هشام زكي يكتب: الساعات الرولكس.. واليد العليا لمصر
لا زالنا نعيش مع التصريحات الصادمة للدكتور مصطفى الفقي مدير مكتب المعلومات للرئيس الأسبق حسني مبارك، تلك التصريحات التي مرت مرور الكرام دون تحرك فعلي من الجهات الرسمية في الدولة خاصة بعدما قدم الفقي الاعتذار عما بدر منه من خلال برنامج حقائق وأسرار عبر قناة صدى البلد، مبررا أنه تعرض لخديعة من مُقدم برنامج الصندوق الأسود عمار تقي.
والحقيقة إن الاعتذار مرفوض جملة وتفصيلًا، نظرًا لمكانة الدكتور الفقي وحنكته السياسية، ومسيرته الطويلة مع الإصدارات والكتب المتخصصة واهمها من وجهة نظري عمله مع الدكاترة بطرس بطرس غالي وأسامة الباز ونبيل العربي وعمرو موسى، على إصدار الكتب البيضاء التي تتناول تاريخ الدبلوماسية المصرية خاصة والعربية عامة.
ويقول المثل الشعبي غلطة الشاطر بألف، والمشكلة هنا إن غلطة الشاطر الدكتور الفقي، لا تتعلق بشخصه، وإنما تتعلق بعزة وكرامة شعب بأكملها، شعب لم يستوعب التاريخ عظمته بعد، ومع ذلك تظهر فئه من هذا الشعب لا تقدر تلك العظمة ولا تعرف كيف تبرز عزته وكرامته. والمدهش حقا والذي يندى له الجبين حكاية ساعات الرولكس التي ذكرها الفقي، والتي شوه بها كل الأعراف الدبلوماسية، وهي الحكاية التي أشارت إلى الفكر المُستلب الذي يتمتع به ساسة البلد، والذي يؤثر سلبا في نظرة الدول العربية للجاليات المصرية العاملة فيها، وهو إنعكاس طبيعي لسلوك الساسة الذين لا يدركون حجم ومكانة مصر صاحبة اليد العليا على مر التاريخ، وصاحبة الفضل في النهضة التي تحققت في دول الشرق الأوسط وفي كثير من الدول الاوروبية والأجنبية والأمثلة كثيرة لا داعي لذكرها. ودائما ما يطرح السؤال نفسه متى يشعر الساسة في مصر بأهمية هذا الشعب؟ ومتى يعيدوا له عزّته وكرامته؟ ومتى يؤمن ساستنا ان الثروة الحقيقة لمصر تكمن في العنصر البشري الذي يحتاج إلى الرعاية والاهتمام وفي مقدمة هذا الاهتمام استعادة كرامته المهدرة بسبب ثلة من الساسة.