة واحدة ووافقت.
إذًا كيف كانت تجربتك الثانية على المسرح؟
كانت مرهقة جدًا، على الرغم من أنني استمتعت بها، خصوصًا وأنني أقدم عمل على المسرح القومي، ولكن لم أكن أتخيل أن المسرح مُرهق بهذا الحجم.
بعض الجمهور قارن بين مسرحية «سيدتي أنا» و«سيدتي الجميلة» لشويكار.. كيف رأيت ذلك؟
أنا تأثرت بالنسخة البريطانية من العمل، وهذا ما ظهر في العرض، ولم أهتم بالمقارنات بين النسخة المصرية «سيدتي الجميلة» وبين مسرحيتي، خصوصًا لأننا حضرنا للعمل بشكل جيد من خلال تنظيم بروفات على مدار 9 أشهر، شعرنا خلالها بشيء من الإحباط؛ لأن العمل على مسرح الدولة تحد كبير جدًا تواجهه الكثير من المعوقات.
إذًا ما تلك المعوقات؟
دعيني أخبرك أولًا أن الفنانين يُظلمون، ويلامون على عزوفهم عن العمل بمسرح الدولة، ولكن الأمر يرجع إلى الكثير من المعوقات، على رأسها البيروقراطية بدليل أن البروفات استمرت 9 شهور، ومازالت تواجهنا بعض العقبات ولكننا نحاول المواجهة، وأكثرها متعلقة بالقوانين والتي أرى أنها يجب تغييرها، حتى لا تصبح مسارح الدولة خاوية على عروشها، ولذلك لا بد من إنارة تلك المسارح بالفن والفنانيين، باعتباره النور الذي يُضيء عقول الناس.
ما أكثر شيء أثر بك بعد تجربة «سيدتي أنا»؟
تفاعل المصريون معها، وأسعدني إصرار الجمهور على لقائي بعد الانتهاء من العرض كل مرة، ليخبرني أن استمتع بالمسرحية، والحقيقة أنني كنت سعيدة جدًا أن مسرح الدولة أتاح للعائلات المصرية تلك الفرصة؛ لاسيَّما وأن أسعار التذاكر في متناولهم، ومكنتهم من لقاء نجومهم المفضلين عن قرب والتصوير معهم.
حديثنا عن نجاحك بالمسرح لن يُنسينا عودتك إلى السينما بفيلم «أولاد حريم كريم» الذي أثار جدلًا حوله.. فما تقييمك؟
أرى أننا نجحنا في تقديم عمل مميز، واستطعنا إعادة ما كنا نراه في أفلام الزمن الجميل، التي كانت تجمع نجومًا ثِقال في عملٍ واحد، وذلك لأن معظم المشاركين في «أولاد حريم كريم» نجوم كبار يستطيع كل منهم القيام ببطولة مطلقة، ولذلك أعتقد أن الهجوم على الفيلم لا يصح، بل كان يجب أن يُقال لنا: "شكرًا".
قُلتِ: إن الفن نور يضيئ عقول الناس.. فكيف يكون ذلك؟
من خلال تقديم أعمال تحارب الجهل والظلام، وتكشف الحقيقة في ظل انتشار الأكاذيب بصورة بشعة بمساعدة السوشيال ميديا، ولكن الفنان يدفع ضريبة محاربة الفكر الظلامي، بأنه يكون مستهدفا بسبب توجهاته وآرائه.
كيف تتابعين الأحداث الجارية في فلسطين؟
أشعر بالاكتئاب، للدرجة التي تمنعني عن الاحتفال بالنجاح الذي حققته مسرحية «سيدتي أنا»، بسبب ما رأيته على السوشيال ميديا من وحشية وقتل للإنسانية، وللنساء والعُزل لأطفال لا ذنب، وهذا ما يهدف إليه الاحتلال، فتلك المشاهد تُدمي القلوب، وتجعلني أتساءل ما هذه الخسة والوضاعة!
إذًا.. ماذا تمثل لك السوشيال ميديا؟
بخلاف كونها وسيلة لمتابعة الأحداث الجارية، فهي بالنسبة لي أداة تواصل مع الأصدقاء والجمهور على حدٍ سواء، إلا أنها كثيرًا ما تتسبب في غضبي؛ لاسيَّما عندما يتم تدشين حسابات مزيفة تنتحل شخصيتي، وهذا ما حدث لي- مؤخرًا- ولكنني أكون حريصة على تنبيه جمهوري بذلك دائمًا.
