رئيس التحرير
خالد مهران

5 شركات يستمر نزيف خسائرها بمليارات الدولارات..

شبح التشريد يهدد العاملين فى ماكدونالدز وستاربكس وكارفور وبيبسى وشيبسى

حملات المقاطعة
حملات المقاطعة

السابع من أكتوبر الماضي، هاجمت المقاومة الفلسطينية الأراضي المحتلة؛ واختطفت عددا من الرهائن الإسرائيليين، وهو ما أشعل الوضع في المنطقة العربية بأكملها، وشنت إسرائيل  حرب إبادة جماعية على قطاع غزة وقتل ما يزيد على 18 ألف فلسطيني وآلاف الجرحى.

دعمت بعض الشركات العالمية ما قامت به إسرائيل وعلى رأسها ماكدونالدز، بإرسال وجبات إلى الجنود الإسرائيليين في الحرب، ما أدى إلى إشعال الغضب في قلوب الشعوب العربية، وسارع نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بتدشين حملة مقاطعة للرد على دعم تلك الشركات للكيان الصهيوني.

لم تكن دعوات المقاطعة هي السلاح الوحيد؛ الذي استخدمته الشعوب العربية، بل تطور الوضع بدعوات لتكبد بعض من تلك الشركات مثل «ماكدونالدز» المزيد من الخسائر بطرق مختلفة كطلب أوردرات بأحجام كبيرة وعدم استلامها.

والوضع في مصر على وجه الخصوص، أخذ منحى آخر، لا سيما في بعض المحافظات التي خرج مواطنوها لإجبار فروع سلسلة المطاعم الشهيرة على الغلق؛ بعدما تم التجمهر أمامها وتحطيم المطعم بالكامل وحصار موظفيه بداخله حتى أتت الشرطة وفرقت المتظاهرين وأخرجت الموظفين سالمين من المطعم، وكما حدث في محافظة سوهاج تكرر الوضع في محافظة الإسكندرية، ولكن لم يصل فيها الوضع لتحطيم الفروع بل التجمهر أمامها فقط.

عاجل.. تحطيم فرع ماكدونالدز سوهاج والشرطة تتدخل وتنقذ الموقف
مطعم سوهاج

دعوات المقاطعة اشتعلت كالنيران في الهشيم وأجج لهيبها البعض، معبرين عن سعادتهم بفكرة المقاطعة ونتائجها، بينما بعض غردوا خارج السرب وقالوا إن المقاطعة تضر بالمصريين؛ والعاملين بتلك الشركات، خاصة أنها فروع مصرية تستغل فقط حق العلامة التجارية، وأن تلك الدعوات لا يصل تأثيرها للشركة الأم وهو ما حدث بالفعل، فبالرغم من دعوات المقاطعة والتظاهرات المنددة لما قامت به تلك الشركات للكيان الصهيوني والخسائر المتكررة، إلا أن سعر أسهم شركة ماكدونالدز قفز محققا أرباحًا كبيرة في البورصات العالمية.

ارتفاع أسهم شركة ماكدونالدز العالمية

ماكدونالدز مصر سارع بإصدار بيان جاء فيه: «تؤكد مانفودز - ماكدونالدز مصر أنها شركة مصرية 100%، حرصت على مدار ما يقرب من  30 عامًا على تقديم أفضل الخدمات لعملائها والمساهمة في تنمية المجتمع والاقتصاد المصري».

وأكدت الشركة، أن مسئوليتها تنحصر فقط داخل حدود مصر ولا علاقة لها مطلقا بما يقوم به وكلاء آخرون في بلاد أخرى.

وأعربت شركة مانفودز - ماكدونالدز مصر عن تعاطفها الإنساني مع أحوال الأسر الفلسطينية المتضررة، معلنة عن تبرعها بمبلغ 20 مليون جنيه مصري للمشاركة في مبادرات الإغاثة تماشيًا مع جهود الحكومة المصرية لتخفيف الأعباء عنهم.

والتزامًا من شركة مانفودز - ماكدونالدز مصر بدورها التنموي، تقرر توجيه قيمة التبرعات إلى توزيع المستلزمات الطبية اللازمة من خلال مؤسسة مصر الخير فيما سيتولى بنك الطعام المصري توفير المواد الغذائية.

