رئيس التحرير
خالد مهران

حزب العدل يعقد مائدة مستديرة حول "مستقبل الأمن المائي في مصر"

النبأ

عقد حزب العدل مائدة مستديرة حول مستقبل الأمن المائي في مصر بحضور عدد من الخبراء وممثلي المجتمع المدني حيث أدار المائدة يوسف العوال، أمين مساعد الإعلام بالحزب

وقال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة إن مصر احتفلت خلال الأيام الماضية بالذكرى الـ ٦٤ على وضع حجر أساس السد العالى ومنذ ذلك الوقت لم تتغير حصة مصر من نهر النيل، وهي ٥٥.٥ مليار متر مكعب، مشيرا إلى أن الأمن المائي جزء أساسي من الأمن القومي، وهو القدرة على توفير الاحتياجات المائية والغذائية، وليس مدى توافر كمية المياه، فهناك دول لديها كميات كبيرة من المياه لكنها لا تحسن استغلالها.

وتابع "شراقي" أن مصر تستهلك الآن حوالي ٢٠ مليون طن من القمح، ورغم انخفاض سعر القمح عالميا إلا أن سعر رغيف الخبز لم ينخفض بسبب سعر الدولار، مؤكدا أنه لا بد أن يكون هناك احتياطي غذائي يغطي الاحتياجات، وضرورة الاستخدام الأمثل للمياه في أساليب الري، واختيار نوع المحاصيل، وأن مصر تزرع صيفا وشتاءُ بفضل السد العالي.

وتطرق أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة موضوع سد النهضة وإنه يتكون من سدين سد على المجرى وسد لإغلاق الوادي المجاور، وأصبح السد يخزن ٧٤ مليار متر مكعب الآن، مشيرا إلى أن ٨٥٪؜ من مياه النيل تأتي من منابع إثيوبيا، وأن مصر حاولت التفاوض على المواصفات الهندسية والارتفاع والسعة لكن البناء لم يقف مع رفض إثيوبيا للاستعانة بخبراء أجانب، وتوقع أن تستأنف المفاوضات مرة أخرى، مؤكدا أن السد العالي وضع حاله اطمئنان، ولولا وجوده لكانت كارثة ومجاعة على مصر.

وتحدثت الأستاذة إيمان الشعراوي، الباحثة المتخصصة في الشأن الإفريقي، عن بعض التحديات وهي العجز المائي، والتغيرات المناخية وعدد السكان، وأوصت باللجوء إلى دول حوض النيل وأهمها جنوب السودان، وتابعت بأن مصر بدأت في مشروع قناة جونجلي ويتبقى استكمال ١٠٠ كم فقط، لكن هناك معارضة داخل جنوب السودان لهذا المشروع، ولا بد أن يكون هناك مشروعات وشبكة طرق واستصلاح أراضي لاستفادة جنوب السودان من هذا المشروع، ودراسة تعميق التعاون مع دول حوض النيل واستغلال القوة الناعمة في ذلك

بينما أوضحت سوسن العوضي، خبيرة البيئة والمناخ، أن الأمن المائي له ثلاث محاور وهو المحور الخارجي، والمحور الداخلي ومحور بيئي ومناخي، وأشارت إلى أن اكبر ثاني صناعة ملوثة للبيئة هي صناعة الملابس ومن أكثر الصناعات المهدرة للمياه في العالم، ويتم الاتجاه في عدد من دول العالم لصناعة الملابس الصديقة للبيئة التي لا تستهلك كميات كبيرة من المياه، وتطرقت لموضوع نبات ورد النيل الذي يستهلك كمية كبيرة من المياه، ووزارة الري والموارد المائية ليس لديها ميزانية وإرادة حقيقية للاستفادة منه.

ومن جانبه قال عبدالرحمن باشا، الباحث المتخصص في الشئون الأفريقية بمؤسسة ماعت، أن المؤسسة شاركت في مبادرة النيل من أجل السلام من أجل الضغط للعودة على طاولة المفاوضات بين مصر وإثيوبيا في أبريل ٢٠٢١، مؤكدا أن العودة مرة أخرى للضغط الشعبي أمر مهم حتى لا يترك المساحة أمام الرواية الإثيوبية التي يتم الترويج لها طوال الوقت، مشيرا إلى أنه يجب أن يكون هناك تحرك دولي افريقي مستمر، وأن يعقد البرلمان المصري جلسات لمناقشة أزمة سد النهضة والعمل على ذلك مع البرلمان الافريقي.

بينما تحدث الدكتور اسماعيل الشرقاوي، مساعد رئيس حزب العدل لشئون الزراعة، عن وجود قصور في توعية الفلاح، في التحول إلى الري الحديث، بدلا من الري القديم مؤكدا أنه لا يوجد حلقة وصل بين الحكومة والفلاح، وأن عندما يتحول الري إلى الري الحديث سيوفر اكثر من ٥٠٪؜ من المياه، وسيكون هناك ٢٠٪؜ زيادة في المحاصيل.

من جانبه رحب يوسف العوال مدير المائدة المستديرة بضيوف حزب العدل، مؤكدا على أن الحزب يولي اهتماما لمناقشة القضايا التي تمس حياة المواطن المصري، باعتباره صوتا للطبقة المتوسطة.

وتابع "العوال" أن مناقشة الأبعاد المختلفة بالمفهوم الواسع للأمن القومي ومنها الأمن المائي؛ أحد تلك القضايا التي يتم مناقشتها،  للمساهمة في تقديم توصيات تشريعية وتنفيذية واقعية.