تحرش جنسي وفرض إتاوة.. تفاصيل صادمة تكشفها «النبأ» من داخل المدارس
في أول كل عام دراسي؛ عندما تفتح المدارس أبوابها أمام الطلاب والتلاميذ بكافة اعمارهم ومراحلهم التعليمية،دائما ما تبدأ المشاكل والمشاحنات بين الطلاب بعضهم البعض تارة،وتارة أخرى مع معلميهم،و الكثير من هذه المشاكل والسلوكيات، يتم تجاوزها؛ لكن البعض منها يترك آثارا سلبية في الأذهان،؛ خاصةً عندما تكون هذه الأفعال والسلوكيات غريبة عن مجتمعنا وتتنافى مع العادات والتقاليد.
وتستعرض «النبأ الوطني» في سياق هذا التقرير بعض المشاكل والسلوكيات المرفوضة والتي حدثت وتحدث دائما في بعض المدارس من الطلاب والتلاميذ، على لسان البعض من داخل المنظومة التعليمية ذاتها.
أحد المعلمين يروي ما حدث من تمليذ
وحكى أحد المعلمين بإحدى المدارس بمنطقة المعادي، بعض المواقف التي عاصرها داخل الحرم المدرسي من بعض التلاميذ،يؤكد هذا المعلم الذي رفض ذكر أسمه بأنهم في أحد الأيام الدراسية وتحديدًا عند تجوله داخل المدرسة في "الفسحة"، شاهد تلميذ وهو في الصف السادس الابتدائي، واقفًا أمام إحدى دوريات المياه وممسكا بيده مبلغ مالي وكأنه واقف في مكان ما لتحصيل رسوم معينة،وعندما اقترب منه وسأله عن سبب وجوده في هذا المكان تحديدا،ولماذا هذا المبلغ بيده؟لم يعترف ولكن تبين أن هذا التلميذ واقف أمام دورة المياه لجمع الأموال من زملائه الراغبين في دخول دورات المياه" فرض أتاوة "يعني.
يضيف المعلم عندما سمعت هذا الكلام من التلاميذ زملاءه، نزل علي هذا الكلام كالصاعقة بسبب ما يحدث داخل الحرم المدرسي ومن تلميذ لا يتعدى عمره ال13 عاما.
يتابع المعلم؛ على الفور تم اقتياد هذا التلميذ إلى غرفة الأخصائية الإجتماعية،وبدأت التحقيق معه،فسألته الأخصائية لماذا تفعل هذا الأمر مع زملائك؟ أجاب قائلا؛ والدي محبوس لقضاء عقوبة في عدة قضايا وبيفرض آتاوة على من معه داخل محبسه،فأنا بعمل زي والدي،وقفت أمام دورات المياه لتحصيل مبلغ جنيه من كل تلميذ حابب يدخل دورة الميه، ومن يمتنع عن الدفع امنعه من دخول دورة المياه حتى وأن لزم الأمر أستخدم معاه القوة.
يستطرد المعلم ؛ بأنهم استدعوا أسرته بعد اتخاذ اللازم معه بأن تم فصله لعدة أيام وإحضار ولي أمره.
أما عن أحد المواقف الأخرى فيضيف المعلم بأنهم في أحد الأيام حدثت مشادة بين تمليذة ومعلمه فقامت هذه التلميذة بالاتصال بوالدتها وأسرتها التي وصلوا إلى المدرسة مضججين بالأسلحة البيضاء وحاولوا إقتحام المدرسة للتعدي على المدرس.
ويتابع المعلم بأنهم بدأوا في تهدئة هؤلاء إلا أنهم لم يستجيبوا وحاولوا إقتحام سور المدرسة،فاضطروا لإبلاغ الأجهزة الأمنية، لاتخاذ اللازم معهم،وبفحص الأمر تبين لهم بأن هذه السيدة من أصحاب السجلات الإجرامية ولها عدة سوابق.