وأصدر اتحاد الغرف التجارية بيانًا؛ للوقوف على حقيقة الوضع وقال: «الاتحاد العام للغرف التجارية المصرية وهو بلا شك يقف مع الأشقاء في غزة، ويشارك مع منتسبيه واتحادات الغرف العربية في توفير المعونات اللازمة، لكن يجب عليه أن يوضح أن تلك الشركات التي تم الدعوة لمقاطعتها، تعمل بنظام الفرانشايز، أي أن الشركة الأم لا تملك أي من الفروع الموجودة في مختلف دول العالم، وأن فروعها في مصر يملكها مستثمرون مصريون».

وأضاف: «إنها شركات مساهمة مصرية، وتوظف عشرات الآلاف من أبناء مصر، وتسدد ضرائب وتأمينات لخزانة الدولة، كما أن من يقوم بدعم جيش الاحتلال في غالبية الأحوال هو الوكيل في إسرائيل وليس الشركة الأم، وبالطبع ليس الوكيل في مصر الذي لا ذنب له بأي حال من الأحوال».

وقال أحد العاملين بسلسلة المطاعم الشهيرة بمصر، في تصريح خاص لـ«النبأ»، إن المقاطعة أثرت بشكل كبير على عدد العاملين في تلك المطاعم، وأن الشركة استغنت عن عدد من العاملين بنظام اليومية وأبقت فقط على الموظفين أصحاب العقود، هذا بخلاف أن عدد الطيارين، «عامل التوصيل» في تناقص مستمر بسبب ما قام به البعض بطلب أوردرات كبيرة وعدم استلامها.

وأضاف: «رجوع الأوردرات سبب خسائر كبيرة للمطعم مما أثر على الحوافز ونسب الأرباح التي نتقاضاها بجانب أن بعض الفروع تصرف بدل الوجبة «20 جنيها» وهذا مبلغ بسيط لا يكفي لشراء وجبة غداء مما يضطر العامل لدفع مبلغ زيادة لشراء وجبة تعينه على العمل، في السابق كانت الإدارة تصرف لنا وجبة من المطعم وهي كانت عبارة عن ساوندتش وبطاطس ومشروب غازي وهذه الوجبة كانت تكفينا لكن الآن نأخذ بدلا منها مبلغا بسيطا».

وأكمل متنهدًا: «ظروف الحياة صعبة ودعوات المقاطعة أتت فوق رؤوسنا بحمل فوق أحمالنا ولا ندري ما الجرم الذي ارتكبناه فما ذنب الشاب الذي يعمل ليدبر مصاريف دراسته فقد أتى من محافظة بعيدة ليستقر في القاهرة توفيرا لمصاريف كبيرة لا يقوى على تحملها ورضي أن يعمل مؤقتا لتدبير مصاريف كليته فالعمالة المؤقتة لا تحصل في يومها بأكمله على  100 جنيه فبهذا المبلغ البسيط يأكل ويشرب ويدفع إيجار غرفته ومصاريف انتقاله ورغم ذلك وجد نفسه في يوم وليلة بلا عمل».

وتابع: «أما الموظفون الذين لم تستغن عنهم الإدارة فيعانون أيضا فدخل المطاعم انخفض بنسبة كبيرة فبعدما كان دخل المطعم يتعدى 100 ألف جنيه في اليوم أصبح أقل من 40 ألفًا وسيارة التوريدات التي كانت تأتي إلينا يومان في الأسبوع محملة بكافة متطلبات المطعم أصبحت تأتي يومًا واحدًا والطيارين (عاملي الدليفري) الذين كانوا يخرجون في توصيل الطلبات على مدار اليوم  بعدد طلبات يتخطى الـ100 طلب في اليوم الواحد  أصبحوا يتحركون على طلبات قليلة لا تتعدى الأربعين طلبًا يرجعون ببعضها».

وختم: «المقاطعة أضرتنا كثيرًا فنحن شباب نتحمل مسؤولية فوق طاقتنا فالبعض منا يعمل في وظيفتين ولا نستطيع أن نلبي احتياجات أسرتنا وأتساءل لمصلحة من ما يحدث لنا؟».

ستاربكس يترنح

أما الحال في ستاربكس، لم يختلف كثيرًا عن ماكدونالدز، حيث اشتكى العاملون، من بدء اتخاذ الشركة إجراءات، من بينها خفض عدد العاملين في فروعها مع استمرار حملات المقاطعة لمدة تتخطى الشهرين، والتى تسبب في خسائر تاريخية لشركة ستاربكس، التى قدرت بنحو 10.98 مليار دولار خلال 20 يومًا.

