اشتعال الصراع على أعمال كوكب الشرق.. حقيقة تورط رجل أعمال شهير في بيع «تراث أم كلثوم» لإسرائيل
«صوت القاهرة»: لدينا أوراق تثبت ملكيتنا للتراث.. وعمرو مصطفى يطلب تدخل النائب العام
مدحت العدل: «عالم الفن» لا تملك إلا 30% من أغاني أم كلثوم.. وليست صاحبة حق
نادية مصطفى: تراث رموز الفن ثروة قومية للجمهور.. وليس ملكًا لأشخاص أو شركات
لم يكن هناك صوت، خلال الأيام الأخيرة، على الساحة الفنية، وتحديدًا الغنائية، فوق صوت الصراع على التراث الموسيقي للفنانة الراحلة أم كلثوم، والذي وصل، مؤخرًا، إلى ساحات القضاء.
بدأت القصة بوجود نزاع بين كل من شركة «صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات»، وشركة «عالم الفن» لمالكها المنتج محسن جابر، على الحقوق الملكية لأغاني «كوكب الشرق».
ودخلت جمعية المؤلفين والملحنين والناشرين المصريين، على خط الأزمة، وأعلنت دعمها لأحقية شركة «صوت القاهرة» في هذا التراث، مؤكدة أنها تمتلك مستندات وأوراق تثبت ما تقوله.
ونظمت الجمعية، مؤتمرًا صحفيًا، بحضور السيناريست مدحت العدل رئيس مجلس الإدارة، وحسام لطفي أستاذ الملكية الفكرية والمستشار القانوني للجمعية، والإذاعية نادية مبروك رئيس شركة «صوت القاهرة»، والملحن عمرو مصطفى، الذي دخل في مشاجرة كبيرة مع «جابر»، في وقت سابق، بعد طرحه أغنية بصوت «كوكب الشرق»، من ألحانه عن طريق تقنيات الذكاء الاصطناعي، دون الحصول على تصريح من شركة الأخير الإنتاجية، باعتباره المالك الوحيد لهذا التراث، على حد قوله، بجانب عدد من صناع الموسيقى والغناء في مصر.
المؤتمر، الذي أقيم بقاعة «محمد حسنين هيكل» بنقابة الصحفيين، كان يهدف إلى إنهاء حالة الجدل واللغط التي أثيرت حول أغاني أم كلثوم، إلا أنه لم ينجح في ذلك، خاصة بعدما انفعل عمرو مصطفى على أحد الحضور، مهددًا بذهابه إلى النائب العام.
وقال إنه متخوفًا من أن يسرق أحد أعماله الفنية بعد وفاته، وإنه لا يوجد دليل على أحقية شركة «صوت القاهرة» في ملكية تراث أم كلثوم، أكثر من ورق مضت عليه قبل رحيلها، بخط يدها، ملوحًا بهذا الورق، بيده.
وطالب «مصطفى» مجلس النواب بالتدخل في القضية، وضرورة سرعة حسم الجدل حول ملكية أغاني أم كلثوم، منوهًا إلى أن شركة «عالم الفن» ليس لها أي وجه حق فيها.
وأصدرت الجمعية بيانًا، شديد اللجهة، توعدت فيه أي شخص يتعدى على حقوق شركة «صوت القاهرة»، وفقًا لقانون حماية الملكية الفكرية رقم 82 لعام 2002، بالحبس والغرامة.
كما حذرت من التعامل مع غيرها، فيما يتعلق بحق الأداء العلني بالعزف، أو غناء مصنفات موسيقية أمام الجمهور، أو استخدامها، ضمن برامج إذاعية، أو تلفزيونية، أو مسلسلات، أو أفلام أو إعادة نشر، بتعديل الكلمات أو لحن المصنف الأصلي، لأي من مصنفات الأعضاء، مؤكدة أنها ستلاحق قضائيًا أي جهة تُخالف ذلك.
كذلك أكدت نادية مصطفى، أن تراث رموز الفن هو ثروة قومية يملكها الجمهور، وأن الدولة ممثلة في شركة «صوت القاهرة»، وأنها ليست ملكًا خاصًا لشركة أو لأشخاص.
