«قانون الغاب».. 15 بلطجي يمزقون جسد مدرس ويقطعون يد زوجته بشبرا الخيمة
شهدت مدينة شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية جريمة قتل بشعة أثارت غضب الشارع المصري، بعد مقتل الدكتور كامل عبد الفتاح مدرس التاريخ وأستاذ الشريعة والقانون على يد أكثر من 15 بلطجي، حيث قاموا بالتعدي عليه بالأسلحة البيضاء ومزقوا جسده أمام المارة وقطعوا يد زوجته بمنطقة عزبة عثمان في شبرا الخيمة.
مشاجرة طاحنة في شبرا الخيمة
أمر المستشار عبد الرحمن أمين رئيس نيابة قسم أول شبرا الخيمة بتجديد حبس 5 أشخاص 15 يوما على ذمة التحقيق بتهمة قتل مدرس أثر تعدي طرفين على بعضهما البعض بسبب خلافات المصاهرة بدائرة قسم أول شبرا الخيمة، مع مراعاة مواعيد التجديد القانونية اللازمة لهم.
كانت شهدت منطقة عزبة عثمان بمدينة شبرا الخيمة، بحدوث مشاجرة بين طرفين، بسبب خلافات المصاهرة وتعدا كلا الطرفين على بعضهما البعض بأسلحة بيضاء، وإلقاء الزجاج على بعضهما أودت بحياة أحدهما وإصابة آخرين.
وتم إخطار اللواء نبيل سليم مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن القليوبية، وجرى التحفظ على الجثة في المستشفى، وتم تحرير محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق.
تلقى اللواء محمد السيد مدير المباحث الجنائية بالقليوبية إخطارًا من مأمور قسم أول شبرا الخيمة يفيد ورود بلاغ من المستشفى بوصول كامل عبد الفتاح البحيري، 59 سنة، مدرس مصاب بجرح بالرأس واليد اليمنى، ولقي مصرعه فور وصوله للمستشفى بسبب إدعاء مشاجرة.
وكشفت التحريات بقيادة المقدم أحمد عصر رئيس مباحث قسم أول شبرا الخيمة، عن نشوب مشاجرة بين طرفين الطرف الأول مندوب مبيعات 55 سنة، مصابًا بجرح قطعي في الرأس واشتباه كسر بالفك، وزوجته 48 سنة، مصابة بجرح قطعي باليد اليمنى، وقطع أوتار الإبهام والسبابة والوسطى، وشقيقها 59 سنه، مدرس، مصاب بجرح بالرأس واليد اليمنى، ولقي مصرعه فور وصوله للمستشفى.
والطرف الثاني شخص بالمعاش 53 سنة، مصاب بكدمات بالقدم، وزوجته 52 سنة مصابة بكدمات بالقدم، وزوجة نجله 25 سنة، مصابة بكدمات باليد اليمنى، وطالب 21 سنة مصابًا بجرح طعني بالبطن.
كما دلت التحريات، أن سبب ارتكاب الواقعة مشادة كلامية تطورت لمشاجرة استخدم فيها كلا الطرفين أسلحة بيضاء، وإلقاء الزجاج، تعدوا كلاهما على الآخر بسبب خلافات مصاهرة بينهما.
وأكد "أ.ع" أحد شهود العيان لـ«النبأ» أن المتهم الأول ويدعى "محرم.أ" وشهرته الصعيدى قام باقتحام محل خاص بـ شقيقة المجني عليه وبصحبته أكثر من 15 بلطجي وقاموا بالتعدي على أسرة المجني عليه بالأسلحة النارية والبيضاء وأسفر ذلك عن تمزيق جسد الدكتور كامل عبد الفتاح كبير مدرسي التاريخ بإحدى المدارس الشهيرة وحاصل على دكتوراه في الشريعة والقانون كما قام المتهمين ببتر يد زوجة المجني عليه وتم نقلها على الفور لمستشفى القصر العيني لإجراء الإسعافات اللازمة.