فيما ظهرت محلات ستاربكس في جميع المولات، خالية من الزبائن، بالرغم من تقديم عروض وتخفيضات على مدار الأيام الماضية، بعدما كانت الشركة الأعلى سعرًا.

وبسؤال الموظفون، أكدوا أن تلك الفروع كانت تشهد ازدحامًا ملحوظًا قبل انطلاق حملات المقاطعة، حيث كان يتردد عليها أكثر من 200 شخص في الشيفت الواحد وخاصة الفروع الموجودة  بالمولات، قائلين: «لكن الوضع اختلف تمامًا الآن وأصبحت خالية من الزبائن».

وأوضح الموظفون، أنه في حالة استمرار المقاطعة ستلجأ الشركة إلى غلق 30% على الأقل من محلاتها وتشريد ما بهم من عاملين، ولا سيما من وجود خسائر في مصر وخارجها للشركة الأم؛ نتيجة عملية المقاطعة والصراعات والإضراب الخاص باتحاد عمال ستاربكس.

أزمة في بيبسي وكوكاكولا

وحول وضع منافذ البيع بالتجزئة، قال سامر سمير محمود، رئيس قطاع التشغيل في إحدى السلاسل التجارية الكبرى، إن مقاطعة السلع الداعمة لإسرائيل، لم تؤثر على منافذ البيع والتسوق بالتجزئة لكن الضرر يحدث على المصانع ومعدل المورد إلى المتجر.

وأضاف في تصريح خاص لـ«النبأ»، أنه على سبيل المثال يورد 100 منتج من سلعة ما ويتم توزيعهم على المستهلكين في خلال 3 أيام وبعد ذلك تعود دورة العمل هكذا بمعدل 8 إلى 10 مرات في الشهر.

وتابع: «لكن بعد المقاطعة أصبحت دورة العمل تقتصر على  3 أو 4 مرات في الشهر أي المعدل الطبيعي انخفض بنسبة 50%»، لافتًا إلى أن أكبر السلع المتضررة هي بيبسي بجميع منتجاته، وشيبسي.

وأوضح «محمود»، أن جميع الشركات المدرجة ضمن المقاطعة متضررة، ولكن بنسب متفاوتة، متابعًا: «تضرر شركة نستلة أقل من شيبسي وبيبسي وستار باكس، وبيتزا هات وماكدونالدز والسلع التي تم عمل الترند عليها، بينما جميع العصائر غير متضررة من المقاطعة».

وواصل: «شركات المياه المعدنية لم تتأثر في البداية بالأزمة؛ لأن معظم المواطنين ليسوا على دراية بأن مياه دساني تابعة لشركة كوكاكولا، وأكوافينا تابعة لشركة بيبسي ولكن الآن حدث عزوف ملحوظ عن شرائهما، وأصبح الاتجاه العام نحو سبيرو سباتس ومياه حياة».

وأكد رئيس قطاع التشغيل، أن هناك أزمة في المبيعات والتوريدات لدى شركتي بيبسي وكوكاكولا، لافتًا إلى أنه بالفعل تم وقف خطوط إنتاج الأيام الماضية.

تسريح عمالة كارفور

واستكمل: «من ضمن السلاسل المتضررة بشكل كبير كارفور، فالوضع فيها سيء جدًا، منذ ظهور صور لمنتجاتها توزع على الجيش الإسرائيلي، حيث انخفضت مبيعاتها بنسبة 20% وهي نسبة ليست قليلة؛ نظرًا لأنها ليست منشأة ربحية ولكنها تستهدف بيع كميات من السلع ذات جودة.

وعن تسريح العمالة في كارفور بعد الأزمة، أشار إلى أن كارفور 100% عمالة مصرية، وقرار التسريح أمر وارد ولكن يتطلب كثير من الدراسة، وخاصة أن كارفور من أكبر السلاسل التجارية على مستوى مصر وبها قدر من العمالة ضخم والذي يصل إلى 12 ألف موظف في 12 هايبر ماركت و45 سوبر ماركت.

ولفت إلى أنه من المستحيل استيعاب سوق التجزئة في مصر لحجم العمالة في شركة كارفور، متابعًا: «على الأقل يجب أن يكون هناك 3 منشآت جديدة تبدأ عملها في السوق للاستيعاب وخاصة مع وجود مديرين ورؤساء أقسام ودليفري وكاشير وهكذا والذي سيتم المفاضلة بينهم».