لغز انهيار إيرادات أفلام إجازة منتصف العام
يشهد موسم إجازة منتصف العام الدراسي 2024 حاليا عرض العديد من الأفلام التي حجزت مكانها في الموسم وتنوعت ما بين الكوميديا والأكشن والتشويق بدور العرض، وحققت ملايين الإيرادات.
وضمت قائمة الأفلام المطروحة "أبو نسب" بطولة محمد إمام، ماجد الكدواني، ياسمين صبري، وفاء عامر، والفيلم من تأليف أيمن وتار، وإخراج رامي إمام، و"الحريفة" بطولة نور النبوي، أحمد غزى، كزبرة، نور إيهاب، مع ظهور خاص للنجم بيومى فؤاد، والفيلم من تأليف إياد صالح، وإخراج رؤوف السيد، وفيلم "ليه تعيشها لوحدك" بطولة شريف منير، وخالد الصاوي، وفيلم "الإسكندراني" بطولة أحمد العوضي وزينة وإخراج خالد يوسف، وفيلم "عصابة عظيمة" بطولة إسعاد يونس، و"أنا وابن خالتى" بطولة بيومى فؤاد وسيد رجب، "شماريخ" بطولة آسر ياسين أمينة خليل، خالد الصاوي، آدم الشرقاوي، مصطفى درويش، والعمل من تأليف وإخراج عمرو سلامة.
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي ضجة وانتقادات كبيرة حول هذه الأفلام والتي ضمت العديد من الوجوه الجديدة التي حصلت على دور البطولة لأول مرة سواء داخل أو خارج السينما، فضلا عن تصدر هذه الأفلام الإيرادات وتحقيقها الملايين في ظل غياب نجوم الشباك الكبار أمثال كريم عبدالعزيز، وأحمد عز، وأمير كرارة.
حالة من الصحوة الفنية
وفي هذا السياق، قال أحمد السماحي الناقد الفني، إن السينما المصرية تعيش هذه الأيام حالة من الصحوة الفنية، تتمثل في عرض ستة أفلام متنوعة بمناسبة إجازة نصف العام، حيث بدأ عرض خمسة من هذه الأفلام في دور العرض بداية من يوم الأربعاء 3 يناير، وقبلهم بنحو 10 أيام عرض فيلم (أبونسب) والذي عرض يوم 21 ديسمبر.
وأضاف "السماحي": ما يحسب لهذه الأفلام تنوعها، حيث نجد فيها الفيلم الكوميدي، والاجتماعي، والأكشن والدرامي، وهذه (التوليفة) كنا محرومين منها في السنوات الماضية، حيث كانت معظم الأفلام التي تعرض خاصة في موسم نصف العام كوميدية هزلية، لكن هذا العام جاءت الأفلام إلى حد كبير متميزة وتحترم عقلية الجمهور الذي أصبح من الصعب إرضاؤه، خاصة جيل الشباب منهم والذين يقطعون التذاكر ويدخلون دور العرض السينمائية، والذين أصبحوا بحكم ثورة التكنولوجيا مطلعين على أحدث الأفلام الأجنبية.
وتابع، أنه لم يحدث ضجة في الأفلام التي عرضت، فلم نسمع عن فيلم اعترضت عليه الرقابة، ولا رواد مواقع التواصل الاجتماعي احتجوا على مشهد ما في أحد الأفلام، والضجة الوحيدة التي حدثت هي ليلة عرض كل الأفلام في عروضها الخاصة، حيث تتزاحم كاميرات القنوات الفضائية وأصدقاء العاملين في القنوات الفضائية، والباعة الجائلين! فضلا عن كثرة المواقع التي تبحث عن (التريند) وليس البحث عن قيمة ومضمون الفيلم.
وعن اتجاه الأفلام إلى التجارية قال: هذا طبيعي، وراجع إلى ذوق الجمهور الذي يرتاد دور العرض، وهو شريحة كبيرة من الشباب، وهذا الشباب يقطع تذكرة ويدخل الفيلم إما حبا في أبطاله، أو هربا من همومه اليومية التي تلاحقه مثل غلاء الأسعار، وعدم وجود وظائف، وعدم الزواج، وغيرها من الإحباطات التي يعيشها هذا الجيل، والذي لا يريد أن يرى أفلاما ترهق تفكيره المرهق أساسا، وبالتالي يحرص صناع السينما على إرضاء هذا الجيل بتقديم وجبة معروفة منذ قديم الأزل وهي إما الكوميديا أو الأكشن!.
وأكد أن ذوق الجمهور اختلف؛ نظرا لقلة ثقافته، ورغم أن هذا الجمهور مطلع على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، ولديه وعي وذكاء، ولكن ليس لديه ثقافة، وبالتالي عدم ثقافة جمهور السينما انعكست على الأفلام المعروضة، وأصبحت أفلاما بسيطة ومعظمها تقليدي ليس فيه حرفة سينمائية ولا تكنيك عال، ولا كتابة رائعة.
وتابع، أن غلاء الأسعار انعكس على الإيرادات هذا العام فجاءت عادية، وبعضها جاء مخيبا للآمال باستثناء فيلمي (أبونسب)، و(الحريفة) والأخير مفاجأة أفلام نصف العام من حيث الإيرادات، إذ تفوق على أفلام ضخمة الإنتاج مثل: (الإسكندراني)، و(ليه تعيشها لوحدك)، و(أنا وأبن خالتي)، و(عصابة عظيمة)، الفيلم الذي حقق إيرادات جيدة هو فيلم (أبونسب).
وأشار الناقد الفني، إلى أن صناع السينما أصبح رهانهم اليوم على دور العرض السعودية التي تعرض هذه الأفلام، والتي تجني أرقاما وإيرادات ضخمة؛ بسبب فرق العملة، وهؤلاء يملأون الدنيا ضجيجا بأن فيلمهم حقق إيرادات ضخمة، لكن هذه الإيرادات ترجع إلى فتح سوق السعودية في الفترة الأخيرة.
غياب النجوم الكبار
ومن جانبه، قال أمين خيرالله، الناقد الفني، إن المنافسة بين أفلام الموسم الحالي منافسة ضعيفة، فلا يوجد أبطال حقيقيون في هذه المنافسة، مثل كريم عبدالعزيز، أو محمد هنيدي، أو أحمد عز، أو أمير كرارة نستطيع قياس نسبة النجاح، مضيفا أن المشاهد أو الجمهور ليست لديه اختيارات قوية فهو مجبر على مشاهدة هذه الأفلام.
وأضاف "خيرالله"، أن غياب النجوم الكبار أو بمعنى أدق نجوم الشباك فتح المجال لهذه الأفلام أن تدخل المنافسة وتحقق إيرادات، وهذا يدل على لعبة المنتج أو الموزع في تحقيق المكاسب المادية دون النظر إلى محتوى الفيلم.
وأكد أن الإيرادات التي تعلن عبر مواقع التواصل الاجتماعي غير حقيقة؛ لأن الأرقام الحقيقية تصرح بها غرفة صناعة السينما، مشيرا إلى أنه من الصعب حساب الإيرادات اليومية في وسط أدوار العرض السينمائية داخل وخارج مصر.
ونوه " الناقد الفني "، إلى أن فيلم الإسكندراني هو الأعلى في الإيرادات والأقوى من حيث القصة والأبطال مقارنة بباقي أفلام الموسم، ويليه فيلم الحريفة، مؤكدا أن الفنان أحمد العوضي ليس نجما سينمائيا.