وعقب تقنين الإجراءات بقيادة الرائد محمود صبري، والنقيب أدهم الحسيني والنقيب محمد الحسيني والنقيب محمد الجزار معاونو رئيس المباحث، تم ضبط طرفي المشاجرة، وتم تحرير محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق.
خبير قانوني يوضح عقوبة القتل العمد
ومن جانبه، قال المستشار أحمد صالح محامي المجني عليه، إن جريمة القتل هى إحدى الجرائم الآثمة التي حرمتها الأديان السماوية، وكافة التشريعات، ويعتبر القتل هو إزهاق روح إنسان عن طريق أخر باستخدام آلة حادة أو سلاح ناري ومواد سامة، والمتسبب في جريمة القتل يعاقب على جريمته سواء كان قتل عمد أم قتل خطأ.
وأكد المستشار أحمد صالح أن الفقرة الثانية من المادة 2344 من قانون العقوبات نصت على أنه "ومع ذلك يحكم على فاعل هذه الجناية (أى جناية القتل العمد) بالإعدام إذا تقدمتها أو اقترنت بها أو تلتها جناية أخرى".
وأوضحت أن هذا الظرف المشدد يفترض أن الجانى قد ارتكب، إلى جانب جناية القتل العمدى، جناية أخرى وذلك خلال فترة زمنية قصيرة، مما يعنى أن هناك تعددًا فى الجرائم مع توافر صلة زمنية بينها.
وتقضي القواعد العامة فى تعدد الجرائم والعقوبات بأن توقع عقوبة الجريمة الأشد فى حالة الجرائم المتعددة المرتبطة ببعضها ارتباطًا لا يقبل التجزئة (المادة 32/2 عقوبات)، وأن تتعدد العقوبات بتعدد الجرائم إذا لم يوجد بينها هذا الارتباط (المادة 33 عقوبات)، وقد خرج المشرع، على القواعد العامة السابقة، وفرض للقتل العمد فى حالة اقترانه بجناية أخرى عقوبة الإعدام، جاعلًا هذا الاقتران ظرفًا مشددًا لعقوبة القتل العمدى، وترجع علة التشديد هنا إلى الخطورة الواضحة الكامنة فى شخصية المجرم، الذي يرتكب جريمة القتل وهي بذاتها بالغة الخطورة، ولكنه فى نفسه الوقت، لا يتورع عن ارتكاب جناية أخرى فى فترة زمنية قصيرة.
شروط التشديد:
استكمل صالح حواره للنبأ قائلا: يشترط لتشديد العقوبة على القتل العمدى فى حالة اقترانه بجناية أخرى ثلاثة شروط، وهى: أن يكون الجاني قد ارتكب جناية قتل عمدى مكتملة الأركان، وأن يرتكب جناية أخرى، وأن تتوافر رابطة زمنية بين جناية القتل والجناية الأخرى.
ارتكاب جناية القتل العمدي:
يفترض هذا الظرف المشدد، أن يكون الجانى قد ارتكب جناية قتل، فى صورتها التامة. وعلى ذلك، لا يتوافر هذا الظرف إذا كانت جناية القتل قد وقفت عند حد الشروع واقتران هذا الشروع بجناية أخرى، وتطبق هنا القواعد العامة فى تعدد العقوبات.
كذلك لا يطبق هذا الظرف المشدد إذا كان القتل الذي ارتكبه الجاني يندرج تحت صورة القتل العمد المخفف المنصوص عليها فى المادة 237 من قانون العقوبات حيث يستفيد الجاني من عذر قانوني يجعل جريمة القتل، كما لا يتوافر الظرف المشدد محل البحث ومن باب أولى، إذا كانت الجريمة التى وقعت من الجانى هي "قتل خطأ" اقترنت بها جناية أخرى، مثال ذلك حالة المجرم الذى يقود سيارته بسرعة كبيرة فى شارع مزدحم بالمارة فيصدم شخصًا ويقتله، ويحاول أحد شهود الحادث الإمساك به ومنعه من الهرب فيضربه ويحدث به عاهة مستديمة، ففى هذه الحالة توقع على الجاني عقوبة القتل غير العمدى، بالإضافة إلى عقوبة الضرب المفضي إلى عاهة مستديمةِ.