أما في إحدى المدارس التجريبية وتحديدًا في العام الماضي عندما كانت تمر إحدى المشرفات داخل دورات المياه في توقيت الفسحة، وجدت هذه المشرفة فتاتين داخل دورة مياه يصورن مقاطع فيديو لبثها على تطبيق تيك توك لحصد المشاهدات.
شهادة ولي أمر إحدى الطالبات
والكلام جاء على لسان المشرفة حسبما ذكرت ولية أمر إحدى الطالبات بالمدرسة محل الواقعة،تم اقتياد الطالبتين إلى المسئول عن المدرسة،وجرى استدعاء ولي أمرهن،وبالفعل حضرتك والدة إحدى الفتيات إلى المدرسة، ولكن كان رد فعلها سلبي تمام وأخذت الأمر ببساطة جدا،وعللت ذلك بأن نجلتها عندها حساب على تطبيق "تيك تيك" ومشهورة أيضًا، وقالت لهم بأن ما تفعله نجلتها مش غلط بينما لحصد المشاهدات وجلب المال.
وفي مطلع العام الحالي شهدت إحدى المدارس التجريبية بمنطقة المعادي الجديدة، واقعة تحرش من قبل طالبين في مرحلة متقدمة من التعليم بتلميذ في المرحلة الابتدائية،وهذا الفعل كان له صدى كبير بالمدرسة وبين أولياء الأمور وتناقلته عدد من الجروبات عبر وتساب الخاصة باولياء الأمور بين بعضهم البعض.
لكن إدارة المدرسة تكتمت على الموضوع نظرًا لحساسيته الشديدة،وتم الاحتواء من قبل مديرية المدرسة.
رأي استشاري الطب النفسي
وأكد الأستاذ الدكتور جمال فرويز إستشاري الطب النفسي، بأن هذه السلوكيات المرفوضة التي تصدر من بعض الأطفال في سن مبكر تعود إلى نشأة الطفل والبيئة المحيطة به،وشبه ذلك الطفل بأنه عبارة عن قطعة أسفنجية تمص كل من حولها.
وأضاف ل" النبأ " بأن تكوين شخصية الطفل تعود بالدرجة الاولى للبيئة المحيطة به،بمعنى أن لو الأب بيسرق فالطفل أيضا يكون كذلك،أيصا لو الأب بيكذب فسوف تجد الطفل كذابا،وأشار إلى أن غياب الرقابة وسوء التربية من قبل رب الأسرة، عامل أساسي في ما قد ينتج عنه من سلوك لبعض الأطفال.
وأوضح الأستاذ الدكتور جمال فرويز بأن الطفل بيقلد أي تصرف يحدث داخل المنزل،سواء من الأب أو الأم أو حتى أشقائه الموجودين معه في المنزل،وبالتالي هذا ينعكس على ذملاءه في المدرسة.
وأوضح استشاري الطب النفسي أن شخصية الطفل تبدأ تكتمل عند سن ال14 سنة،واهم عنصر في تكوين الشخصية هي البيئة المجتمعية المحيطة بالطفل.
ولفت بأن غياب الأب عن المنزل بطريقة أو بأخرى سواء جسديًا أو ذهنيًا، بمعني قد يكون متواجد بالمنزل مع الأسرة ولكن بسبب ضغوط الحياة وذهابه إلى عمله وعودته إلى المنزل دون أن يتدخل في التربية، قد ينعكس ذلك السلب على تكوين شخصية الطفل وقد ينشأ هذا الطفل مضطرب نفسيًا.
وهذه الأمور قد تتسبب في حدوث بعض الاضطرابات الجنسية لدى الأطفال، ومن ثم تحدث عمليات تحرش جنسي بين الأطفال بعضهم البعض وشذوذ جنسي،وربما قد يصل الأمر إلى الإلحاد في بعض الأمور.
وأختتم كلامه بأن هذه الأمور ف مجملها ترجع إلى الأب ثم الأب ثم الأب ليكررها 3 مرات، في المنزل والدور المهم الذي قد يترتب عليه كل هذه السلوكيات سواء بالسلب أو بالإيجاب.