من ناحيته، رد محسن جابر على بيان «المؤلفين»، رافضًا حديث الجمعية عن حقها في أغاني أم كلثوم، مضيفًا أنها أدخلت نفسها في قصة لا علاقة لها بها من الأساس.
ولم يكتف «جابر» بذلك فقط، لكنه ألمح إلى أن مدحت العدل يدعم شركة «صوت القاهرة»، بسبب خلافات شخصية قديمة وقعت بينه وبين الأول.
ووصف ما فعله عمرو مصطفى، بأنه ما هو إلا وسيلة لركوب «التريند»، وخلق «شو»، وأنه مجرد «تهليل» إعلامي، لضعف موقفه.
ومع تصاعد الأزمة، أوضح «العدل»، في تصريحات صحفية، أنه لن يرد على ما يقوله محسن جابر، إلا بالقانون أو من خلال القضاء، لافتًا إلى أنه يرفض الدخوله معه في مهاترات، وأنه لن يستفيد شيئًا شخصيًا أو ماديًا من نزاع مثل هذا، بينما يريد فقط أن يعود الحق لأصحابه، وأن «جابر» هو من يستفيد بشكل مادي، عن طريق شركته، من الحقوق التي يزعم أحقيته فيها.
وذكر أن حقوق تراث أم كلثوم تعود لشركة «صوت القاهرة»، وأنهم يمتلكون جميع المستندات التي تثبت ذلك؛ من بينها: مستند العقد المبرم بين «كوكب الشرق» والشركة، وأيضًا عقد تنازل زوجها الراحل الدكتور حسن الحفناوي عن حقوقه للشركة نفسها.
وأكمل أن شركة «عالم الفن» لا تملك حقوقًا من تراث أم كلثوم، سوى نسبة من حقوق الورثة فقط، وهي 30%، مؤكدًا أنها ليس لديها الحق الكامل في هذا التراث.
أسرة أم كلثوم لم تصمت أمام كل ذلك، إذ أعلنت السيدة جيهان الدسوقي، حفيدة «كوكب الشرق» اتخاذها إجراءات قانونية، حيال النزاع القائم بين شركتي «عالم الفن» و«صوت القاهرة»، حول تراث جدتها.
وقالت إنها لن تتوان في اتخاذ أي قرار يحمي هذا التراث، وإنها فوضت المستشار ياسر قنطوش، لتولي المهمة.
وذكرت أنها ستركز في الإجراءات القانونية تجاه شركة «عالم الفن»، على تعديل العقد بما يتناسب مع القيمة المادية لذلك التراث، والتي تصل إلى ملايين الدولارات في الوقت الحالي.
وأشارت «جيهان»، إلى أن العقد الخاص بالتنازل الحالي لاستغلال الحقوق الفنية والأدبية عن تراث «كوكب الشرق»، أصبح مجحفًا، ولا يتناسب مع القيمة المادية له.
أما المفاجأة الكبرى التي فجرتها «الدسوقي»، كانت تتعلق بتوجيهها اتهام إلى محسن جابر، ببيع أغاني أم كلثوم إلى إسرائيل، مؤكدة أن هذه كارثة، وإن التراث يتعرض بهذه الطريقة إلى التشويه، وأن الخسارة ليست مادية فقط.
واستندت حفيدة أم كلثوم، في اتهامها، إلى ما فعلته إحدى القنوات الإسرائيلية، بطرح أغنية «اسأل روحك»، على موقع الفيديوهات الشهير «يوتيوب»، بعد حصولها على حقوقها من شركة «عالم الفن»، إلا أن إدارة الموقع حذفتها، بناء على طلب أمين الموجي، النجل الأكبر للملحن الراحل محمد الموجي، الذي لحن الأغنية لـ أم كلثوم، عام 1970.
لم يختلف الحال كثيرًا بالنسبة لـ عدلي سمير، ابن شقيق أم كلثوم، الذي رفض النزاع المشتعل بين شركتي «عالم الفن» و«صوت القاهرة» حول ملكية أغاني «كوكب الشرق»، مشددًا على أن الأخيرة لم تتنازل عن أي شيء من أملاكها قبل وفاتها، وأنها لم توقع أو تكتب أي ورقة من ممتلكاتها لأحد، مضيفًا أن كل ما يتم تداوله إعلاميًا ليس صحيحًا.