يستخدم اليهود مواقع التواصل الاجتماعي كأداة لتزييف حقيقة ما يحدث للفلسطينيين ومنع وصلها للعالم.. كيف يواجه الفن والفنانين ذلك؟
المصيبة الكبرى أن السوشيال ميديا، يسيطر عليها اليهود بشكل كبير، الأمر الذي بات أمامه دور الفن والفنانين في إيضاح الحقيقة أصعب، ولكن دورنا أن نصحح الصورة وننقل الحقيقة بما لدينا من إمكانيات، بطريقتين الأول يكون فوريًا من خلال استغلال أعداد المتابعين على صفحاتنا وإظهار الدعم للفلسطينين، وتصحيح الأخبار والمعلومات المكذوبة التي يبثها العدوان وأعوانه، والثاني على المدى البعيد من خلال تقديم أعمال فنية تعرف الأجيال الجديدة بالقضية الفلسطينية، وكشف أكاذيب الكيان المُحتل.
برأيك إلى أي مدى يصل دور الفن في الدفاع عن القضايا الإنسانية؟
دور الفن بشكل عام يظهر في مثل تلك الأوقات الصعبة، والأزمات التي يعيشها المجتمع، ولكن هذا في حال كان اهتمام بالفن والفنانين كما كان في السابق، تلك الفترات التي أخرجت لنا أعمالًا فنية داعمة للقضية الفلسطينية مثل أوبريتات «القدس هترجع لنا» و«الحلم العربي»، بخلاف الأفلام والمسلسلات التي سلط الضوء على القضية وعلى معاناة الشعب الفلسطيني.
إذًا لماذا لم نر أعمالًا فنية داعمة للقضية الفلسطينية بقوة الأعمال المُشار إليها؟
بسبب عدم الاهتمام بالفن والفنانين، ما جعلهما يواجهان الكثير من المشاكل، بدليل ما يعانيه المسرح -على وجه التحديد- من إهمال، ولكن جميعنا ندعم الشعب الفلسطيني، ضد التطهير العرقي الذي يقوم به الاحتلال الإسرائيلي له.
في ظل تلك الظروف كيف للفن والفنانين أن يلعبا دورًا ضد التعتيم المتعمد على ما يحدث في غزة؟
الحقيقة إنه رغم التعتيم إلا أن العالم يعُج بالمظاهرات المناهضة للانتهاكات التي يرتكبها الكيان المحتل ضد الفلسطينيين، ولكن الفضل في هذا الأمر يرجع إلى السوشيال ميديا التي أطلعت شعوب العالم على تلك المأساة التي يعيشها العُزل في فلسطين، من تطهير عرقي، ولكن مازال يمكننا تقديم أعمالًا فنية مؤثرة بالإمكانات المتاحة لدينا.
ولكن بعض المشاهير والمؤثرين الداعمين للقضية تم التنكيل بهم.. فما تعليقك على تلك المسألة؟
السبب في ذلك سيطرة اليهود حول العالم، ولكن الكثير من الفنانين الأجانب أعلنوا تضامنهم مع الفلسطينيين ونددوا بانتهاكات إسرائيل، وكانوا سببًا في تعريف الكثير من جمهورهم بمختلف أنحاء العالم بحقيقة ما يحدث، مثلما فعل بعض الممثلين العرب والأجانب أيضًا، لأن القضة قضية إنسانية تهم كل إنسان سوي.
شاركت في فيلم «السفارة في العمارة» وهو أحد الأعمال التي تناولت القضية.. فلماذا لم تُكرري التجربة؟
أتمنى المشاركة في عمل يسلط الضوء على معاناة الفلسطينيين، وفيلم «السفارة في العمارة» تناول القضية الفلسطينية بشكل مميز، أكد خلاله أنها قضية إنسانية بالدرجة الأولى ولا علاقة لها بالسياسة، وبالتالي فهي تخص كل إنسان وإن لم يكن له علاقة بالسياسة ولا يفقه بها شيء، وهنا تكمن العظمة.
إذًا.. فهل أنت من الذين يفضلون الابتعاد عن السياسة؟
بالطبع، لأنني لا أفهم بها، ولكن ما حدث في فلسطين حرك بداخلي مشاعر الحزن والتعاطف مع شعب يمارس ضده تطهير عرقي، وبالتالي المسألة ليست سياسية.
ختامًا.. هل ستخوضين تجربة تقديم أعمال مسرحية مرة أخرى؟
أكيد، ولكن المرة القادمة سأكون حريصة على تفادي أخطاء وقعت بها في المرة الأولى، والتي أتاحت لي تعلم الكثير.