لماذا فشلت مبادرة الحكومة لخفض أسعار السلع الأساسية؟
بالرغم من إعلان الحكومة أكتوبر الماضي، مبادرة خفض أسعار السلع الأساسية والتي من ضمنها السكر والأرز، إلا أنه بعد إطلاقها بأيام شهد السوق ارتفاعات غير مسبوقة في الأسعار.
وارتفع سعر السكر، خلال الفترة الماضية ليصل إلى 52 جنيهًا بدلًا من 27 جنيهًا في المبادرة، بينما وصل سعر الأرز إلى 44 جنيهًا بدلًا من 20 جنيهًا في المبادرة.
واعتبر البعض، استمرار ارتفاع أسعار السلع الأساسية وعدم التحكم في السوق، فشل للمبادرة، وخاصة مع عدم توافر بعضها.
وفى منتصف أكتوبر الماضى، أعلن رئيس مجلس الوزراء، مصطفى مدبولى، عن بدء تفعيل مبادرة خفض أسعار السلع الأساسية، مشيرا إلى تحديد سبع سلع رئيسية، ستطرح بأسعار مخفضة بنسب تتراوح بين 15 و25%، وذلك لمدة ستة أشهر.
وتضمنت المبادرة، اتفاق بين الحكومة وممثلى التجار والصناع، على تقديم عدة حوافز للصناع والتجار لضمان مشاركتهم فى المبادرة، مثل إعفاء تلك السلع من أية جمارك أو رسوم لمدة 6 أشهر، وتوفير الدولار اللازم لدخول مستلزمات الإنتاج.
وفي هذا السياق، قال الدكتور وائل النحاس، المستشار الاقتصادي وخبير أسواق المال، إن فشل مبادرة انخفاض أسعار السلع الأساسية، يرجع إلى عدة أسباب أهمها رقابة الحكومة وجشع التجار الذين يحاولوا الاستفادة من الأزمات، بالإضافة إلى سوء الإدارة في وزارة التموين.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن الحكومة هي المسئول الأول عن توريد السكر للشركات، ولدينا اكتفاء ذاتي يصل إلى 80%، لافتًا إلى أن هناك شركات جديدة دخلت إلى السوق منذ شهرين استحوذت على الإنتاج مع غياب الرقابة.
وأشار «النحاس»، إلى أن الأمر حدث أيضًا في الأرز، ظهر شركات جديدة، بدأت في تخزين المعروض ما تسبب في ارتفاع سعره، لافتًا إلى أن الحل ليس في التسعير الجبري، لأنه يؤدي إلى ظهور السوق السوداء.
وأوضح أن وزارة التموين لم تستطيع عمل دورها في زيادة المعروض وضبط الأسواق، متابعًا: «يجب أعطاء جميع أدواتها إلى حماية المستهلك لحل أزمات السلع».
وأكد المستشار الاقتصادي وخبير أسواق المال، أن هذا بالإضافة إلى أن السوق يشهد حالة من العشوائية أي تاجر يريد التربح على حساب المستهلك البسيط، قائلًا: «التاجر لو متربحش من الدولار يتربح من السكر واللي متربحش من السكر يتربح من الأرز، وهكذا».