رئيس التحرير
خالد مهران

مدينة جباليا بقطاع غزة.. عقدة الاحتلال التي يريد تجاوزها بالحرب الأخيرة

مدينة جباليا
مدينة جباليا

ظهر اسم مدينة جباليا بقطاع غزة من جديد في أمر الإخلاء الإسرائيلي لسكان بعض مناطق قطاع غزة، والتي تقع على بعد 4 كيلومترات شمال مدينة غزة، والتي لها تاريخ في صد قوات الاحتلال.

بلغ عدد سكان مدينة جباليا بقطاع غزة حسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني 82،877 نسمة في منتصف عام 2006، يقع مخيم جباليا على مقربة منها في الشمال، وتعتبر بلدة النزلة المجاورة جزءً من بلدية جباليا، والمدينة تحكمها حاليًا حكومة غزة بإدارة حماس، وقد تم تدميره وقصفه خلال الحرب الأخيرة على غزة في أكتوبر 2023.

ذكر المؤرخ الروماني زمانوس في كتاباته بأن الرومان في أواخر القرن الرابع للميلاد أقاموا على جزء من أراضي مدينة جباليا بقطاع غزة بقرية أزاليا، حيث اندثرت هذه القرية عندما رحل الرومان ودخل الفلسطينيون في دين الله مطلع السنة الخامسة عشر للهجرة سنة (636 م)، وأقاموا فيها مسجدًا عرف باسم مسجد جباليا نسبة إلى اسم القرية، وفي سنة 1306م حل فيها المماليك الجراكسة وقال لهم الناس جاولية نسبة للأمير سنجر علم الدين الجاولي.

وتقع مدينة جباليا بقطاع غزة في منطقة السهل الساحلي إلى شمال شرق مدينة غزة على خط إحداثي محلي شمالي (104.05م)، وخط إحداثي محلي شرقي (100.80م)، ويحيطها من الشمال مدينتا بيت لاهيا وبيت حانون، ومن الجنوب مدينة غزة، ومن الشرق حدود خط الهدنة الثماني والأربعين، ومن الغرب البحر الأبيض المتوسط. 

وترتفع مدينة جباليا بقطاع غزة عن سطح البحر نحو 35 قدم، ومساحتها تقارب 18كم، وبالتحديد (17897) دونما، وفي عام 2006م بلغ عددهم نحو 175000 نسمة، منهم (95،000) نسمة من السكان الأصليين، و(80000) نسمة من اللاجئين، ويعمل معظمهم في الوظائف الحكومية والتجارة والأعمال الحرة، وتنقسم المدينة إلى ثلاث مناطق، وهي بلدة جباليا، النزلة، ومعسكر جباليا.

يرجع غالبية السكان بنسبهم إلى الجبالية وهم أخلاط من أروام ومصريين قدماء سكنوها أواخر العهد البيزنطي، أرسلهم يوستينا نوس لحماية الدير الذي بناه لرهبان طور سيناء.

وعرفوا بالاسم المذكور نسبة إلى جبل الطور وبذلك سميت جباليا نسبة إلى سكانها الجبالية، جباليا مجتمع زراعي حيث يعمل معظم أهلها بالزراعة بالإضافة إلى أنهم يعملون في بعض الوظائف الحكومية.

كما يشتهر أغلب سكان جباليا بالبشرة الفاتحة ويعرفون بشدة بأسهم، كان سكان جباليا يدينون النصرانية ولكن أسلموا وتعربوا وامتزجت لغتهم بلغة القبائل القادمة من شبه الجزيرة العربية ومصر. 

أثبتت جباليا للعالم قدرتها على صد الاجتياح الإسرائيلي على شمال غزة عام 2003م، وتلاه في التاسع والعشرين من سبتمبر عام (2004م) اجتياح منظم ضد جباليا رغبة في كسر شوكتها والانتقام منها، لكنها في كل مرةٍ أثبتت عصيانها على الانكسار بالرغم من المعارك والمجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحقها، إلا إنها مدينة البطولة والشموخ.

إنها الشوكة؛ شوكة فلسطين والذي شهد لها العالم بالنصر المظفر على العدوان الإسرائيلي شمال غزة في حرب الأيام الستة المعروفة باسم: محرقة جباليا في الفترة من 27/2/2008ــ 4/3/2008م، والذي كان حصيلته 132شهيدا، ثم كانت معركة الفرقان سنة 2009م، ونجحت فيها المقاومة الفلسطينية شرق جباليا في اختطاف وقتل العديد من جنود الاحتلال؛ مما دفع إسرائيل إلى استخدام نصف سلاح الجو وتدمير المنازل بشكل جنوني دون جدوى.